بعد يومين وتحديدا يوم الجمعة, تبدأ وقائع أشهر جمعية عمومية لحزب الوفد الجديد, بعد32 عاما علي اعادة تأسيسه, وهي الاشهر لانها عرس ديمقراطي غير مسبوق في تاريخ الاحزاب المصرية المعاصرة. صحيح ان حزب التجمع شهد منافسة انتخابية داخلية عاتية قبل4 سنوات, انتهت بهزيمة الأمين العام امام منافسة, لكنها لم ترق إلي مستوي معركة رئاسية, بمثل القوة والشراسة التي يشهدها الوفد هذه الايام. مرشحان بارزان لكل منهما باع طويل في العمل الحزبي, يجوبان مئات الكيلو مترات, ويتجولان في كل محافظات مصر, يبحثان عن الصوت الانتخابي المساند, ويعرفان جيدا ان صوتا واحدا كفيل بقلب المعادلة. دروس عديدة مهمة من هذه المنافسة ولا اقول المعركة الانتخابية, فقد استقر الطرفان علي قواعد تم الاتفاق عليها للإجراءات الانتخابية تتيح لكل منهما الاطمئنان لسير اعمال الجمعية العمومية وعملية الاقتراع. خاض المتنافسان العديد من المواجهات الاعلامية منفردين أو متواجهين في مناظرات علي شاشات التليفزيون وعلي الهواء مباشرة, وكانت كلها مواجهات نموذجا للمناظرات السياسية الراقية, تمت وفقا لقواعد محددة, والتزم كل منهما بمنهجه دون الخروج عن المبادئ الاخلاقية, فقدما نموذجا مختلفا. احترام اصوات الناخبين, والحرص علي مبدأ الالتزام امام الناخبين, والفهم الجيد لضرورة اعلان برنامج انتخابي قابل للتطبيق, ورؤية سياسية تحترم عقول الناخبين ولاتغازل عواطفهم بل تغازل عقولهم, كلها دروس مهمة من منافسات الانتخابات الرئاسية لحزب الوفد العريق. منافسة انتخابية كلها دروس يجب ان نضعها في الاعتبار ونحن مقبلون علي الانتخابات البرلمانية والرئاسية, لإيجاد مناخ انتخابي جديد, يكون عيدا ديمقراطيا وليس جنازة لارواح ابرياء ضحايا العنف والساعين للفوضي. الوفد حزب عريق ديمقراطي.. اتمني ان تكتمل التجربة بنجاح. [email protected]