لاتزال الأحداث الأخيرة في مصر تحت دائرة الضوء للإعلام الغربي وخاصة بعد بيان البيت الأبيض الذي نفي فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما تدخله أو دعمه لأي حزب سياسي مصري ومعربا فيه عن قلقه إزاء الاستقطاب السياسي المستمر في البلاد وأكد فيه حرصه علي تطلعات الشعب المصري إلي الديمقراطية والكرامة. ووفقا لمجلة فورين بوليسي الأمريكية فقد جاء بيان البيت الأبيض بعد مؤتمر عبر الهاتف بين أوباما وأعضاء مجلس الأمن القومي حيث كسر أياما من الصمت المطبق, ونقلت المجلة عن مارك هيلر المحلل في معهد الأمن القومي للدراسات أن سبب المشكلات في مصر وعلي رأسها الاقتصاد هو سياسة مرسي والإخوان والمتمثلة في نظام الإسلام السياسي والبراجماتية التي اتصفت بها الجماعة طوال مدة حكمها, فيما رأي فيليب كراولي المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية والمحلل في معهد جورج واشنطن للسياسة العامة أن الأحداث في مصر أرسلت رسالة إلي المجتمع الدولي بأن تلك الاحتجاجات تاريخية ومثيرة للإعجاب وتوضح سمات السياسة الحقيقية في مصر وأنها ليست ثورة ثانية بقدر ما هي استمرار للثورة التي بدأت قبل عامين ونصف وأوضحت أن الجيش أعطي للشعب المصري فرصة أخري لاستعادة ثورتهم. وأشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلي أن السيناتور جون ماكين كرر دعوته أمس بالكونجرس الأمريكي بتعليق المساعدات إلي مصر وقوبلت دعوته بالرفض الشديد من أعضاء الكونجرس وحذر كل من رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ روبرت منديز والسيناتور بوب كروكر الجمهوري البارز في لجنة العلاقات الخارجية من مغبة التسرع في مناقشة المساعدات الأمريكية لمصر وأنه ينبغي أن يكون التركيز علي التحول السلمي وحكومة ديمقراطية وقال السيناتور جاك ريد إنه لا يعتقد أنه بقطع المساعدات سوف تتحسن فرص واحتمالات التغيير في مصر وهو ما أكده رئيس لجنة الاستخبارات مايك روجرز من أن الجيش المصري هو عامل الأمان والاستقرار الوحيد وينبغي علي واشنطن الاستمرار في منحه المساعدات العسكرية والمادية, ووفقا لشبكة أيه بي سي نيوز الأمريكية فإن أوباما انتهج سياسة التعامل المزدوج في مصر والتي خلقت المزيد من عدم الثقة والعداء لأمريكا في البلاد. ومن جانبه رأي المحلل والكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز أن مرسي لم يركز علي الحكم ولم يحسن اختيار القيادات في مصر بل ظل يسعي هو والإخوان للاستيلاء علي السلطة حيث اتسمت حكومة الإخوان بإنها حكومة متعنتة أدت إلي انهيار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وأوضح أنه لم يكن هناك فرصة أمام مرسي للصمود حتي لو أتم فترة ولايته لواجه هو وجماعته المزيد من العجز والسخط الشعبي مشيرا إلي أن الشعب المصري استشعر أن استمرار حكم الإخوان قد يدفع بمصر إلي حافة الهاوية. فيما رأي توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط أن القوات المسلحة المصرية كانت أمام خيارين يتمثلان في التدخل لانقاذ البلاد أو ترك مصر للانهيار خاصة بعد خروج أكثر من20 مليون مصري في الشوارع حيث أوضح أنه لو حدث هذا الأمر في بريطانيا كان سيسقط النظام فورا, وأشار بلير إلي أن الجيش يواجه الآن مهمة خطرة وشائكة لتوجيه المصريين مرة أخري نحو الانتخابات والعودة إلي الحكم الديمقراطي وأكد بلير في مقاله بالجارديان أن الجيش المصري هو أفضل مثال للتفاعل بين المؤسسة العسكرية والشعب. ومن جانبها أوضحت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية أن الجيش عزل مرسي تلبية لرغبة المصريين بسبب سوء تقديره السياسي هو وحكومته ولو تمتع الفريق أول والقائد الأعلي للقوات المسلحة ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالذكاء والكياسة وذلك لتشبعه بمعايير الحكم السياسي والنخبة العسكرية لدخلت البلاد في موجة من الفوضي لن تهدأ ولن يستطيع التحكم بها فيما بعد, وخاصة بعد الشكوك التي أحاطت بسعي الإخوان للحصول علي دعم سري من الحرس الثوري الإيراني لتعزيز سيطرتها علي السلطة وبناء جهازها الأمني والاستخباراتي المستقل عن الجيش المصري.