تتوقف قلوب عشاق النادى الأهلى فى مصر والوطن العربي قاطبة عندما تدق الساعة السابعة مساء اليوم الأحد حيث سيكون ملعب برج العرب بالإسكندرية مسرحاً لموقعة أم المعارك الإفريقية وأعظمها على الإطلاق للنادى الاهلى زعيم إفريقيا بالأرقام والنتائج مع ضيفه الترجي التونسي في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا. ومن المنتظر أن تتسم مواجهة برج العرب الأولى تاريخيا فى النهائي الإفريقي بين أبناء الجزيرة وأبناء باب سويقة بالندية والإثارة شأنها فى ذلك شأن لقاءات الأندية المصرية والتونسية بالإثارة نظراً للتنافس التاريخي في الكرة بالبلدين، وعلى رغم أن الفريقين التقيا في 10 مباريات سابقة بالبطولة. وكانت أشهر المواجهات في نسخة 2010 في نصف النهائي وفاز الأهلي في الذهاب 2-1 وخسر في الإياب بهدف أحرزه المهاجم السابق للفريق التونسي النيجيري مايكل انرامو، فيما كانت اخر اللقاءات في بطولة العام الماضي بدوري الثمانية «المجموعات» وفاز الترجي بهدف نظيف في الذهاب وتعادلا في الإياب (1-1) وودع بطل مصر البطولة. وكذلك يعد اللقاء الثالث بين الفريقين العريقين بعد ثورتى "اللوتس" و"الياسمين" اللتين اندلعتا فى مصر وتونس يناير 2011 للتخلص من الظلم والطغيان الذى استمر عقودا فى البلدين العربيين.. كما أنه المواجهة الحادية عشرة تاريخيا بين الفريقين فى البطولة الأكبر فى إفريقيا.. فمن يستطيع حسم دربى الثورتين الثالث؟، هذا ما سيجيب عنه لقاء 4 نوفمبر الحالى. ويسعى الأهلي لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، إذ إن فوزه في لقاء اليوم وبفارق هدفين سيقربه كثيراً من اللقب الغائب عن «القلعة الحمراء» منذ 4 سنوات ما يجعله يعزز الرقم القياسي في عدد الفوز ببطولات دوري أبطال أفريقيا بالوصول إلى البطولة السابعة، علاوة على المشاركة في كأس العالم للاندية للمرة الرابعة في تاريخه ليتساوى بذلك مع أوكلاند سيتي النيوزيلندي. فضلاً عن أنه اللقاء الأول له بحضور الجماهير منذ مذبحة إستاد بورسعيد التي فقد فيها 72 من جماهيره لذا جهز احتفالية لتكريم الضحايا، كما أن اللقاء يعد «بروفة» مهمة للتأكيد على قدرة الأمن على تأمين المباريات ما يعد «قبلة الحياة» لعودة بطولة الدوري المصري المؤجلة لأجل غير مسمى بداعي خشية مسؤولي وزارة الداخلية صدام الأمن مع جماهير «الالتراس» الرافضة لاستئناف النشاط الكروي قبل القصاص للضحايا. من جهته، شدد المدير الفني للأهلي حسام البدري على لاعبيه بضرورة ترجمة الفرص التي تلوح لهم خلال المباراة إلى أهداف، إضافة إلى عدم إهمال الجانب الدفاعي، خوفاً من الهجمات المرتدة، التي يجيدها لاعبو الترجي ببراعة، كما نبه لاعبيه إلى عدم الانسياق وراء الاستفزازات التونسية المتوقعة لإضاعة الوقت وإخراجهم عن تركيزهم. ويتسلح البدري بخبرة لاعبيه الممثلة في النجوم محمد أبوتريكة ومحمد بركات وأحمد فتحي وسيد معوض ووائل جمعة ومحمد ناجي «جدو». من جانبه، قلّل عضو الجهاز الفني للأهلي محمد يوسف من تأثير غياب المهاجم يوسف المساكني على أداء الفريق التونسي قائلاً: «الترجي فريق كبير ويضم لاعبين مميزين ولا يعتمد على لاعب واحد، بل يعتمد على الجماعية والالتزام الخططي، وهذا مكمن خطورته».. وكان الترجي قد أعلن عن شعور لاعبه بآلام استوجبت التدخل الجراحي ليصبح في حكم المؤكد غيابه عن لقاء اليوم. ومن المتوقع أن يلعب البدري بتشكيل مكون من شريف إكرامي في حراسة المرمى، ووائل جمعة ومحمد نجيب وأحمد فتحي وشريف عبدالفضيل (احمد شديد قناوي) في الدفاع، وحسام غالي وشهاب الدين احمد ومحمد أبوتريكة وعبدالله السعيد في الوسط، والسيد حمدي ومحمد ناجي جدو في الهجوم.
ولم يحسم الجهاز الفني للأهلي حتى المران الأخير الذي خاضه مساء السبت باستاد برج العرب موقف الجبهة اليسرى بعد أن دخل أحمد فتحي حسابات حسام البدرى لقيادة الناحية اليسرى ، وفى حالة الدفع بأحمد فتحي يسارا سيكون بركات هو الخيار الأقرب لقيادة الجبهة اليمنى . وستكون المحاضرة الفنية التي سيعقدها الجهاز الفني في الثالثة عصراليوم الأحد لشرح خطة المباراة هي الفيصل في تحديد هوية اللاعب الذي سيحل بديلا لسيد معوض ، وإن كان الجهاز المعاون للبدرى يرى أن شريف عبدالفضيل هو الأفضل لها حتى لا يخسر الاهلى جهود احمد فتحي مثلما حدث في مباراة القمة التي أشرك فيها البرتغالي جوزيه لاعبه فتحي في الجبهة اليسرى ولم يظهر بالشكل المعهود . في المقابل، يدخل الترجي اللقاء بهدف تحقيق نتيجة ايجابية تمكنه من اقتناص اللقب في مباراة الإياب التي ستقام بملعب رادس وسط 50 ألف من أنصاره، وجاءت معظم تصريحات لاعبي فريق «الدم والنار» لتؤكد رغبتهم في منع الأهلي من إحراز أية أهداف لتأجيل الحسم للمباراة الثانية. وأكد المدير الفني للترجي نبيل معلول أنه جاء إلى القاهرة من اجل الفوز على بطل مصر لا سيما في ظل امتلاكه للاعبين على مستوى عال من المهارة والخبرة يستطيعون إيقاف خطورة لاعبي الفريق «الأحمر» وتهديد مرماه، وقال معلول: «نسعى لتحقيق نتيجة إيجابية في ملعب برج العرب، حتى لا ننتظر العودة في تونس كي لا تتضاعف الضغوطات علينا». وشدد على أن الأهلي فريق كبير ويضم لاعبين خطيرين وأبرزهم محمد أبوتريكة ومحمد بركات وحسام غالي ومحمد ناجي «جدو». ويراهن معلول على تفوق لاعبيه البدني خصوصاً في ظل انتهاء الدوري التونسي الشهر الماضي، فيما يعاني لاعبو الأهلي من انخفاض المستوى البدني لتوقف النشاط الرياضي في مصر منذ فبراير الماضي. وأوضح المدير الفني للترجي أن فريقه سيتأثر كثيراً بغياب يوسف المساكني عن اللقاء، لا سيما انه من اللاعبين المميزين الذين يستطيعون إحداث الفارق. ومن المتوقع أن يحرس مرمى الترجي معز بن شريفه، ويلعب سامح الدربالي ووليد الهيشري ومحمد بن منصور وخليل شمام في الدفاع، وحسين الراقد وخالد المويلهي كثنائي ارتكاز، أمامه الثلاثي كريم العواضي وهاريسون أفول ويوسف البلايلي، وفي الهجوم الكاميروني نيانغ. ويدير المواجهة طاقم تحكيم جزائري بقيادة الدولي جمال حيمودي ومعاونيه أتشلي عبدالحق ومنير بيتام. بقى أن نذكر أن الفريقين هما الأفضل تاريخيا فى بلديهما من حيث الألقاب المحلية وكذلك الإفريقي: فالأهلى حاز الدورى المصر 36 مرة والكأس 35 مرة، بينما الترجى حاز الدورى التونسى 25 مرة والكأس 15 مرة.. وإفريقيا للفريقين رقمان قياسيان الأهلى حصل على 14 بطولة إفريقية (6 دورى الأبطال و4 لكأس الكئوس التى ألغيت، و4 للسوبر الإفريقية).. وللترجى رقم قياسى إفريقى وهو أنه الفريق الوحيد فى إفريقيا الذى حاز كل بطولات الكاف الحالية والسابقة (دورى الأبطال 1994، و2011 وكأس السوبر الإفريقية 1995، وكأس الكونفيدرالية الإفريقية 1997، وكأس الكئوس الإفريقية 1998).