××............ مرت سحابة الصيف العاصفة التى مرت على النادى الأهلى بأخف والتى كان بطلها واحدا من أكثر لاعبي الأهلى شعبية في السنوات العشر الأخيرة وهو محمد أبوتريكة، المتضامن مع ألتراس الأهلى وأسر شهداء بورسعيد بعدم لعب السوبر المحلية أمام إنبي ببرج العرب بعروس البحر المتوسط، فقد انتهت الأزمة بعقاب قد يكون مناسبا من وجهة نظر الكثير من الخبراء بإيقاف اللاعب شهرين وغرامة نصف مليون جنيه والحرمان من تقلد شارة قيادة النادى الأهلى نهائيا.. وقد أسهمت اعتذارات تريكة المتتالية لإدارة النادى الأهلى ولاعبيه وجهازه الفنى في إزالة الكثير من جبال الثلوج بين الطرفين التى تراكمت ليس فى هذه الأزمة فقط لكنها كانت متراكمة منذ شهور عدة لكن كان الأهلى يغض الطرف عنها بسبب المنزلة الكبيرة لتريكة فى قلوب عشاق الأهلى بل ومسئوليه أيضا.. وللحق أقول إن موقف أبوتريكة ولو أننى أراه حقا له بمناصرة الجماهير الحمراء المسلوبة حقوقهم حتى الآن، لكن ليس الوقت المناسب الذى اختاره القديس الأحمر ولا حتى التعبير المناسب عما يجيش فى صدر اللاعب من مشاعر فياضة تجاه أسر الشهداء الذين يشهد الكثير منهم بما فعله تريكة معهم في السر والعلن لمساعدتهم والتخفيف عن همومهم بعد مصابهم الأليم فى كارثة بورسعيد. ××………… انتابتنى صدمة كبيرة كما انتابت الملايين من الهجوم اللاذع الذى تعرض له تريكة بعد أزمته مع الأهلى وسر الصدمة أن المهاجمين للاعب هم أنفسهم الذين كانوا يهللون له فى كل المواقف، فكنت أعتقد أن لاعب الأحمر الأكثر شعبية فى إفريقيا حاليا سيكون هناك جزء من التعاطف – إن لم يكن على حق- من باب إضفاء نوع من التخفيف أو عدم سكب الزيت على البنزين أو حتى شفاعة للرجل الذى لم يكن يوما خطاء فى أحد حتى الجماهير المنافسة التى شهدت له بدماثة الحلق، لكن الذى حدث أن كل السهام توجهت لتريكة وكان أشدها قساوة من الإعلامى أحمد شوبير الذى ملأ الدنيا صياحا وتهليلا بأن الأهلى سيعرض أمير القلوب للبيع وهذه نهاية أبوتريكة مع الأهلى.. كما تناوبت المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة على الانفراد بخبر استغناء الأهلى عن تريكة بل زادت بأن حسن حمدى رئيس النادى الأهلى اتخذ قراره بالإطاحة باللاعب بناء على رغبة زملائه الذين اتهموا تريكة بأنه يريد الفتنة فى الفريق، وأن حسام البدرى المدير الفنى للأحمر ومعه سيد عبدالحفيظ مدير الكرة يجهزان البدائل المطروحة لخلافة النجم الموهوب فى مركزه بالملعب، لكن يبدو أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يمتحن تريكة بهذه الأزمة العاصفة لتكشف له عمن يحبه ومن يكرهه ويكره أن يستمر بالقلعة الحمراء حتى لا يصل لمكانة مرموقة يعرف الجميع القاصي منهم قبل الدانى أن اللاعب الدمث الخلق يستحقها عن جدارة وأنه بعد الاعتزال سيواصل مشواره مع الأهلى إداريا كان أو مدربا.. فقد أرادوا أن يتكرر سيناريو التوأم حسن الذى حدث فى بداية الألفية الثالثة حيث كان ابنا حسن أخلص وأوفى اللاعبين للنادى الأهلى ولو استمرا فى النادى القاهرى الكبير لصارا من رموزه الكبار –وهما بالفعل كذلك- لكن انتقالهما للمنافس الأكبر للأحمر وهو الزمالك أوجد الفرصة للمتربصين بهما داخل النادى أن يحققوا ما أرادوا من إزاحة التاريخ الكبير للنجمين حسام وإبراهيم ونسوا أن التاريخ لا يسقط بالتقادم.. ولكن ما يدعو للدهشة أيضا أن بيانات الاعتذار والأسف من تريكة للنادى الأهلى (جماهير وإدارة ولاعبين وجهازا فنيا) فسرت على أنها تراجع بضغوط كبيرة على تريكة خوفا من القضاء على مستقبله الكروى مع الأهلى ومنتخب مصر الذى يتمنى تريكة أن يقوده لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ليحقق حلمه الأكبر بالمشاركة فى الأوليمبياد والمونديال في سابقة فريدة للنجم المشهور، ولم يقولوا إن اللاعب صاحب ال 34 عاما قدم اعتذاره لشعوره بحجم الخطأ الذى فعله بترك الفريق فى مباراة هامة تمثل بطولة في بداية الموسم الكروى المصري، لكن يبدو أن الثقافة الرياضية فى مصر ما زالت محدودة. ××……….. فوز الأهلى على إنبي بسوبر الأزمة المصرية (تلك المباراة التى أرهقت المسئولين على مختلف المستويات حت تمت بعد تعزيزات أمنية أشبه بالحروب العالمية بسبب التهديدات باقتحام المباراة وإفسادها من روابط الألتراس الذين ذهبوا للإسكندرية التى احتضنت المباراة).. طبيعى ومتوقع بسبب جاهزية الأحمر المشارك فى دورى الأبطال الإفريقي مما أتاح للاعبيه حساسية المباريات وهو ما افتقده البتروليون البعيدون عن المباريات الرسمية منذ شهور بعد خروجهم من الكونفيدرالية مع حسام البدرى بالذات، وكانت المباراة البطولة الثالثة المباشرة في السوبر المصرية بالتحديد بين البدرى وطارق العشرى بعد مواجهتى الأهلى والحرس في سوبر عامى 2009 و2010 وفاز كلاهما ببطولة واستطاع البدرى أن يحسم المواجهة لمصلحته وإن كانت المواجهة على رغم أنها جاءت فى ظروف غير طبيعية بالمرة إلا أنها كانت فرصة طيبة للأهلى ليستعد للقمة الإفريقية الأكثر أهمية له على عكس الزمالك فى ختام دورى المجموعات الإفريقي فعلى رغم حسمه التأهل لنصف النهائي الإفريقي إلا أنه يريد الفوز لتحاشي مواجهة الترجى التونسي الرهيب صاحب الأرقام القياسية الإفريقية ولو مؤقتا. ××……… أرى أن استقالة خالد مرتجى عضو مجلس إدارة النادى الأهلى من منصبه بالقلعة الحمراء ومن قبلها أنباء غير مؤكدة عن استقالة الدكتورة رانيا علوانى بسبب التضامن مع حقوق شهداء الأهلى فى بورسعيد وعدم التمكن من القصاص واستعادة حقوقهم، مزايدات لم تكن مناسبة على الإطلاق وليس وقتها الطبيعى فأين كان عضو الاتحاد الدولى لكرة القدم والشخصية المرموقة فى النادى الأهلى وابن الفريق مرتجى أحد رموز الأهلى على مر العصور، منذ 7 أشهر بعد كارثة فبراير الأسود ؟! وهل استفاق الآن وشعر أن الأهلى تواطأ وتباطأ في الدفاع عن الألتراس الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الأهلى ؟!.. كان من الأفضل أن يستغل مرتجى نفوذه فى "فيفا" ويتبين من صحة أنباء تواطؤ اتحاد الكرة مع المصري البورسعيدى في قضيته المنظورة بالمحكمة الرياضية حتى عاد للدورى الممتاز واستطاع إلغاء العقوبات الموقعة عليه من الجبلاية. ××……… الجميع في الشارع الرياضى المصري ينتظر المفاجآت المدوية التى وعد بها رئيس البورصة المصرية السابق فى انتخابات الاتحاد المصرى لكرة القدم المقررة فى أكتوبر المقبل خاصة بعد عودته لسباق الانتخابات بعد استبعاد قضائيا.. آخر مفاجآت رئيس شركة المقاصة هى استبعاده ماجد سامى رئيس دجلة من قائمته تمهيدا لدخول شخصية ستقلب الأوضاع رأسا على عقب.. وأقول للرجل "قلبك أبيض" فالأمور محسومة لجبهة هانى أبوريدة فالذى يستطيع السيطرة على مقاليد الأمور في الكرة المصرية وهو بعيد عنها والذى يستطيع أيضا أن "يظبط" ويطبخ القضايا الرياضية بنفوذه الإفريقي والدولى ليس صعبا عليه أبدا أن يحسم انتخابات أغلب جمعيتها العمومية فى جيبه الصغير ومعه أباطرة التظبيطات الانتخابية.. ولكننى لا أنكر أن رئيس المقاصة رجل طموح ولو قدر له قيادة الكرة المصرية ربما استطاع أن يخرج بها من المأزق الحالى. ××……… تأجيل الدورى الممتاز شهرا يزيد من أزمة منتخبنا الوطنى الفنية.. وكان الله فى عون الأمريكي برادلى الذى يعتمد على 80 % من لاعبيه المحليين، فالرجل كان أمله كبيرا فى بدء الدورى بسبتمبر حتى يستطيع التركيز والإعداد لاستكمال تصفيات إفريقيا المونديالية .. وما زاد الطين بلة أن المباراتين الوديتين اللتين كانتا مقررتين الشهر الحالى فى "فيفا دايت" يومى 7 و11 سبتمبر تم إلغاؤهما بسبب الفشل الإدارى من الشركة الراعية التى تورط الفراعنة دائما فى لقاءات ضعيفة لا فائدة فنية منها.. ويا خوفي ليكون برادلى قد جهز من الآن تبريراته بالفشل في اجتياز التصفيات المونديالية ونحرم من الأمل الكبير الذى نحيا عليه وهو العودة للعالمية بعد 24 عاما من الغياب.. ولكن التحجج بأزمة البث الفضائي وغيرها من الحجج الواهية التى يعرف الجميع أنها ليست السبب الرئيسي فى تأجيل انطلاق الدورى أرغمت مسئولى الرياضة فى مصر على تأجيل الدورى. ××.......... ولا أجد أفضل من أبيات الشعر هذه لختم حديثي: صاف الكرام فخير من صافيته من كان ذا أدب وكان ظريفا واحذر مؤاخاة اللئيم فإنه يبدي القبيح وينكر المعروفا إن الكريم وإن تضعضع حاله فالخلق منه لايزال شريفا