كان مايكل شوماخر مثل الصبي الذي يقفز في الهواء فرحا عندما تم الإعلان عن عودته من الاعتزال لبطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا - 1 عام 2009. فبعد ابتعاد عن عجلة القيادة دام لثلاثة أعوام، عاد بطل العالم سبع مرات إلى الساحة من جديد. وانضم إلى فريق مرسيدس ليقود سيارته "السهم الفضي". لكن بعد 1010 أيام من المنافسة و52 محاولة يائسة للتويج بلقب سباق جائزة كبرى جديد ، ظهرت الحقيقة القاسية. وانتزع من شوماخر مكانه بالفريق الألماني بداية من موسم 2013 المقبل لمصلحة السائق البريطاني لويس هاميلتون. فماذا سيكون وضع شوماخر الآن؟ بالنسبة لسائق فرض هيمنته على عالم السباقات لسنوات طويلة، في البداية مع فريق بينيتون ثم مع فريق فيراري. وبالنسبة لسائق لم يعرف المساومات أو الحلول الوسط أبدا خلف عجلة القيادة والذي لم يقبل أبدا بالمركز الثاني ، فإن ما حدث مؤخرا قد يعني نهاية طريقه. ولم يعلق شوماخر بأي كلمة على مستقبله خلال البيان الذي نشره عن طريق مرسيدس أمس الجمعة بعدما أعلن الفريق عن توقيعه عقدا يمتد لثلاثة أعوام مع هاميلتون، سائق فريق ماكلارين. وقالت سابينا كيم مديرة أعمال شوماخر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن إمكانية انتقال السائق المخضرم إلى فريق آخر "ليست مطروحة للنقاش حاليا". وقال شوماخر نفسه: "أمضيت ثلاثة أعوام جيدة مع الفريق ، ولكن مع الأسف لم تأت بالشكل الذي كنا نريده على المستوى الرياضي". وأضاف: "أتمنى للويس كل الخير وأتمنى للفريق أن يحقق كل النجاح الذي عملنا بجد من أجله خلال فترة بناء الفريق ". وطوال تاريخ سباقات فورمولا -1 لم يتمكن سائق آخر من ترك علامة كبيرة بقدر شوماخر ورغم أنه لم يعتل منصة التتويج سوى مرة واحدة فقط منذ عودته من الاعتزال، فإن مساهمته مع فريق مرسيدس تحظى بكل تقدير. وشهدت رياضة سباقات السيارات شخصا جديدا بعد عودة شوماخر، فهو لم يعد ذلك السائق المهووس بنفسه والمتحفظ الذي كان إعجاب الناس به يفوق حبهم له بكثير ، ولكنه عاد سائقا يبدو أكثر تصالحا مع نفسه ومع السائقين اليافعين على مضمار السباقات. وأصبح لدى شوماخر الآن ستة سباقات بهذا الموسم بداية من سباق الجائزة الكبرى الياباني بعد أسبوع واحد تقريبا حيث سيسعى لتحقيق فوز يبدو غير مرجح للمرة 92 بسباقات الجائزة الكبرى.