لم اجد عنوانا مناسبا لما رأيته علي الهواء امس سوي ضحكة حزن تملؤها الدموع, لانني شعرت بالمعني الحقيقي للمثل الشعبي الشهير شر البلية ما يضحك, هكذا ضحكت ألما, ويأسا, وحزنا, علي ماسمعت من قيادات كنا نحسبها قامات حزبية, ورموزا سياسية. تمتلك الرؤية, وتتحلي بالحنكة في التعامل مع أمور تخص الامن القومي, وهي قضية سد النهضة الاثيوبي الذي يهدد امن مصر المائي, و كانت خطيئة لا تغتفر لمن اقترح وقرر اذاعة هذا اللقاء الذي جمع الرئيس وبعض القيادات الحزبية علي الهواء, حول قضية ذات حساسية ولا يصح اذاعتها علي الملأ بهذا الشكل. والشكر واجب للرئيس مرسي الذي اتاح للمواطنين فرصة التعرف علي حقيقة هؤلاء القادة الذين وضعوا مصر في موقف لا تحسد عليه وجعلوا منها مدعاة للسخرية, مما قالوه من مقترحات تثير الضحك والهذيان, والمصيبة الاكبر انهم لا يعلمون ان اللقاء مذاع علي الهواء. كما ان اعتذار باكينام الشرقاوي مساعدة الرئيس عن اذاعة اللقاء لا يكفي لهذا الخطأ الفادح الذي يكشف للمرة الالف ان الرئاسة تعاني ازمة حقيقية في قلة خبرة المستشارين, ولو كنت مكان الرئيس لأقلت علي الفور من تسبب في هذه الواقعة, التي اساءت للرئاسة, والحضور بل ولمصر كلها. ليس هكذا تدار القضايا القومية, وليس هكذا يتم تناول قضية الامن قومي علي الهواء, وأيضا من السذاجة ان يقترح بعض المشاركين افكارا تثير الضحك, وكأننا امام مسرحية كرتونية لهدم سد النهضة احدهم دعا الي الاستعانة بلاعبي كرة القدم للتدخل في الازمة, وآخر اقترح الترويج لشائعة ان مصر تمتلك طائرات متطورة, اوالقيام بتدريبات علي الحدود السودانية لتخويف اثيوبيا, وثالث طالب بالاستعانة بشركة دولية لتسويق موقف مصر, ورابع طالب باستغلال التوترات بين اثيوبيا وجيرانها في الضغط عليها. أنها قمة العبثية وذروة الرعونة في مواجهة قضية من أخطر القضايا التي تهدد مستقبل البلاد ولا عزاء للشعب [email protected] رابط دائم :