الدخيلة هي حي سكندري أصيل كان من الممكن أن تتوافر له كل عناصر الجذب السياحي والاقتصادي والتجاري ولكن ضاع وتدهور وتحول إلي منطقة طرد وأصبحت منطقة عشوائية طاردة للسكان بسبب غياب دور الدولة وتجاهل هذا الحي التاريخي العريق الذي سمي الدخيلة لأن نابليون دخل الإسكندرية مرورا بها في حملته علي مصر. يقول نائب الشوري السابق أحمد شعبانتتمثل أهم مشكلات الدخيلة التي تقع علي البحر المتوسط وبها ميناء مهم وكبير هو ميناء الدخيلة لكن مياه البحر في تلك المنطقة أصبحت ملوثة بنسبة تخطت الحدود المسموح بها فأصبحت غير صالحة للصيد السمكي ولا للمصيف الشعبي علما بأن الدخيلة يسكنها كل فئات الشعب المصري من سكندريين ووجهي قبلي وبحري وتحتوي أيضا علي عدد من المصانع المهمة ولكنها تتداخل مع العمارات السكنية كل هذا يؤدي إلي نتيجة واحدة وهي أن الكثافة السكانية العالية وتلوث مياه البحر أمامها ومشكلة بحيرة مريوط خلفها وتلوث المصانع بداخلها والتخطيط العمراني السيئ أدي إلي تحويل الدخيلة إلي مشكلة اجتماعية حقيقية من حيث انتشار البطالة وزيادة نسبة البلطجية وانتشار المخدرات مشيرا إلي أن الدولة لا بد أن تنتبه جيدا لتلك المنطقة حتي لا تتحول إلي كارثة حقيقية تؤرق القائمين علي شئون المحافظة. ومن جانبه, يقول غريب الشيخ بائع صحف إن الدخيلة لا تقع علي خريطة اهتمام المحافظة من حيث غياب الخدمات مثل الصرف الصحي والكهرباء وضعف المياه إضافة إلي غياب خطوط المواصلات العامة ويقول محمود حمد موظف: أسكن بالدخيلة وأعمل بالمنشية وأواجه معاناة شديدة في الوصول إلي مكان عملي نظرا لأن الميكروباص يأتي من العجمي كامل العدد ولا يوجد تخصيص عدد من الأتوبيسات مناسب لنقل أبناء الدخيلة. أما إبراهيم جاد من أبناء الدخيلة فيقول إن الشرطة في حالة غياب تام وحالة من الفوضي المرورية تضرب كل شوارع الدخيلة ولا وجود للشرطة إلا عندما تحدث فتنة طائفية في شارع الجيش. فيما أكد طه عبد السلام مدرس أن الدخيلة تفتقر لوجود مستشفي مركزي علي الرغم من الكثافة السكانية الكبيرة وكذلك عدد المدارس لا يتناسب وعدد السكان فضلا عن سوء حالة الطرق وخاصة طريق وادي القمر الذي تحول إلي مصائد للموت فيما يري خالد الأمير المتحدث باسم جبهة شباب الدخيلة ان الدخيلة تواجه مشكلة كبيرة جدا في موضوع الصرف الصحي وخاصة في منطقة الدخيلة الجبل فالدخيلة بها مناطق لا يوجد بها صرف صحي مما يجعل الأهالي يلقون بصرفهم في الملاحات والتي يستخرج منها ملح الطعام علما بأنه يوجد محطة للصرف الصحي بالدخيلة لكنها لا تعمل ومتوقفة مما أثار غضب الأهالي ونظموا أكثر من مرة وقفات احتجاجية وهددوا باقتحام محطة الصرف. وأضاف أن الداخيلة بها نسبة البطالة مرتفعة بالرغم من وجود عدد كبير من المصانع بدءا من منطقة المكس ووادي القمر والدخيلة لكن شباب هذه المناطق لا يوجد لهم مكان في تلك المصانع بالإضافة إلي التلوث البيئي الناتج من مصانع الكيماويات والأسمنت. أما حاتم حسني من حزب مصر القوية فيقول إن مصنع الأسمنت الموجود بالمنطقة يلوث المنطقة بالكامل فمنطقة الدخيلة منطقة مظلومة بيئيا محصورة بين مصنع الحديد والصلب ومصنع أسمنت وادي القمر فضلا عن عدم وجود رعاية صحية وهناك تجاهل من الأجهزة التنفيذية لمراعاة سكان هذه المنطقة بالإضافة إلي أن منطقة الدخيلة بنيت بطريقة عشوائية في غفلة من كل الأجهزة وخاصة الدخيلة الجبلية التي لا يتعدي أوسع شارع فيها3 أمتار والبلكونات متشابكة مع بعضها وينتج عنها بعض السلوك السيئ وغير الأخلاقي ونظرا لطبيعة المنطقة فهي منطقة جذب للخارجين علي القانون كما أن كثرة الأزقة والحروب والمعارج تجعل من الصعب تعقب المجرمين وملاحقتهم أمنيا في تلك المنطقة.