اقتنص كورينثيانز البرازيلي فوزا صعبا للغاية 1-0 وحرم الأهلي المصري من تحقيق إنجاز فريد، في المباراة الأولى من الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم للأندية اليابان 2012FIFA. قدم الأهلي أداء رائعا على فترات المباراة، بل أنه تحكم بكامل المجريات في الشوط الثاني وصنع العديد من الفرص وأهدر فرصا ثمينة للتسجيل. دخل الأهلي أجواء اللقاء بنوايا جدية لمناددة منافسه القوي، وعمل وفق تكتيك طيب فأغلق رجال المدرب حسام البدري المساحات المؤدية إلى مرمى حارسه شريف إكرامي، وهذا الأمر حرم البرازيليين من التمتع بحرية الحركة ونسج الهجمات، خصوصا وأن ثنائي الارتكاز حسام عاشور ورامي ربيع تواجدا على مقربة من رباعي الدفاع جمعة، نجيب والظهيرين احمد شديد وأحمد فتحي، وتلقى هؤلاء مساندة من وليد سليمان وعبدالله السعيد وحتى من محمد ناجي جدو، وظل السيد حمدي في مقدمة الكتيبة الأهلاوية لمشاكسة الدفاع البرازيلي. وفق هذه المعطيات كان من الصعوبة بمكان على لاعبي كورينثيانز تلمس الطريق الصحيح لتهديد إكرامي، وباستثناء تلك الكرة الأرضية التي سددها دوجلاس ومرت بجانب المرمى دون أن تقلق راحة الحارس (10) لم يشاهد إكرامي أي خطر طيلة الأحداث. الأهلي بدوره عرف كيف يتعامل مع الأمور بمنطق، خصوصا في التقدم والانتقال الهجومي، وعلى عكس المنتظر كان يمكن له أن يتقدم بهدف مباغت، حين صعد محمد نجيب خلف ركلة مباشرة عكسها وليد سليمان وسددها بشكل خطير مرت بالكاد بجانب القائم (11). لكن ما تلاها من كرات أهلاوية ظلت منقوصة من الكثافة العددية فكان من الصعوبة على السيد حمدي تلقي الكرات، وغابت السرعة في التحكم بالكرات في الثلث الأخير من ملعب كورينثيانز. تلقى الأهلي الضربة الأولى لطموحاته، حين عكست ركلة ركنية أبعدت في المرة الأولى لتعود إلى دوجلاس الذي عكسها من جديد خلف الدفاع الذي خرج لكشف التسلل، لكن الأمر لم يتم على أكمل وجه ليكسر جيريرو المصيدة ويسدد الكرة برأسه دون مضايقة حقيقية من وائل جمعة، لتمر كرته بعيدا عن متناول إكرامي ليهز شباكه بالهدف البرازيلي الأول (30). هدأ إيقاع البرازيليين بعد الهدف، ونجح لاعبو الأهلي ي تناقل الكرات لكن دون بلوغ مرحلة التهديد، فظل الحارس كاسيو دون قلق في مرماه. عاد الأهلي للشوط الثاني بروح جديدة تميزت بالثقة والحيوية، لتتغير الأمور بشكل كامل، حيث بسط لاعبو الأهلي نفوذهم على منطقة العمليات مع سرعة نقل الكرة والانتشار الواعي في أرجاء الملعب، وما ساعد على ذلك مشاركة "المايسترو" محمد أبو تريكة الذي أعطى دفعا معنويا في المقام الأول، ثم قام بتولي مسؤولياته الكاملة في قيادة الهجمات وصنع اللعب. تهديد الأهلي لمرمى كورينثيانز بدأ عبر تسديدة قوية أطلقها رامي ربيع من خارج منطقة الجزاء مرت بجانب القائم (63) ورغم إصابة الحار س شريف إكرامي بشد عضلي حرمه من المتابعة ليشترك محمد أبو السعود، إلا أن الأمور بقيت تحت سيطرة الأهلي. ولاحت أثمن الفرص اعندما مرر أبوتريكة كرة مثالية أمام أحمد فتحي الذي تجاوز خطوط الدفاع من الجهة اليمنى وواجه الحارس لكنهلم يحسن التسديد في المرمى المشرع، ليصيب الشباك الجانبية (67). وعاد تريكة لممارسة هوياته في"شرخ" الدفاعات البرازيلية، ومنح السيد حمدي كرة بالمقاس، لكن الأخير "فشل" في ترويضها وهو في المواجهة لتهرب عن قدمه (72)، ويتبعها أبو تريكة بنفسه بتسديدة ماكرة ارتدت من جسد الدفاع للركنية (73).
دفع حسام البدري مدرب الأهلي بورقته الأخيرة المتمثلة بالمهاجم عماد متعب بدلا من محمد ناجي جدو لتعزيز القوى الهجومية. واصل الأهلي نسج الخطر، وأطلق وليد سليمان كرة رائعة مرت بالكاد فوق العارضة البرازيلية(82). وعاد رامي ربيع ليجرب حظه من جديد، فأطلق كرة قوية مرت فوق العارضة (86). وكثف كورينثيانز من ضغطه وتواجده الدفاعي، وعمل على استهلاك الوقت في اللحظات الأخيرة لتعلن الصافرة النهائية عن تأهله للنهائي.