بينما التقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في مقر إقامته بالعاصمة الأردنية عمان أمس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري, لبحث سبل استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. في حضور نحو مائتين من رجال الأعمال والمدراء التنفيذيين الفلسطينيين والإسرائيليين من كبري الشركات الذين وجهوا من المنتدي الاقتصادي العالمي نداء عاجلا لحكوماتهم لكسر الجمود الحالي من أجل التوصل إلي حل الدولتين لإنهاء النزاع بين شعبيهما فيما عرف بمبادرة كسر الجمود, تبدو خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بقيمة أربعة مليارات دولار لإحياء الاقتصاد الفلسطيني غير كافية لاستئناف محادثات السلام المتعثرة, حيث يتمسك الفلسطينيون بالبعد السياسي للقضية, بينما التزم الاحتلال الإسرائيلي الصمت حول المشروع الذي ما تزال معالمه غير واضحة. وأكدت القيادة الفلسطينية أمس أنها لن تقدم أي تنازلات سياسية مقابل تسهيلات اقتصادية, حسبما ذكره محمد مصطفي المستشار الاقتصادي للرئيس محمود عباس ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني. ومن جهتها, حذرت حركة حماس خطة كيري معتبرة اياها خداعا للرأي العام وحرقا للوقت لصالح اسرائيل, منتقدة علي لسان هنية ما أعلنه الرئيس محمود عباس عن إعادة أجهزة أمن السلطة96 جنديا إسرائيليا دخلوا إلي مناطق الضفة الغربية بالخطأ. وأضاف هنية, خلال افتتاحه اليوم مسجد عمر بن عبد العزيز في بلدة بيت حانون شمال غزة, هذا شيء مؤسف والحديث عن التعاون الأمني مع الاحتلال أصبح محل فخار بين الشعب الفلسطيني ومن يحتل أرضه, هذا غريب ومصطلحات مقلوبة. وأشار إلي العروض المتكررة من كيري علي السلطة لاستئناف المفاوضات, مضيفا أن أمريكا لا تملك شيئا لتعطيه للمفاوض الفلسطيني كما ان وإسرائيل لاتنوي تقديم أي شيء من حقوق الشعب الفلسطيني, وليس أمامنا سوي إستراتيجية المقاومة والتمسك بالحقوق والثوابت. ووصف نفتالي بينيت رئيس حزب البيت اليهودي في إسرائيل سياسة الانسحاب التي يتبعها الرئيس شيمون بيريز بالفاشلة حيث تسببت في سقوط آلاف القتلي من الإسرائيليين, بينما أعلن وزير المالية الإسرائيلي يائير لابيد أن ائتلاف الحكومة بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد ينهار اذا فشل تعديل القانون العسكري ووقف إعفاء اليهود المتشددين من طائفة الحريديم من التجنيد. ويحصل آلاف من اليهود الحريديم سنويا علي إعفاءات من أجل متابعة الدراسات الدينية, وفيما يعتقد الحريديم أن اشتراكهم في الخدمة العسكرية سوف يخل بحياتهم الدينية الصارمة, يعتقد اغلب الإسرائيليين الذين يخدمون في جيش الاحتلال أن هذا النظام غير عادل, وفي نفس السياق, ذكرت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني من عجز بالقوي البشرية يعد هو الأكبر علي مدار ثلاثة عقود مضت. وذكرت الصحيفة- في سياق تقرير أوردته علي موقعها أمس أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تواجه فجوة متنامية في متطلبات القوي البشرية, وعزت الصحيفة هذه الفجوة إلي تناقص عدد المجندين العسكريين في جيش الاحتلال الإسرائيلي فضلا عن الاقتطاعات في ميزانية وزارة الدفاع. ونقلت الصحيفة عن رئيس وحدة التخطيط بجيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال نيمرود شيفير قوله إن الوحدات هي أقل من نصف قوتها التي كانت عليها منذ30 عاما مضت, محذرا من أن الجيش يعان تناقصا في قواته الفعلية العاملة بتزايد اعتماده علي جنود الاحتياط, مشيرا إلي أن70% من إجمالي عدد الجنود العسكريين بالجيش الإسرائيلي, هم جنود احتياط يفتقدون للخبرة والتدريب.