فقدت رياضة الملاكمة الاسطورة محمد على كلاى البطل الانسان الذى حقق الانتصارات على الحلبة وكانت له مواقف انسانية خارج الحلبة ورفض المشاركة فى الحرب فى فيتنام توفي اليوم بطل العالم ثلاث مرات في الملاكمة محمد علي، عن عمر 74 عاما، بإحدى مستشفيات مدينة فينيكس الأمريكية بعد أن وصل الى قمة الهرم الرياضى وكان أكثر من مجرد أسطورة رياضية عالمية لا سيما بسبب مواقفه السياسية والاجتماعية. وبرز محمد علي كلاى البطل الاسمر الذى تمكن من الفوز على العديد من الظروف الصعبة فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. اشتهر البطل باسم كاسيوس كلاي في بداية مسيرته وفاز ببطولة العالم ثلاث مرات في الأوزان الثقيلة وببطولة الملاكمة فى الدورة الاولمبية في الأوزان نصف الثقيلة عام 1960. وخاض 61 نزالا كمحترف فاز في 56 منها وخسر خمسة فحسب. ولد كلاي في مقاطعة لويسفيل بولاية كنتاكي في الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم 17 يناير 1942. وبدأ مسيرته،فى عالم الملاكمة حينما كان عمره 12 عاما حينما اكتشفه الشرطي والمدرب الهاوي جو مارتن بإحدى صالات الألعاب الرياضية بعد قليل من سرقة دراجته. وحتى 1959 كان كلاي قد حقق بالفعل عدة ألقاب في عالم الهواة، من بينها ست بطولات (قفاز كنتاكي الذهبي)، وقفازين وطنيين في نيويورك وبطولتين على مستوى أمريكا الشمالية. ولم يكد يبلغ ال18 حتى فاز في أوليمبياد روما بالميدالية الذهبية في وزن نصف الثقيل ليقرر الانتقال إلى عالم الاحتراف. وكانت الملاكمة في هذه الفترة تسيطر عليها عصابات الجريمة المنظمة ويهيمن عليها الملاكمان فلويد باترسون وسوني ليستون. وفي 25 فبراير 1964 حقق كلاي لقب بطل العالم في الأوزان الثقيلة بعد مواجهة ليستون وتفوق عليه بالحركة الرشيقة المستمرة والضربات القوية الساحقة. وحظى كلاي في هذا العام بالشهرة بعد إعلان اعتناقه الديانة الإسلامية والتخلي عن اسمه الأصلي ليطلق على نفسه اسم محمد علي. وانخرط في صفوف حركة (أمة الإسلام) التي كانت تضم مالكولم إكس الذي كان يناضل من أجل تحرير مجتمعات السود وإنهاء العنصرية. وارتفعت شعبيته في الولاياتالمتحدة استمر طوال العامين التاليين في تحطيم منافسيه. باترسون وتشوفالو وكوبر وبرايان لندن وكارل ميلدنبرجر وويليامز وجيري كواري فخر الأمريكيين ذوي البشرة البيضاء في حلبة (ماديسون سكوير جاردن) بنيويورك. وأثار الجدل مرة أخرى في 1967 حينما رفض الانخراط في صفوف الجيش والتوجه لجبهة القتال في فيتنام. ليصدر الحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة عصيان الأوامر، فضلا عن إيقافه ثلاثة أعوام وتجريده من لقبه. عاد محمد علي إلى الحلبة مرة أخرى ليفوز على جيري كواري في 1970 واستعد مجددا لبلوغ القمة. وتلقى هزيمتين، أمام جو فريزر في الثامن من مارس 1971 وكين نورتون في 31 مارس ر 1974 ، وقبل البطل نزال أمام جورج فورمان في كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا)، والذي أصبح بعدها بأعوام قصة فيلم (عندما كنا ملوكا) الذي أبرز الاثنين في صورة الأبطال، فورمان وعلي الذي استرد لقبه العالمي. ومنذ أكتوبر 1974 وحتى فبراير 1976 فاز على كل من تشاك ويبنر ورون ليل وجو برجنر وجو فريزر وجان بيير كوبمان...لكنه خسر اللقب في 15 فبراير 1978 أمام ليو سبينكس. و رفض الأخير مواجهة المرشح الرسمي كين نورتون بالقتال مرة أخرى من أجل اللقب العالمي، قبل أن يستعيد محمد علي اللقب للمرة الثالثة على حساب سبينكس في حلبة سوبردوم في نيو أورليانز، ليعلن اعتزاله بعدها بقليل. وعلى مدار مسيرته، واجه علي عمالقة اللعبة؛ بيترسون، تشوفالو، كوبر، لندن، ويليامز، تيريل، فولي، فورمان. وحصل محمد علي في خمسة نزالات على سبيل المثال خاضها بين عامي 1971 و1978 على 43 مليون دولار. عاد محمد علي بصورة استثنائية للحلبة في الثاني من أكتوبر 1980 لمواجهة لاري هولمز من أجل لقب المجلس العالمي للملاكمة، وهي المباراة التي انسحب منها في الجولة ال10. ووضع علي القفازات نهائيا بعد خسارته في 11 ديسمبر 1981 مواجهة من الجولة ال10 أمام تريفور بربيك في ناسو عاصمة جزر باهاماس. بعد ذلك بقليل، وتحديدا في التاسع من سبتمبر 1984 ، تبين إصابته بمرض الشلل الرعاش (باركنسون)، الذي يؤدي لتدهور عمل الجهاز العصبي، و أكد الطبيب ستانلي فان من جامعة كولومبيا أن علي أصيب به بشكل مباشر بسبب الملاكمة. ومنذ ذلك الحين، ناضل البطل ضد تقدم حالته المرضية. لكن شهرته ظلت كما هي في ذلك الوقت. ولا يزال الكثيرون يذكرون ظهوره المؤثر في أوليمبياد أتلانتا حينما كشف عن الآثار التي يخلفها باركنسون على جسده. ورغم تركه الملاكمة، لم يتخل علي عن الدفاع عن قيم الإسلام ففي نوفمبر 2002 زار أفغانستان ك(مبعوث السلام) من قبل منظمة الأممالمتحدة.كما حضر في نوفمبر 1999 في فيينا مراسم تسليمه جائزة لاعتباره أحد أفضل الرياضيين في القرن ال20 بعد اختياره من قبل لجنة تحكيم دولية. وكان من الواضح أن حالته الجسدية في تدهور برغم قوة إرادته. في الشهر التالي، سلمته مجلة (سبورتس إليستريتد) الأمريكية المتخصصة جائزة "البطل الأعظم في القرن". وخلال الأيام الأولى من ديسمبر 2001 ، عاد البطل إلى أتلانتا لحمل الشعلة الأوليمبية من اليونان وإيقادها إيذانا ببدء الطريق نحو مدينة سولت ليك سيتي حيث أقيمت الألعاب الأوليمبية الشتوية في فبراير الذي تلاه. ومع بداية 2002 ، تسلم في لوس أنجليس نجمة (ممر الشهرة في هوليوود) وطلب وضع نجمته على الحائط وليس على الأرض...بعدها بعامين، فاز علي بجائزة خليل جبران من المعهد العربي الأمريكي في 2004 تكريما لعمله لصالح العالم النامي. وفي مارس 2005 تم الإعلان أن علي سيتلقى في ديسمبر من نفس العام (ميدالية أوتو هان السلام) في برلين. وبنهاية 2005 كشفت نجلته ليلى أن والدها يخسر في معركة باركنسون وأن الحالة أصبحت متقدمة بشكل كبير.وتسلم البطل في التاسع من نوفمبر 2005 من الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الميدالية الرئاسية للحرية، وافتتح في 21 من نفس الشهر بمسقط رأسه مركزا يحمل اسمه لنشر أفكاره الإنسانية والثقافية. وأعلن المجلس العالمي للملاكمة في يونيو 2012 أنه سيتم خلال مؤتمره في ديسمبر من نفس العام في كانكون بالمكسيك، منح لقب (ملك الملاكمة العالمية) لعلي وتكريمه بتاج يزن كيلوجرامين اثنين مطلي بذهب عيار 24 قيراطا. و حظى البطل العالمى بشرف حمل الشعلة الأوليمبية خلال حفل افتتاح أوليمبياد لندن في 27 يوليو. وصلت حياة محمد علي إلى عالم السينما بفيلم باسم "علي" من إخراج مايكل مان وقام فيه الممثل ويل سميث بدور الملاكم العالمي. وفي 20 ديسمبر 2014 احتجز البطل بالمستشفى نتيجة إصابته بالتهاب رئوي طفيف. تزوج محمد علي أربع مرات كانت آخرها من لوني وله ثمانية أبناء وتبنى تاسع. وانخرطت ابنته الصغرى ليلى علي في عالم الملاكمة الاحترافية (1999-2007) وحققت إنجازات كبيرة على غرار والدها.