باي باي.. أحمدي نجاد.. بهذه العبارات ودع الإيرانيون الرئيس السابق أحمدي نجاد, مهللين في الشوارع بفوز المرشح المعتدل الشيخ حسن روحاني الذي حصل علي50,68% من الأصوات. وتحت عنوان طهران.. وعصر جديد من الانفتاح السياسي, نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا أشارت فيه, الي أن طهران طوت صفحة الرئيس السابق نجاد بعد ولايتين رئاسيتين شهدتا علاقات متوترة مع الغرب, الذي فرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة علي الدولة الفارسية, مشيرة الي أن فوز الشيخ روحاني في الانتخابات الرئاسية يؤهل طهران لعصر جديد من الانفتاح السياسي, وقد يخرجها من عزلتها السياسية والاقتصادية التي عانت من ويلاتها لأكثر من8 سنوات تحت حكم المحافظين برئاسة نجاد, مؤكدة أن فوز المرشح الاصلاحي روحاني والذي وصفته بالسياسي المحنك, ينذر بتحول سياسي كبير في طهران. وجاء فوز روحاني ليعيد الإصلاحيين الي الواجهة مرة أخري بعد أكثر من8 سنوات, عاشوا فيها يائسين من حكم المحافظين المتشددين الذين اتهموهم بالتسبب في الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها طهران, والتي فرضتها القوي الغربية التي لم تجد تجاوبا من نظام نجاد. ويقول أحد الإيرانيين إنه صوت لروحاني وعينه علي الأزمة الاقتصادية, التي تكاد تعصف بالبلاد, وأنه اختار تيارا جديدا يتبني سياسات مختلفة عن تلك التي وصلت بإيران الي تلك المرحلة الحرجة, إذ بات كل بيت إيراني يعاني تلك الأزمة, مؤكدا أن سياسات روحاني التي وصفها بالمعتدلة قد تخرج طهران عن عزلتها عن الدول الخارجية, ومن هنا يمكن أن تحل المشكلة الاقتصادية, مدللا علي ان تصريحات الرئيس الجديد لإيران تبشر بذلك, لأنه تعهد بإعادة علاقات بلاده مع السعودية بعدما توترت كثيرا خلال السنوات الماضية, كما تعهد بإقامة علاقات أفضل مع الغرب. وبرغم التفاؤل الغربي الكبير بهذا الرجل المعتدل, فإن أول تصريحاته جاءت كالصدمة بالنسبة إليهم, إذ أكد ضرورة الاعتراف بحقوق طهران النووية. وروحاني رجل اجتمعت فيه مزايا مرشحي المحافظين, ناهيك عن أنه محسوب علي تيار الاصلاح والاعتدال, فهو رجل دين حصل علي رتبة مجتهد أقرب الي رافسنجاني منه الي خاتمي, وهذه نقطة قوة في تعامل النظام معه, يدعو الي الاعتدال في التعامل مع الخارج والتركيز علي بناء اقتصاد الداخل, وروحاني الذي كان عضوا في مجلس الخبراء ومجمع مصلحة النظام ورئيس مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية والأمين العام للمجلس الأعلي للأمن القومي لمدة16 عاما, هو مفاوض لا يشق له غبار مع الخارج, خاصة في الملف النووي, ويدعو لبناء اقتصاد قوي في الداخل. وحسب وكالة فارس الرسمية, فإن روحاني يري المساواة بين الرجال والنساء في المجتمع, ويري أن المرأة من حقها أن يكون لها دورها في الإدارة, وأن تعوض عن عدم التوظيف, وألا تمنع من الدراسة في أي مجال, وأنه تجب مراجعة معظم القوانين الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والجنائية من قبل متخصصين في القانون, بما يناسب احتياجات الشعب, والرجل يصف نفسه بأنه قادر علي التقريب بين المحافظين والمعتدلين, لكل هذه الأسباب, كان خيار الشعب الإيراني بالتصويت له, وربما كان أيضا خيار النظام الذي ترك مرشحيه المتشددين, يفرقون أصواتهم, رغبة منه في حسم الانتخابات من الجولة الأولي, خاصة في ظل تصاعد سخونة الملفات الإقليمية والدولية, مما يقتضي توحيد الجبهة الداخلية الذي من شأنه أن يدعم النظام, حيث يمكن استغلال ذلك داخليا وخارجيا من أن إيران دولة ديمقراطية حتي لو كانت ديمقراطية انتقائية. ياسين غلاب رابط دائم :