لا بديل عن المصالحة, ولا خيار عن الجلوس علي طاولة الحوار, ولكن لا مكان لمن تلطخت أيديهم بدماء المصريين, ودعاة العنف والارهاب, فهم حسابهم مع الله, والقانون الذي سيقول الحكم الفصل, للقصاص منهم, ولعل انطلاق المصالحة الوطنية اليوم بالرئاسة تعد خطوة ايجابية نحو الاستقرار, وتحقيق العدالة الانتقالية التي ترتكز علي السلم الاجتماعي, وثقافة التسامح, واعلاء مصالح الوطن, فوق كل الاعتبارات الحزبية الضيقة. ولعل نجاح المصالحة واتمام العدالة الانتقالية يتطلب من الجميع الذين يلتفون اليوم حول طاولة الحوار التحلي بالاخلاص, والتمسك بالقيم الانسانية والوطنية النبيلة, واعمال مبادئ العدالة, في كل المناقشات التي تجري, حتي يمكن تأسيس مرحلة جديدة تنطلق بالوطن الي الامام,.. وطن واحد, ودولة واحدة تتسع للجميع دون اقصاء, وبلا تهميش, او تنكيل, او انتقام. نعم نريده وطنا للجميع, الكل له فيه اسهم متساوية, وحقوق متوازية, لا فرق بين المواطنين في الحقوق والواجبات.وتلك هي اسس بناء الدولة المدنية الحديثة التي نؤمن بها ونسعي اليها, وكانت مطلبا جماهيريا للملايين التي ثارت في25 يناير, وكذا الملايين التي ثارت في الثلاثين من يونيو,.. الكل يريدها دولة للعدالة والقانون. ويقينا ان المصالحة الوطنية التي نحلم بها هي التي تنزع من القلوب الحقد والكراهية والعنف, وتقتلع من النفوس حمي الاقصاء, والاستبعاد,.. نعم المصالحة التي نريدها هي التي تزرع في الافئدة روح التسامح, وتغرس في القلوب حب الوطن, وتفتح ابواب الامل للاجيال الصاعدة في غد افضل تتواري فيه الكراهية, وتختفي منه البغضاء.. غد يعلو فيه صوت الحق, والعدل. كل القوي المخلصة مطالبة بان تعمل بكل قوتها من اجل وقف اراقة دماء المصريين, واعمال صوت العقل من أجل انقاذ وطن بات علي اعتاب حرب اهلية, ودولة توشك ان تسقط في هوة العنف, والاقتتال. انها دعوة مخلصة لدعاة التطرف والغلواء, الي اولئك الذين يختفون في مسجد رابعة, يخططون, يتآمرون, في جنون لإحراق مصر, كفاكم اجراما, واتقوا الله في مصر.. عودوا الي صوابكم, لان الساعة آتية لا ريب, وسوف تحاسبون علي ما فعلتم من جرم ضد الوطن.