بعدما أثير فى الفترة الأخيرة عن أسباب انسحاب المهندس هانى أبوريدة عضو المكتبين التنفيذيين بالاتحادين الدولى والإفريقى لكرة القدم، عن إعتذاره عن عدم تكملة المشواره نحو خوضه للإنتخابات المقبلة على منصب رئاسة الإتحاد المصرى لكرة القدم، والمقرر إجراؤها يوم 11 أكتوبر الجارى، فقد حصلت "الأهرام سبورت" على نسخة من الخطاب المرسل من قبل الإتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" لنظيره إتحاد الكرة المصرى أمس، برغم حالة الحصار والتكتم الشديدين من قبل مسئولى إتحاد الكرة لعدم إظهار أو الكشف عن وصول الخطاب لمقر الإتحاد المصرى. وتضمن الخطاب إستفسار الفيفا عن موعد عقد الإنتخابات المقبلة، وطلب التأكيد من قبل إتحاد الكرة المصرى بأن الانتخابات المقبلة ستقام يوم 11 الجارى، كما أكد فيفا خلال الخطاب على أنها سوف ترسل السودانى مجدى شمس الدين مسئول لجنة اللوائح بالإتحاد الدولى كمراقبا للعملية الإنتخابية بالإتحاد المصرى قبل إجراؤها بأربعة أيام على الأقل. وفى عبارة واضحة وصريحة أكد الإتحاد الدولى خلال الخطاب أنه لن يقبل إلا بتنفيذ لائحة النظام الأساسى لإتحاد الكرة المصرى لتكون مرجعا وسندا للعملية الإنتخابية. وفى سياق آخر أطلق الاتحاد الدولى لكرة القدم تساؤلا لنظيره المصرى قائلا: إنه نظرا لخطابيكم المرسلين إلينا يومى 5 و 18 سبتمبر الماضى، فإن العدد المطلوب لعقد الجمعية العمومية غير العادية قد بلغ النصاب القانونى، وأن أعضاء الجمعية العمومية فضلوا عقدها قبل إجراء الإنتخابات المقبلة، وبناء على ذلك فإننا "أى الفيفا" نطلب منكم "أى من إتحاد الكرة المصرى" إخبارنا بما وصلتم إليه بشأن هذا الأمر؟. والتساؤل الذى يفرض نفسه حاليا هو: لماذا تكتم إتحاد الكرة ولم يكشف عن خطاب الفيفا الذى وصل أمس، هل لأنه لا توجد مبررات لدى مسئوليه يسوقونها للإتحاد الدولى "الفيفا" عن أسباب عدم عقد الجمعية العمومية غير العادية؟، أم هل لأنه سوف يوضح "إتحاد الكرة" لفيفا أن المهندس هانى أبوريدة وأعضاء الجمعية العمومية المؤيدين له كانت لديهم الفرصة للشكوى للإتحاد الدولى، والتى كان متوقعا أن تكون أقل عقوبة منتظرة على إتحاد الكرة المصرى هى الإيقاف المباشر للنشاط الكروى فى مصر بسبب التدخل الحكومى للمرة الثانية خلال أشهر قليلة، نظرا للعبث بحقوق أعضاء الجمعية العمومية، كما أقرتها لائحة النظام الأساسى للإتحاد المصرى لكرة القدم؟. وقد إتضح ذلك خلال الرسالة الهاتفية "S.M.S" التى قام المهندس هانى أبوريدة بإرسالها اليوم لمؤيديه من أعضاء الجمعية العمومية على هواتفهم المحمولة، وتنفرد بنشرها "أهرام سبورت" أيضا، والتى قال خلالها أبوريدة: (جمعة مباركة، أشكركم على ثقتكم ودعمكم المتواصل لى طوال تاريخى الرياضى، فإنه بعد التعنت وعدم الدعوة لعقد جمعية عمومية قبل أسبوع من الإنتخابات، ووصول خطاب الفيفا أمس الأول لإتحاد الكرة المصرى، كنت أمام خيارين، "إحداهما مر"، الأول هو تكملة المشوار ومعاقبة مصر بالإيقاف المباشر، والثانى وضعكم فى صدام مع الدولة، وإيقاف النشاط أيضا لأنكم أصحاب الحق فى ذلك أمام الفيفا، هنا فضلت الإعتذار عن خوضى للإنتخابات المقبلة حرصا على مصالحكم وعدم الدخول بالكرة المصرية فى نفق مظلم، لذا أشكركم وأعاننى الله على خدمتكم). كان أبو ريدة كان قد أكد منذ يومين أنه قرر الإنسحاب من الإنتخابات حفاظًا على سمعته الشخصية والدولية التى يمثل مصر عبرها من خلال وجوده فى المكتبين التنفيذيين للفيفا والكاف، حيث رفض الدخول فى مهاترات لا تفيد، وإكتفى بحالة الحب والمساندة غير المسبوقة من أعضاء الجمعية العمومية لإتحاد الكرة التى أظهرت عملياً رغبتها فى أن يكون أبو ريدة متواجد داخل الاتحاد ، برغم أنه كان يستطيع إستكمال الصراع لنهايته وحسمه من خلال إثبات أن هناك تدخل حكومى فى المنظومة الكروية، ولكن ما منعه هو عقوبة تجميد النشاط محليا ودوليا، وهو القرار الذى كان أقرب للصدور من الفيفا خلال الفترة الماضية، وهو ما لم يكن يرضيه.