على الرغم من أن كرة القدم لعبة جماعية وتتجلى أعلى رجاتها فى التعاون بين احد عشر لاعبا لتحقيق الفوز إلا أن هناك استثناءات فردية على مدار التاريخ حظيت باعجاب وتقدير الجميع حتى ان هذه المواهب استحوذت على تقدير وتحية جماهير الخصوم. ولعّل الإستقبال الكبير الذي حصل عليه الإيطالي فرانشيسكو توتي من جمهور ريال مدريد لدى دخوله في الشوط الثاني لإياب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا مساء أمس الثلاثاء هو أحدث هذه اللحظات المليئة بالإحترام والتقدير التي تتميز بها كرة القدم. واستعرض موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم /فيفا.كوم/ فى تقرير له اليوم الاربعاء أهم الحوادث المماثلة التى شهدتها الملاعب على مدار التاريخ وبدأ بحدث فى اسبانيا،فعندما يعرف المرء الخصومة التاريخية بين ريال مدريدوبرشلونة، سيكون من الصعب عليه التصديق بأن لاعباً ما سيتمكن في يوم من الأيام من إجبار جمهوري الفريقين الكاتالوني والملكي على الوقوف معاً في المدرجات من أجل تحيته. هذا هو الإنجاز الذي حققه لاوري كانينجهام. فاللاعب الإنجليزي الأول الذي يدافع عن الوان القلعة البيضاء، قدم مباراة إستثنائية تمكن خلالها ريال مدريد من الفوز على برشلونة 2-0 في معقله خلال موسم 1979-1980. وخلال خروجه من الملعب، وقف جميع المتواجدين في مدرجات كامب نو من أجل تحيته. وإختبر اللاعب ذاته هذا الأمر في مناسبتين أخريين لكن على ملعب سانتياجو برنابيو. وبعد ثلاثة أعوام، في 26 يونيو1983، إستضاف الملعب الأسطوري لريال مدريد لقاء ذهاب نهائي كأس مسابقة رابطة الدوري الإسباني التي ألغيت لاحقاً. نحن في الدقيقة 57 وكان برشلونة متقدماً 1-0 عندما قام لاعب إسمه دييجو مارادونا بفاصل مهاري رائع تخطى به عدداً من لاعبي النادي الملكي قبل أن يضع الكرة في الشباك وسط تهليل وتحية كبيرين من جمهور فريقه ونظرائهم في مدرجات النادي الملكي. هناك ظاهرة أخرى، يحمل الرقم 10 أيضاً ومن أمريكاالجنوبية كذلك، وهو البرازيلي رونالدينيو الذي خطف الأضواء في موقعة الكلاسيكو عام 2005. إخترق دفاع ريال مدريد في الجهة اليسرى وواصل طريقه حتى المرمى قبل أن يتفوق على الحارس إيكر كاسياس للمرة الأولى، ثم تكرر المشهد بعد دقائق لتصبح النتيجة 3-0 فإنحنى ريال مدريد وجمهوره أيضاً. ويعلم ملعب سانتياجو بيرنابيو متى يعترف بتفوق المنافس. ففي 1952، حلّ ألفريدو دي ستيفانو الذي كان يدافع حينها عن ألوان ميلوناريوس الكولومبي، في مدريد للمشاركة في دورة نظمت بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس النادي. سجل دي ستيفانو حينها ثنائية ساهمت في قيادة فريقه للفوز 4-2، فإنحنى ريال وجمهوره في هذه المباراة التي فتحت أعين النادي الملكي على هذا اللاعب ودفعته للتعاقد معه. وكان ريال مدريد مصيباً في خياره إذ تعملق هذا اللاعب خلال الأعوام ال11 التي أمضاها معه. وهناك لاعب آخر لم يوقع يوماً مع القلعة البيضاء وهو الهولندي جيري موهرن، لكنه أجبر أيضاً المتفرجين ال80000 المتواجدين في سانتياجو برنابيو على الوقوف وتحيته بعد الأداء المذهل والهدف الرائع الذي قاد به أياكس أمستردام إلى نهائي كأس الاندية الأوروبية البطلة. والتحية الجماهيرية الأخيرة التي إحتفظ بها ريال مدريد للاعب خصم تعود إلى الخامس من نوفمبر 2008. في ذلك اليوم سجل مهاجم يوفنتوس اليساندرو دل بييرو ثنائية في أرض "معادية"، وتمكن بمفرده من إسقاط "الغول" الملكي في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا. وحظى رونالدو على ملعب ناديه السابق مانشستر يونايتد "أولد ترافورد" بنفس التقدير ، في إحدى أمسيات ابريل 2013 كان المهاجم البرازيلي يدافع حينها عن ألوان ريال مدريد. أبهر رونالدو الجمهور بتسجيله ثلاثية في ملعب الأحلام، فاتحاً الباب أمام النادي الملكي للتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (6-4 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب). أجبر رونالدو الجمهور الإنجليزي على الإحتكام إلى الروح الرياضية والتصفيق له خلال إستبداله بسولاري في الدقيقة 67. وفي آرسنال، دائماً ما يقف أنصار الفريق اللندني تحية لابنائه السابقين بغض النظر عن أدائهم في مواجهته. لم يمض الكرواتي إدواردو سوى ثلاثة أعوام في صفوف المدفعجية، لكنه لم يترك سوى ذكريات جيدة في ملعب الإمارات. وقد خصص له هذا الصرح تحية كبيرة لدى عودته في صفوف ناديه شاختار دونيتسك خلال إحدى المواجهات ضمن دور المجموعات في دوري أبطال اوروبا وذلك عندما قلص الفارق لفريقه. حظي تييري هنري الذي دافع عن ألوان آرسنال من 1999 إلى 2007 بتحية مماثلة لدى عودته إلى ملعبه خلال مباراة آرسنال وبرشلونة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2009-2010 حيث رافقت عاصفة من التصفيق دخوله أرضية الملعب بدلاً من زلاتان إبراهيموفيتش. ومنذ قدومه إلى باريس سان جيرمان، بات زلاتان إبراهيموفيتش معتاداً على وقوف الجمهور تحية له. فبعد تسجيله سوبر هاتريك (رباعية) في مرمى إندرلخت في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا في أكتوبر 2013، خرج السويدي من الملعب وسط هتافات جمهور الفريق البلجيكي. وبعد أسابيع قليلة، كرر النجم السويدي إنجازه بتسجيله ثلاثية في مرمى بريست في الدور ال32 من كأس فرنسا ما دفع جمهور الفريق المنافس إلى تحيته. وقبل فترة من إنجازات إبراهيموفيتش، أدهش الأسطورة البرازيلية بيليه عشاق كرة القدم بغض النظر عن جنسيتهم او انتمائهم لهذا النادي او ذاك. وكان ملك السويد جوستاف السادس أدولف اعترف بعد نهائي كأس العالم 1958 الذي خسره منتخب بلاده المضيف أمام البرازيل بقيادة بيليه "من المستحيل عدم الإنجذاب أمام سحر بيليه." حظي بيليه طوال مسيرته بالتصفيق دائماً من قبل انصار الفرق المنافسة. وحدث هذا الامر تحديداً عام 1961 في فلومينينسي عندما راوغ ستة مدافعين من الفريق المنافس قبل أن يسجل هدفاً ليقف له الجمهور بأكمله تحية له! استكملت المباراة بعد دقيقتين من التصفيق الحاد. ولا يملك نيمار سجل مواطنه الأسطورة، لكن أوجه الشبه كثيرة بين اللاعبين. فلدى دفاعه عن ألوان سانتوس، حظي نيمار باحترام أنصار الفرق المنافسة. وفي عام 2012 وفي المباراة ضد كروزيرو سجل المهاجم البرازيلي ثلاثية وقال بعد اللقاء "لقد تأثرت كثيراً بتلك اللفتة لدرجة أنني كنت أرغب في البكاء." أما من ناحية التأثر فلا يمكن تجاهل ما حصل في الدقيقة 86 من مباراة الديريي بين إسبانيول وبرشلونة في 12 ديسمبر 2010. قرر جوسيب جوارديولا الذي كان وقتها مدرباً لبرشلونة إجراء تعديل أخير على تشكيلته، فوقع الخيار على أندريس إنييستا للخروج من أرضية الملعب، ليقف ملعب كورنيلا إل برات بأكمله تحية لهذا اللاعب. لم ينس أنصار إسبانيول بأن إنييستا أهدى الهدف الذي سجله في مرمى هولندا في نهائي كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 إلى مدافع اسبانيول السابق داني ياركيه الذي توفي قبل أشهر قليلة إثر تعرضه لازمة قلبية. وكان إنييستا كتب على قميص المنتخب الأسباني وقت ذلك العبارة التالية "داني ياركيه أنت دائماً معنا.".