عدد من أنظمة التعليم في البلدان العربية بكل مراحله تفرض علي الطلاب في كثير من الأحيان تحديات عديدة.. خاصة تلك التي يعيشونها في فترة الامتحانات وتفرض علي كل أسرة طقوسا خاصة غريبة وعصيبة وحالة من القلق والتوتر تشبه حالة الطوارئ التي تفرضها الدولة لمواجهة الخارجين علي القانون.. وبالرغم من ذلك تأتي الرياح في كثير من الأحيان بما لا تشتهي السفن, حين يحصل الطالب علي درجات دون المستوي المتوقع, وعندها تغادر الفرحة البيوت وتهجر السعادة الوجوه متناسين أهم الأسباب التي أدت بالطالب إلي عدم التوفيق والتي تتلخص في حدوث إخفاقات في الذاكرة ولو لفترة مؤقتة تشمل سرعة النسيان أو الزوال وشرود الذهن وغيرها, فمثلا يتسلم الطالب ورقة الأسئلة يوم الامتحان يستعرضها فتخونه الذاكرة, يحاول تذكر الشيء الذي ذاكره كثيرا ولمرات عديد من قبل فيأتي اليه بطريقة جزئية أو غير مكتملة الصورة وربما لا يتذكره بالمرة وتكون النتيجة عدم الإجابة كلية أو الإجابة بطريقة غير مكتملة شكلا وموضوعا. السبت المقبل تفتح لجان الثانوية العامة أبوابها لاستقبال طلاب المرحلة الثانية, لذا قام عدد من اساتذة الجامعات بعمل دراسات عديدة للتوصل إلي طريقة غذائية سليمة تساعد الطلاب علي التركيز وتذكر المعلومات وسوف نتناول ما جاء بها من خلال هذا التحقيق: في جولة الأهرام المسائي داخل عدد من المدارس قال ممدوح طالب الثالث الثانويان الخوف والرهبة هما السبب الرئيسي في توترهم ودفعهم إلي نسيان المعلومات مع اقتراب موعد الامتحانات.. وأكد أنه وزملاءه يحاولون الوصول إلي الطرق الصحيحة لاستيفاء المعلومة وتخزينها بذاكرتهم للحصول عليها وقت الامتحان. وأشارت سها يسري طالبة بالثالث الثانوي إلي أن ارتفاع درجة الحرارة من الأسباب التي تشعرها بالضيق أثناء المذاكرة وخاصة عند انقطاع الكهرباء مشيرة إلي أن حالة أسرتها المادية لا تمكنهم من شراء ماكينة كهربائية. وأوضح سالم محمود أنه قد وضع جدولا للمذاكرة لينظم وقته الا انه دائما ما يشعر بأنه لا يتذكر ما درسه وعند تركيزه ومحاولته استرجاع المعلومات يتذكر بعضها دون البعض الآخر.. والجميع يتساءلون عن الحلول المناسبة للتمكن من تخزين المعلومات في ذاكرتهم واسترجعها كرة أخري. الأسماك وتخزين المعلومات ذكر الدكتور يوسف عبدالعزيز الحسانين أستاذ التغذية وعميد الكلية والمشرف علي تلك الدراسات اوضح ان الكثير من الطلاب يمتنع عن تناول الطعام أثناء المذاكرة لعدم اضاعة الوقت الا ان هذا هو الخطأ الأكبر فالحفاظ علي مواعيد تناول الغذاء من الأسباب الرئيسية لتنشيط المخ وتقوية الذاكرة مشيرا إلي ضرورة التركيز علي أنواع معينة من المأكولات أولها: الأسماك حيث تقي من فقدان الذاكرة, وتساعد علي تخزين المزيد من المعلومات بداخل المخ وتعتبر من أهم الأغذية التي تمد الجسم بمعظم احتياجاته الغذائية كاملة, كما أنها تحتوي علي بعض المركبات الخاصة التي تجعل منها غذاء مثاليا لسلامة المخ وغذاء مقويا للذاكرة, ومنها علي سبيل المثال مركب الكولين الذي يعد المركب الأساس في تصنيع الأسيتايل كولين والذي يعد واحدا من أهم أحجار البناء الأساسية والذي في حالة نقصه يكون سببا في ضعف الذاكرة والنسيان. هذا إضافة إلي احتواء زيوت الأسماك البحرية مثل السالمون والتونة والسردين والرنجة علي نوعية خاصة من الأحماض الدهنية يطلق عليها الأوميجا Omega-fattyacids3) وهو هام لعمل المخ والقيام بوظائفه الحيوية ويجعل الأسماك مواد منشطة للذكاء حيث تقوم دهون الأسماك الجيدة العالية المحتوي من الأوميجا 3 بتغطية الخلايا العصبية بنوعية مع الدهون الجيدة, والتي تتيح للموصلات العصبية التحرك بسهولة في جميع أنحاء المخ, علاوة علي ما تقوم به تلك الأحماض من توفير مزيد من الأكسجين بداخل الدماغ مما يساعد في تخزين المزيد من المعلومات الجديدة بجانب المعلومات القديمة. وقد أثبتت تلك الدراسات أن المحاريات البحرية مثل أم الخلول والكابوريا والأوستر تعد من الأغذية الغنية بالمعادن خاصة الحديد والزنك واليود, وهي مفيدة جدا لحفظ الذهن الحاد وتحسين القدرة علي استرجاع المعلومات بسهولة وقد ارتبط الزنك والحديد مع قدرة الدماغ علي الاستمرار في التركيز وتذكر المعلومات وأن نقصهما قد يؤدي إلي حدوث تشوهات في الذاكرة وضعف عام في التركيز. الكرنب وتقوية الذاكرة وقال الحسانين ان الكرنب والقرنبيط والبروكلي والسبانخ وكل الخضراوات الورقية تمتاز بغناها بمجموعة من الفتيامينات مثل فيتامين ب6 الذي يساعد علي تكوين هرمون السيروتونين الذي يحسن المزاج ويحمي من التعب والشعور بالإجهاد, وفيتامين ب12 الهام للمخ والأعصاب, وفيتامين ج الذي يحتاجه المخ كمضاد للأكسدة, كما تعد تلك الفيتامينات مهمة لخفض مستويات الهموسيستين في المخ والتي يعد ارتفاع مستواه في المخ سببا اساسيا للنسيان هذا إضافة إلي الدور الحيوي الهام التي تلعبه تلك الفيتامينات في تصنيع الأسيتايل كولين في المخ بجوار اللحوم والأسماك والتي لا تستطيع بشكل منفرد تكوين هذا المركب الحيوي الهام الذي يعد أحد اللبنات الأساسية لبناء المخ وسلامة الذاكرة. اللحوم والكبدة والتركيز وأشار إلي أن اللحوم والكبدة تلعب دورا هاما وأساسيا في توفير العديد من المواد الغذائية الهامة وهي الأحماض الأمينية( التريبتوفان الليسين الفينيل ألانين) التي تعد الوحدات الأساسية للبروتينات الهامة والوظيفية اللازمة لتكوين وإنتاج الموصلات العصبية وهي مواد كيمائية تنقل الاشارات والتعليمات بين الخلايا العصبية والتي تزيد أنواعها علي ال300 نوع وتؤثر بطريقة مباشرة في مستويات الذكاء والتفكير والقدرة علي الاستيعاب والاحتفاظ مباشرة بمستويات الذكاء والتفكير والقدرة علي الاستيعاب والاحتفاظ بالمعلومات وتذكر واسترجاع المعلومات المختزنة بالمخ والتي تشكل كلها عوامل أساسية للتعلم. كما تتميز اللحوم بغناها بمادة الفوسفاتيديل سيرين التي تعد اللبنة الأساسية في بناء أغشية خلايا المستقبلات العصبية, حيث انها في الحالات الطبيعية تقوم اللحوم بإمدادنا بحوالي50 ملجم في اليوم, وتعد هذه المادة أساسية لصحة المخ والأعصاب لذلك ترتفع مستوياتها في المخ السليم وتربط العديد من الدراسات بين مستوي تلك المادة وصحته التي تشمل تحسين الذاكرة والمزاج وزيادة القدرة علي التعلم والتركيز ومقاومة الضغوط. كما أثبتت الدراسات العلمية العديدة دور الحامض الأميني التريبتوفان في تنظيم عملية النوم والمساهمة في تقوية الذاكرة وتنشيط الفكر ومعالجة الخمول والأنيميا, أما حمض الليسين فيؤدي نقصه إلي القلق والعصبية الزائدة بينما يعتبر حمض الفينيل ألانين هاما جدا لإنتاج هرمونات السعادة والموصلات العصبية. ويؤدي نقصه يؤدي إلي الكسل والخمول إضافة إلي ما سبق فإن اللحوم الحمراء تعد من المصادر الجيدة لمعادن وفيتامينات الذاكرة خاصة الحديد وفيتامين ب12 أما الكبدة فإنها تمتاز بارتفاع محتواها من عنصر الحديد بدرجة أكبر من اللحوم والذي يعمل علي زيادة تدفق الدماء والأكسجين للمخ, وتمنح المخ الحيوية والنشاط والطاقة وتعمل علي تنشيط الذاكرة. الحبوب الكاملة والذاكرة وأضاف أن مخلوط الحبوب الكاملة مثل القمح والذرة والفول السوداني يحتوي علي العديد من الأحماض الأمينية الأساسية كما هي الحال في اللحوم أو الأسماك والتي تؤثر بطريقة مباشرة في بناء مركبات الذاكرة المختلفة مثل الموصلات لعصبية كالسيروتونين الذي يعد من المركبات الكيميائية المهمة للاسترخاء والنوم والحساسية والشهية والشعور بالسعادة والرضي. كما أن نشويات الحبوب تحسن من امتصاص الحامض الأميني التريبتوفان الذي يتحول إلي سيروتونين في الدماغ خلال ثلاثين دقيقة من تناول الطعام. كما تساعد الحبوب الكاملة بما تحتويه من مستوي عال من المعادن والفيتامينات( ب1, ب6) علي زيادة تدفق الدم إلي المخ ومن ثم تحسين الذاكرة. منتجات الألبان كما أوضحت الدكتورة هدي سلامة أستاذة التغذية بجامعة حلوان أن الألبان ومنتجاتها تمتاز بغناها بالبروتين لمحتواه العالي من جميع الأحماض الأمينية الأساسية وبالنسب التي يمكن أن تفي باحتياجات الجسم, كذلك يحتوي علي نوعية خاصة من الأحماض الأمينية المتخصصة مثل البيروجلوتامات والتي تشكل المواقع الحساسة الخاصة باستقبال الموصلات والرسائل العصبية علي أفضل صورة والتي تساعد علي تحسين قدرة المخ باستقبال الموصلات والرسائل العصبية علي أفضل صورة والتي تساعد علي تحسين قدرة المخ علي تلقي الرسائل العصبية بشكل كبير وبالتالي زيادة القدرة علي التعلم والذاكرة بزيادة عدد مواقع استقبال موصلات الاسيتايل كولين. كما تساعد تلك المغذيات( البيروجلوتامات) علي زيادة انتاج الموصل العصبي المعروف بالاسيتايل كولين وتعزز من مستقبلاته, كما تحسن التواصل بين نصفي المخ الأيمن والأيسر, لذلك فإنها تساعد علي تحسن مفردات التعلم مثل حسن الاستماع والحديث والذاكرة وزيادة القدرة علي التركيز. المكسرات والبذور تقوي الذاكرة والوظائف المعرفية والإدراكية المتعلقة بالمخ. وتشتمل هذه المجموعة علي الفول السوداني والبندق والكاجو واللوز وبذور عباد الشمس وغيرها والتي تمتاز بمحتواها العالي من الأحماض الدهنية أوميجا 3, وكذلك حمض الفوليك, وفيتامين ه, والفيتامين ب6 وسبق أن ناقشنا مدي أهمية تلك المكونات الغذائية في تشكيل وتكوين ومساعدة الخلايا والموصلات والمستقبلات العصبية في أداء أدوارها الوظيفية مما يجعل الشخص يفكر بشكل أكثر وضوحا وإيجابية, كما تحتوي البذور والمكسرات علي مستويات عالية من الثيامين والمغنيسيوم, وهو أمر جيد للذاكرة والوظائف المعرفية والإدراكية المتعلقة بالمخ. الكيوي والبرتقال وذكرت الدكتورة أمنية جلال أستاذة التغذية والأطعمة بجامعة حلوان أن الكيوي والبرتقال من أكثر الفاكهة التي تقلل من ضغط الدم وتزيد من كفاءة عمل المخ لكونها من الفواكه الغنية بفيتامين ج, حيث ان تناول الشخص ثمرة واحدة من الكيوي يغطي100% من احتياجاته اليومية إلي الفيتامين وهو من المغذيات التي تساعد بدرجة كبيرة في الوقاية من السكتات الدماغية والإحساس بالانتعاش وزيادة القدرة علي التركيز وإزالة التوتر, كما يحتوي الكيوي علي المركبات الكيميائية الطبيعية المعروفة بالبولي فينولات والبرتقال علي مركبات الفلافونويدات وجميعها تمتاز بقدرتها الفائقة كمضادات للأكسدة تقلل من ضغط الدم وتزيد من كفاءة عمل المخ. التفاح والموز للتحصيل أما عن التفاح والموز فذكرت أنهما من الفواكه المتفردة التي تساعد بطريقة مباشرةعلي تقوية الذاكرة من خلال زيادة القدرة علي التركيز حيث يمتازان بغناهما بالحامض الأميني التيروزين الذي يتحول في خلايا المخ إلي الموصل العصبي المرغوب الدوبامين, وهو موصل عصبي مهم للحركة والانتباه والتعليم, كما يطلق عليهما في كثير من الأحيان موصل السعادة حيث يعطيان قدرة كبيرة من المشاعر الإيجابية والمزاج الطيب والهدوء.