القي حادث قطار اسيوط الماساوي بظلاله الحزينة علي الانجاز الكبير الذي حققه فريق النادي الاهلي لكرة القدم وتتويجه بطلا للقارة الافريقية للمرة السابعة في تاريخه رقم قياسي بعد فوزه علي منافسه الترجي التونسي في ملعبه برادس ووسط جماهيره بهدفين مقابل هدف بل كان قادرا علي تحقيق نتيجة اكبر, واختلطت مشاعر الحزن بالفرحة وهي ترتسم علي الشفاه تالما وحزنا علي فلذات اكبادنا الذين لقوا ربهم وهم في عمر الزهور, واختلطت دموع الحزن مع الفرحة وتحجرت في مقلتي العيون, فلم يكن السبت الدامي يوما عاديا وقد اتشحت كل ربوع مصر بالسواد حزنا علي الذين ذهبوا ضحايا للاهمال وانعدام الضمير وحاول البعض كبح جماح غضبه والترويح عن نفسه بمتابعة لقاء الاهلي فكان قلبه يعتصر الما وحزنا علي الحادث وتراوده الفرحة بانجاز الاهلي الذي لو لم يكن تزامنه مع هذا الحادث لكان له وقع آخر في نفوس كل المصريين والشارع الرياضي خاصة الذي كان يمني النفس بالفرحة الغائبة منذ كارثة استاد بورسعيد. من هنا لم يكن انسانيا ومنطقيا ولا حتي اخلاقيا ان تنفصل مشاعر ابناء الوطن الواحد ونكرر بعد تلاحمنا في ثورة 25 يناير نفس الاخطاء التي كنا نعيش فيها في ظل النظام السابق فما اشبه اليوم بالبارحة عندما فاز المنتخب ببطولة امم افريقيا 2006 وخرجت الجماهير ووسائل الاعلام تحتفل وتهلل للانجاز الافريقي بينما كان اكثر من 1000 مصري ماتوا غرقا في العبارة. لقد استحق الاهلي الفوزباللقب بجدراة واستحقاق وحفظ كبرياء الكرة المصرية في القارة السمراء فلم يكن فريق الاهلي الذي نعرفه هو الذي يلعب مباراة امس الاول بل كان فريقا اخر انترناسيونالي الايطالي في قمة مجده وربما اف سي برشلونة مع ميسي فلم اري الاهلي يلعب مباراة بهذا المستوي الرائع من قبل وقدم لاعبوه افضل مباراة طوال مشوارهم الافريقي. كما اعلنت المباراة عن مولد نجم جديد في عالم التدريب انه المبدع حسام البدري الذي خدع الجميع ودخل التاريخ من اوسع ابوابه واعاد الاحترام والتقدير للمدرب الوطني كاسرا احتكار المدربين الاجانب لهذه البطولة مع الاهلي فلم يسبقه في هذا الانجاز سوي الجوهري. اثبت البدري ان المدرب الوطني لا يقل فنيات وفكر ومكانة عندما ياخذ الفرصة كاملة عن الاجنبي حتي انه انسانا تماما اسطورة جوزيه الذي كان صناعة اعلامية وعقدة الخواجة المسيطرة علي القلعة الحمراء. شكرا للبدري الذي اعاد البطولة من جديد الي مصر.. الف مبروك للأهلي.. وخالص العزاء لضحايا قطار اسيوط.