بوروسيا دورتموند: "البطل المنطقي"

بدا ان حلم الفوز بلقب الدوري الألماني لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي، تلاشى.
بعد ست جولات من بداية الموسم الحالي كان بوروسيا دورتموند متأخرا بفارق ثماني نقاط خلف بايرن ميونيخ المتصدر، ولم يسبق وأن بدأ بطل البوندسليجا الموسم بمثل هذه المسيرة الباهتة.
ولكن بعد مرور 26 جولة آخرى من البوندسليجا، احتفل دورتموند بلقب البوندسليجا للمرة الخامسة في تاريخه، وبمسيرة استمرت 26 مباراة دون هزيمة.
وتوج دورتموند رسميا أمس السبت بلقب البوندسليجا للموسم الثاني على التوالي ، وذلك قبل جولتين على نهاية الموسم، بفضل الفوز على بوروسيا مونشنجلادباخ 2/صفر، حيث رفع الفريق رصيده إلى 75 نقطة في الصدارة بفارق ثماني نقاط أمام بايرن ميونيخ صاحب المركز الثاني.
وفاز بايرن فى وقت سابق أمس السبت على ملعب فيردر بريمن 2/1، وهي النتيجة التي حرمت دورتموند من التتويج باللقب قبل ملاقاة مونشنجلادباخ.
وقال هانز يواخيم فاتسكه الرئيس التنفيذي لدورتموند، أنه شعر بالسعادة لتسجيل فرانك ريبيري هدف الفوز 2/1 لبايرن ميوينخ في الوقت بدل الضائع من المباراة على ملعب بريمن.
وأضاف "كان من الرائع التتويج باللقب على ملعبنا، لولا فوز بايرن، ما كانت كل هذه الاحتفالات ممكنة".
وتابع "نجاحنا لا علاقة له بضعف الآخرين، لقد كنا في منتهى القوة".
ويأتي حديث فاتسكه ليستبعد أي مقترح يشير إلى أن السبب في فوز دورتموند بلقب البوندسليجا هو ضعف بايرن، حيث أنه في الحقيقة عندما توج النادي البافاري بلقب الدوري الألماني آخر مرة، في 2010، فإنه أنهى الموسم برصيد 70 نقطة، هو عدد النقاط نفسه الذي بإمكان الفريق تحقيقه في الموسم الحالي.
وكان أحد أسباب تتويج دورتموند باللقب، هو نجاحه في حصد النقاط الحاسمة، حيث تغلب مرتين على بايرن ومثلهما على شالكه صاحب المركز الثالث.
وتعود آخر مرة فشل فيها بايرن في الفوز بلقب البوندسليجا خلال عامين متعاقبين، إلى عامي 1995 و1996، عندما توج دورتموند باللقب في هذين العامين.
ولكن هناك فروقات كبيرة بين الفريق في تسعينيات القرن الماضي وفي الوقت الراهن.
ففي تسعينيات القرن الماضي، أنفق دورتموند أموالا طائلة على جلب اللاعبين الكبار للنادي، وحصل الفريق على المقابل، الذي تمثل في الفوز باللقب مرتين متتاليتين، ولكن أسفرت هذه الخطوة عن اقتراب دورتموند من حد الافلاس.
ويتألف الفريق الذي يقوده المدير الفني يورجن كلوب، والذي نجح في حسم لقب البوندسليجا مرتين متتاليتين، من لاعبين صغار وجوعى لتحقيق الانتصارات نشأ أغلبهم في دورتموند.
ومثلما فعل الفريق في الموسم الماضي، عندما ابتعد صانع اللعب الياباني شينجي كاجاوا عن الملاعب لعدة أشهر بسبب الإصابة، اضطر كلوب مرة أخرى إلى استكمال الموسم بدون نجمه ماريو جويتزه، الذي غاب عن الدور الثاني كله بسبب الإصابة.
وفي المباراة أمام مونشنجلادباخ، دفع كلوب بلاعبه جويتزه للمرة الأولى منذ كانون أول/ديسمبر.
وقال كلوب "كان من المهم للغاية إعطاءه شيئا ما..الفريق رائع، لقد فزنا باللقب بجميع اللاعبين في الفريق، وأتمنى أن يبقى هذا الفريق سويا".
وتابع "إنها أكبر منافسة واجهتها طوال حياتي مع فريق، إذا كان هناك أي بطلا مستحقا، فهو نحن".
ويلعب دورتموند كرة هجومية سريعة تعتمد على اللاعبين الصغار، الذين يلعبون بقلوبهم مع هذا النادي.
هذا شئ ينال تقدير الجماهير والرعاة وآخرين، الذي يستمتعون بطريقة لعب دورتوند، وهذا الشيء يسمح للفريق بالتفوق على بايرن ليس فقط داخل الملعب ولكن أيضا في الصراع على ضم اللاعبين.
وأبرز هذه الأمثلة، ماركو ريوس، الذي أراد بايرن بشدة أن يضمه من صفوف بوروسيا مونشنجلادباخ، ولكن اللاعب فضل التوقيع لدورتموند.
وربما تواجه القوة الاقتصادية لبايرن ميونيخ في عالم كرة القدم، تحديا خطيرا للسيطرة على ظاهرة دورتموند، الذي في كل الاحوال يحتاج إلى أن يصبح أكثر قوة على الصعيد الدولي.
في الموسم الماضي خرج دورتموند من الدوري الأوروبي، وهذا الموسم قدم أداء محبطا في دوري أبطال أوروبا.
وقد يتواصل حلم دورتموند، عندما يلاقي بايرن ميونيخ في نهائي كأس ألمانيا في أيار/مايو المقبل، حيث ستكون الفرصة سانحة أمام الفريق للجمع بين ثنائية الدوري والكأس للمرة الأولى في تاريخه.