أثبتت مسيرات وهتافات المصريين برحيل مرسي وسقوط الإخوان أمس في جميع ميادين وشوارع وحارات وبيوت وبلكونات الحرية أن مصر لشعبها وأن شعبها لا يريد الأخونة ويرفض مرسي رئيسا, وأن مرسي رئيس لجمهورية رابعة العدوية تحت حماية السلاح والشوم والصواعق وتهديدات أتباعه ومريديه لمعارضيه بالعروض القتالية وفنون الإرهاب والاتهام بالكفر والتضليل والخداع. أثبت المصريون زيف وكذب وادعاءات ومراوغة الرئاسة المصرية التي طيرت للصحف ووكالات الأنباء الأجنبية أن مؤيدي مرسي350 ألفا وأن من يثورون ضده لا يتجاوز عددهم37 ألفا, و أن الرئيس وفريقه الرئاسي ومن يطوفون حول كرسي عرشه لا يعرفون شيئا عن الشعب وأنهم لا يرون إلا الأهل والعشيرة والأتباع المأجورين ولا يتعاملون مع الواقع المصري وإنما ينظرون له من ميكروسكوب مكسور من داخل غرفهم ومن فوق أسطح عزلتهم التي فرضها عليهم الشعب في مختلف المحافظات بعد أن أجبروا علي الهجرة والفرار من ميادين الشعب الغاضب. راوغوا وزعموا أن الثائرين علي الرئيس خارجون علي الشرعية والشريعة وأنهم من الفلول والصليبيين والبلطجة وكفار التمرد, فاكتشف العالم كله أن غالبية المصريين من هؤلاء الصنف وأن المؤمنين المتوضئين بالشرعية يختمون صلاتهم بالدموية في انتظار العنف والدم دفاعا عن كرسي العرش المقدس الذي يطوفون حوله بتشويه الخصوم وتكفير المعارضين وتضليل الرافضين لاستمرار رئيس انتخبه الشعب ليحقق لهم أهداف الثورة فانقلب عليها وهدم معبد الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية وشوه ميادين الحرية واستبدل بها حفلات تكفير المصريين في مؤتمراته وحشوده وضيع جميع مفاهيم الكرامة الإنسانية علي الحدود وفي سياسة خارجية تنفذ بروتوكولات التنظيم الدولي للجماعة أكثر من انتمائها إلي الشعب المصري العظيم. المصريون الغاضبون في ميادين الحرية يذكرون الرئيس مرسي وفريقه بوعده عندما قال إذا خرج علي الشعب فلن أنتظر حتي أري بحور الدم, فجاء الرد في خطب ولقاءات عمقت الانقسام وأكدت سوء النوايا وأبانت عن عبيد للسلطة والكرسي لا يرون أمام زيف عبادتهم إلا المزيد من الفرقة والانقسام وتحريك الغضب الشعبي بين المؤيدين والمعارضين إلي اقتتال وقتال وتكشفت حقيقتهم الكاذبة المخادعة في ضبط السيارات والأفراد الذين كانوا في طريقهم إلي رابعة في سيارات محملة بالأسلحة والمتفجرات والسيوف والشوم والعصي التي يريدها دعاة نبذة عن العنف وليس نبذ العنف, كما يدعون. اليوم ينتظر الشعب الغاضب قرار رئيسه الذي يدعي الديمقراطية والنزول علي رغباته حتي لا ينجر المصريون إلي بحور الدم والحرب الأهلية وحرائق الخلاف, اليوم ينتظر الشعب قرار رئيسه بعيدا عن إشارة المقطم السوداء أو إشارة رابعة الحمراء بالدم فلعله يقدم تجربة لرئيس يميل إلي وحدة الشعب بدلا من عزلة مفروضة أو غضبة موعودة.. فقد تكلم الشعب وتداخلت حناجره في هتاف واحد: ارحل سمعها كل المصريين والعالم, ولكنه وحده ومعه أهله وعشيرته لا يسمعون!