انتهجت الولاياتالمتحدة سياسة مستقلة تجاه أفريقيا لاختراقها والسيطرة عليها وذلك لأطماعها المتعددة في القارة السمراء والتي اتخذت أشكالا مختلفة خلال العقود الماضية لتوسيع نفوذها في القرن الأفريقي حتي لا تستأثر بها الصين والهند. فقد رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن واشنطن قامت في السنوات الأخيرة بالتوغل في القرن الأفريقي حيث نشرت العديد من العمليات في جميع أنحاء القارة في عهد الرئيس أوباما وتتألف من عمليات مخابراتية, وإنشاء سجون سرية, وهجمات بطائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار, ولديها قوة للتدخل السريع في العمليات الخاصة في جمهورية أفريقيا الوسطي وجنوب السودان, وجمهورية الكونغو الديمقراطية وخلال الأربع سنوات الماضية, أنفقت مئات الملايين من الدولارات لتسليح وتدريب قوات غرب أفريقيا لتكون بمثابة وكلاء لهم في القارة وقد انفقت واشنطن من2010 إلي2012 حوالي836 مليون دولار متمثلة في الدعم اللوجستي والعسكري للقوات الأفريقية. وقد استمرت الولاياتالمتحدة في تمويل الجيوش الأفريقية من خلال ما يعرف بمنظمة أفريكوم وفي أعقاب انهيار مالي في عام2012, قامت وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمنح المنظمة ما يقرب من52 مليون دولار في حين منحها البنتاجون نحو46 مليون دولار ومن أهم النقاط الحيوية للولايات المتحدة في دول القرن الأفريقي في خليج ماندا وجاريسا ومومباسا في كينيا وكمبالا وعنتيبي في أوغندا, وبانجي في جمهورية أفريقيا الوسطي ونزارا في جنوب السودان ودير داوا في إثيوبيا. وبالإضافة إلي ذلك, كشف مركز جلوبال ريسرش الكندي أن وزارة الدفاع الأمريكية تدير سلسلة من الحملات الجوية من المطارات والقواعد في مختلف أنحاء القارة بما في ذلك مطار أربا مينش في إثيوبيا ونيامي في النيجر وجزر سيشل في المحيط الهندي, وتدير بعثة مراقبة للطائرات من عنتيبي في أوغندا, والموقع البالغ الأهمية في واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو. وأكدت التقارير أن الجيش الأمريكي يستخدم سيدار سنجور ليوبولد المطار الدولي في السنغال للتزود بالوقود وهناك صفقة مماثلة لاستخدام مطار بولي الدولي في إثيوبيا حيث أن الجيش الأمريكي لديه الآن اتفاقات لاستخدام المطارات الدولية في أفريقيا في29 مركزا حيث قال بيرني سيبه المحلل في جامعة برمنجهام في بريطانيا أنه يتم التلاعب بشكل فاضح من قبل إدارة أوباما لتحقيق المصالح المحلية والسيطرة علي دول القرن الأفريقي, ونتيجة لذلك تدهورت الأوضاع إلي الأسوأ نتيجة القوي الدولية وأبرزها أمريكا في السيطرة والاختراق عبر استخدام العنف السياسي والقوة العسكرية والذي أدي إلي حمل الجماعات الأفريقية للسلاح ومنها جماعة بوكوحرام في نيجريا من أجل إحداث تغيير سياسي بعينه, حيث رأي تقرير المركز أن التدخل الأمريكي أفرز حروبا أهلية وإقليمية وأعمال عنف مسلح في العديد من بلدان القرن الأفريقي كما أن تدخلها يعمل علي صياغة منطقة القرن الإفريقي من الناحية الجيو إستراتيجية والذي أدي إلي زعزعة المنطقة أمنيا وسياسيا وإقتصاديا وجعلته منطقة تكثر فيها النزاعات والصراعات المحلية والإقليمية والدولية حيث يضم القرن من الناحية السياسية حاليا أربع قوي سياسية هي أثيوبيا والصومال وجيبوتي وأريتريا حيث أوضح المركز أن حوالي65 ألفا من حوادث العنف السياسي في أفريقيا شهدت زيادة حادة ابتداء من عام2010