سلطت وسائل الاعلام العالمية الضوء علي تعديل البرلمان التركي لقانون يسمح بموجبه للمؤسسة العسكرية بالانقلاب علي السلطة المدنية في حال عدم قدرتها علي الدفاع عن المبادئ العسكرية, وهو ما يؤكد حالة الذعر والهلع التي يعيشها الحزب الحاكم في تركيا من تدخل الجيش او مساندته لمطالب الشعب كما حدث في مصر خاصة وانه يواجه انتقادات لاذعة ومظاهرات حاشدة تطالب برحيله واسقاط الحكومة, التي سارعت بإدانة احداث30 يونيو, التي احدثت نقطة تحول في تاريخ مصر وهي الثورة الشعبية التي ساندها الجيش الباسل لحماية مطالب الشعب وحماية الامن القومي الذي بات مهددا بشدة في ظل حكم جماعة الإخوان, بأنها انقلاب علي الثورة والشرعية الدستورية. وقالت شبكة بوليسي مايك الأمريكية أن أنقرة تعيش حالة من الترقب والقلق لانها تخشي عودة شهية الجيش للسلطة وتكرار السيناريو المصري في البلاد وهو ما يعني بالتأكيد سقوط الاسلام السياسي في المنطقة لان الارادة الشعبية ستكون اسقطته في اكبر بلدين اسلاميين في المنطقة, خاصة وان سياسة الانقلابات ليست بالغريبة علي الجيش التركي الذي قام بعدد من الانقلابات في1971 و1980 وآخرها الانقلاب علي حكومة نجم الدين اربكان الاسلامية عام1997 وهو ما عرف بالانقلاب الابيض الذي دبره الجيش للتخلص من حكم الإسلاميين. ورغم ذلك اكدت الشبكة ان الوضع في تركيا يختلف كثيرا عن مصر لان المصريين واجهوا امورا اكثر تعقيدا وظروفا قاسية اجبرتهم علي الانتفاضة بعد مرور عام علي حكم الاسلاميين الذين عجزوا وتقاعسوا عن مواجهة مشكلات كثيرة كالازمة الاقتصادية التي تحولت الي كابوس يطارد المصريين والفوضي السياسية التي خلقت نوعا من الديكتاتورية التي طالما قهرت هذا الشعب, كما جاء كشف حساب مرسي والذي دافع فيه عن محافظ الاقصر الذي ينتمي الي الجماعة الاسلامية والمتهم بالمشاركة في مذبحة الاقصر, ليثير تحفظات المصريين الذين استشعروا ان الجماعة تسعي إلي احكام قبضتها علي البلاد, مؤكدين ان مثل هذا القرار الفاشل قد يكون بمثابة شهادة وفاة لمحافظة الاقصر التي سيخشاها السياح بعد ذلك. أما حكومة أردوغان فكانت أكثر عقلانية لأنه استطاع طوال السنوات الماضية ان يقضي علي الازمة الاقتصادية بل وجعل من تركيا دولة متقدمة, كما نجح في الحد من سلطات الجيش ومحا من ذاكرته ما يسمي بسياسة الانقلاب وذلك بعد اعتقاله ايضا عددا كبيرا من جنرالاته اصحاب استراتيجية الانقلاب وبذكائه نجح في تحويل النفوذ السياسي الي حزب البناء والتنمية الاسلامي. ويري محللون انه علي الرغم من خروج ملايين المصريين للمطالبة بالحرية وتصحيح مسار الثورة الا ان هذا لا يعني ان ينتفض الجيش التركي لنصرة شعبه علي غرار الجيش المصري لان الوضع مختلف فلقد خرج المصريون للتنديد بنظام استبدادي الا ان الأتراك خرجوا لوقف مشروع اردوغان الذي يهدف الي ازالة حدائق جيزي, لكن هذا لا يمنع ان تنقلب الامور رأسا علي عقب خاصة بعد الانتهاكات التي تمارسها الشرطة التركية بحق المتظاهرين الذين يواصلون اعتصامهم للشهر الثاني وهو ما قد يدفع الجيش الي الوقوف بجوار شعبه والانقلاب علي حكومة اردوغان ضاربا بالقرار الجديد عرض الحائط. واكدوا ان اخطاء اردوغان لم تختلف كثيرا عن حليفه الرئيس المعزول مرسي, فلقد أهمل مطالب شعبه بل واستخف بها وجاءت النتيجة غير متوقعة, مشيرين إلي ان تكرار السيناريو في تركيا قد يكون صعبا لكن ليس مستحيلا. ومن جانبها قالت صحيفة مونيتور الأمريكية أن قرار البرلمان التركي خطوة لفصل الجيش عن السياسة وتذكير الجيش بأن مهمته هي حماية البلاد من اي اعتداءات دون التدخل في سياسات القادة المدنيين. واضافت ان سيناريو الاطاحة باربكان يصعب تكراره مجددا لان أردوغان ليس اربكان كما ان المصريين كرهوا مرسي وجماعته الا ان اردوغان استطاع ان يحقق نجاحات كبيرة نهضت بهذا البلد الذي كان يعاني ديونا كبيرة.