انتهت جميع الاستعدادات الخاصة بانطلاق القافلة البحرية للمساعدات الإنسانية لغزة والتي أطلق عليها اسم' أسطول الحرية لغزة' بالتنسيق والتعاون بين جمعية حقوق الإنسان والحرية التركية للمساعدات الإنسانية, والعديد من المنظمات الدولية فيما يبدو فقد بدأت بشائر موسم جديد من المزايدة السياسية علي مصر, هذه البشائر كانت قد بدأت منذ عدة أسابيع عندما خرجت أنباء تبشرنا وتبشر العالم بأن قافلة شريان الحياة4 تستعد للانطلاق, إذا كنا قد نسينا ما هي شريان الحياة فإننا نذكر بما حدث مع النائب البريطاني جورج جالاوي وقافلته التي أثارت قدرا من الضجيج والجدل السياسي أضعافا لا نهائية لما حملته من معونات غذائية لشعب غزة المحاصر, وبالتالي وفي إطار الحديث عن الجدوي الاقتصادية فإن الثمن السياسي المدفوع فيها قد وضح من حجم المزايدة علي مواقف مصرية حقيقية كانت أكبر بكثير من حجم المعونات الغذائية التي دخلت, وكان حجم المعونات الغذائية التي دخلت لا يقارن بحجم سيارات الركوب الخاصة موديل2010 والتي دخلت إلي القطاع لتستخدمها القيادات السياسية والحاكمة هناك. اليوم تخرج علينا وكالات الأنباء لتبشرنا بأنه انتهت جميع الاستعدادات الخاصة بانطلاق القافلة البحرية للمساعدات الإنسانية لغزة والتي أطلق عليها اسم' أسطول الحرية لغزة' بالتنسيق والتعاون بين جمعية حقوق الإنسان والحرية التركية للمساعدات الإنسانية, والعديد من المنظمات الدولية, وأنه سيقام في الساعة11 من صباح اليوم السبت' بتوقيت اسطنبول والقاهرة' احتفال في منطقة سراي بورنو في اسطنبول بمناسبة انطلاق القافلة التي تضم9 سفن منها ثلاث تركية واثنتان من بريطانيا وواحدة من كل من اليونان وأيرلندا والجزائر والكويت, سيحضره عدد كبير من المواطنين والصحفيين والسياسيين والكتاب ومسئولي المنظمات المدنية والفنانين لوداع السفن التركية الثلاث التي ستنطلق من اسطنبول وتلتقي بالسفن الأخري في نقطة محددة بالبحر المتوسط, وذكر مسئولون بجمعية حقوق الإنسان والحرية التركية أن ما يقرب من50 دولة قدمت الدعم لقافلة المساعدات الإنسانية الهادفة لكسر الحصار المفروض علي غزة من قبل إسرائيل بالإضافة إلي دعم الرئيس الماليزي السابق والرئيس الفنزويلي, وتحمل القافلة10 أطنان من الاسمنت والحديد ومستلزمات طبية متنوعة وأغذية للأطفال وسيكون علي متن السفن ما يقارب750 شخصا وستصل السفن إلي غزة خلال فترة24 ساعة. وكما يبدو فإنه أيضا ليس الثمن الغرض هو تقديم المعونات الحقيقية لأشقائنا في غزة, لكن يبدو أن هناك أغراضا سياسية, وأعراضا احتفالية تتقدم هذه السفن, هذه السفن ستتوجه إلي ميناء غزة فيرفض دخولها, فتتوجه إلي ميناء نويبع, فتقرر مصر أن تتوجه هذه السفن إلي ميناء العريش فيحدث جدل, وتبدأ الاتهامات توجه إلي مصر بإعاقة دخول المعونات ثم في النهاية يحاول منظمو القافلة افتعال أزمة كما اعتادوا, ويبدأ موسم جديد من المزايدة علي مصر. من الآن ينبغي أن نضع ما سوف يحدث في الاعتبار, من الآن ينبغي أن نستعد للتعامل مع هذا الأسلوب المتكرر من المزايدة السياسية علي المواقف المصرية, وحسنا فعلت مصر بإعلانها المستمر عن فتح المعبر خلال الفترات الأخيرة, حيث بدا للعالم بالفعل أن مسألة المعبر ما هي إلا أزمة مفتعلة في إطار المزايدة السياسية, وأن الموقف الحقيقي والجاد و الملموس في دعم الفلسطينيين في غزة هو الموقف المصري المترجم بإجراءات حقيقية وليس عبر شعارات سياسية, ولا الاحتفالات التي ترقص علي المصالح الحقيقية للفلسطينيين. [email protected]