انتصرت عزيمة الأهلي.. وتفوق أبطال مصر.. وحققوا فوزا كبيرا كان يراه البعض مستحيلا.. تغلب أبناء الأهلي بثلاثية دون رد علي فريق الاتحاد الليبي مساء أمس في عودة دور ال16 بدوري الأبطال الإفريقي لكرة القدم ليعوض تأخره بهدفين في لقاء الذهاب ويؤكد الأهلي قدرته علي تخطي الصعاب والصعود عن جدارة واستحقاق لدوري المجموعات الذي غاب عنه البطل في الموسم الماضي. سجل الأهلي أهدافه الثلاثة في الشوط الثاني بعدما انتهي الشوط الأول دون أهداف ونجح النجوم عماد متعب ومحمد فضل وشهاب الدين أحمد في احراز الأهداف الثلاثة وكل منها أجمل وأروع وأهم من الآخر وكانت لكل هدف قيمته وفرحته لأنه كان عن جدارة واستحقاق. قدم الأهلي مباراة كبيرة علي مدار الشوطين بعدما فرض سيطرته الكاملة علي ال90 دقيقة ولم يظهر فريق الاتحاد إلا في لقطتين فقط في الهجوم واصطدمت إحدي تسديداته بالقائم لكن الأهلي كانت له السيادة الكاملة وعانده الحظ كثيرا خلال الشوط الأول وأهدرت منه3 فرص أو أربع علي الأقل كان من السهل أن يسجل منها جميعا خصوصا أحمد حسن. أدار حسام البدري المباراة بشكل جيد وبعدما تعقدت الأمور في الشوط الأول دفع بكل أوراقه الهجومية محمد فضل وأسامة حسني بجوار الرائع عماد متعب الذي سجل هدفا لا يحرزه غيره من ثقب إبرة. وبكي البدري بعد نهاية اللقاء من كثرة الضغوط التي تعرض لها ومن صعوبة اللقاء ومن شائعات رحيله بعد هذه المباراة لكنه رد بكل قوة وبثلاثة أهداف في مرمي فريق يلعب بكل لاعبيه داخل منطقة ال18. ويعتبر محمد بركات أحد أهم وأبرز نجوم الفريق وكان مفتاح الفوز وأيضا النجم سيد معوض الذي قدم مباراة كبيرة وأرسل سيلا من العرضيات الكبيرة والمتقنة ولم يترجم المهاجمون جهده الرائع ومهارته. وكان شهاب ولا أجمل فهو لاعب وسط نموذجي يمتلك أفضل مهارة هي التسديد والتسجيل من بعد وبذل أحمد حسن جهدا كبيرا قبل خروجه. وسجل جمهور الأهلي ملحمة كبيرة في كرة القدم باقباله الشديد علي ستاد القاهرة وهتافاته طوال ال90 دقيقة دون توقف وثقته الكبيرة في لاعبيه وقدرتهم علي حسم الأمور رغم صعوبتها ليدخلوا في ملحمة رائعة مع اللاعبين والجهاز الفني بعد مباراة تاريخية وكبيرة ونادرة كان التفوق فيها لروح الفانلة الحمراء ولحسام البدري الذي صحح أخطاء الشوط الأول لينال المكافأة في النهاية ويحصد واحدا من أغلي الانتصارات في الفترة الأخيرة وهو لا يقل في متعته عن متعة الاحتفاظ بدرع الدوري رغم أنه لم يصل بالفريق إلي البطولة, لكنها مباراة تحقق فيها النصر علي فريق محترم وصعب لعب بجدية وحماسة وكفاح حتي آخر لحظة لكنه لم يستطع الصمود أمام الطوفان الأحمر. الشوط الأول كان أهلاويا خالصا في السيطرة والاستحواذ والفرص ولم ينقص الأهلي سوي احراز أهداف بعدما اتيحت له4 محاولات علي الأقل لم يستغلها متعب وأحمد حسن ومحمد بركات.. الأهلي وضع الاتحاد الليبي أمام مرماه فكان يدافع بتسعة لاعبين والعاشر علي دائرة السنتر كاميلو أو الزاوي وكل اللاعبين في الخلف. تشكيلة الأهلي منحته السيطرة لكن لم تمكنه من التسجيل بسبب وجود متعب كرأس حربة وحيد, صحيح أن أبوتريكة كان بجواره لكنه كان بعيدا ولم يشكل أي خطورة ولم يخترق ولم يمرر ولم يسجل. لعب سيد معوض دورا بارزا من اليسار وكان مفتاح اللعب ومرر الكثير, منها الخطير ومنها غير الدقيق لكن أحدا لم يستغل أي عرضية وأخطرها لأحمد حسن والشباك خالية لم يتوقعها فاصطدمت الكرة برأسه وعلت العارضة. عدم وجود مهاجم ثان صريح بجوار متعب حرم الأهلي من استغلال كل عرضيات معوض أو بركات أو حسن فكانت في الأوت أو من نصيب دفاع الاتحاد بقيادة يوسف الشيباني الذي فرض رقابة مشددة علي متعب.. الأهلي ركز طوال الوقت علي العرضيات ولم يستطع أن ينفذ أي اختراق من العمق.. ولم يسدد من خارج المنطقة رغم وجود أكثر من كرة لكن شهاب كان متأخرا وعاشور لا يجيد هذه المهارة. عاب لاعبي الأهلي خلال هذا الشوط التسرع وعدم التعامل بشكل جيد مع الهجمات فضاعت كل المحاولات. أما الفريق الليبي فبدأ اللقاء كما كان متوقعا بدفاع خالص وحديدي ومنظم ومركز رغم الثغرات التي ظهرت وكان يدافع بكل لاعبيه وكان يتقدم للمنتصف داودا كاميللو وأحمد الزاوي والباقون يتعاملون مع هجوم الأهلي ولجأوا في بعض الوقت للاستحواذ وتمرير الكرة للتأثير علي الأهلي نفسيا لكن هذا لم يحدث سوي مرتين وكان اعتمادهم الهجومي علي المضادة السريعة وكان من الممكن أن يسجل كاميلو من فرصتين في آخر خمس دقائق الأولي سددها ضعيفة وهو منفرد والثانية رأسية اصطدمت بالقائم الأيمن لإكرامي لينتهي هذا الشوط بالتعادل السلبي. ومع بداية الشوط الثاني قام حسام البدري بسحب أحمد حسن الأكثر ظهورا في أرض الملعب ودفع بمحمد فضل بجوار عماد متعب وعاد أبوتريكة ليلعب تحتهما. ولجأ لاعبو الفريق الليبي للسقوط لإهدار الوقت وقتل حماس لاعبي الأهلي وتعطيل اللعب, وظهر سمير عبود حارس المرمي بشكل جيد في التصدي للعرضيات والتسديدات غير القوية من لاعبي الأهلي وإن كان أقوها لشهاب أحمد بجوار القائم الأيسر. ويكثف الأهلي هجومه ويطارد الوقت ويسفر الهجوم عن هدف رائع لعماد متعب المهاجم الفريد عندما استقبل عرضية معوض من ثقب إبرة وتسلم ولف بالكرة وسط3 لاعبين وسدد صاروخا علي يسار سمير عبود لتعلن عن هدف أول رائع في الدقيقة14 من هذا الشوط, وكاد الأهلي يعزز بعدها مباشرة وانقذ عبود رأسية رائعة لمحمد فضل وارتدت لأبوتريكة سددها أنقذها عبود أيضا. ويحتسب الحكم تسللا علي أسامة حسني الذي لعب بدلا من شريف عبدالفضيل رغم أن أسامة لم يكن متسللا وهو منفرد تماما. ويذهب بركات للناحية اليمني ويفرض الأهلي سيطرته الكاملة ويسدد بركات صاروخا بجوار القائم الأيسر ويلجأ الاتحاد الليبي للتشتيت دفاعا عن مرماه بعدما تحول كل لاعبيه إلي مدافعين في وسط ملعبهم. ويترجم الأهلي تفوقه الساحق بهدف ثان لمحمد فضل برأسية رائعة بعد استقبال عرضية بركات النموذجية في الدقيقة28 من هذا الشوط ليتقدم الأهلي2/ صفر ويعادل نتيجة لقاء الذهاب. ويواصل بركات روائعه ويراوغ علي طريقته داخل المنطقة ويسدد صاروخا أرضيا زاحفا يخطئ طريقه للمرمي ويمر من أمام الخط بسنتيمترات. ويجري مدرب الاتحاد تغييرات هجومية علي أمل خطف هدف يفيد فريقه. ويواصل بركات عرضياته لكن لم تجد من يسجل ومرت أكثر من كرة سهلة كان من الممكن أن تكون الهدف الثالث في الدقيقة40. ووضح أن الاجهاد نال من لاعبي الأهلي وخرج متعب الذي يعاني إصابة ولعب بدلا منه أحمد شكري وتمر عرضية من أسامة حسني لو اصطدمت برأسه لاستقرت في الشباك وتضيع الفرصة تلو الأخري من الأهلي حتي تأتي الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع عندما تسلم شهاب أحمد كرة من35 ياردة وأطلق صاروخا لم يستطع سمير عبود أن يفعل لها شيئا لتستقر في الشباك معلنة عن الهدف الثالث الرائع ولا أجمل ليتقدم الأهلي3/ صفر ويطلق الحكم الايفواري صفارته معلنا فوز الأهلي بثلاثية للاشيء ويتأهل لدور الثمانية بدوري الأبطال الإفريقي بعد مباراة كبيرة.