بعد أكثر من30 عاما من العلاقات المهملة بين مصر والبرازيل, تأتي زيارة الرئيس مرسي للبرازيل والمقررة في7 مايو المقبل لتذيب الجليد بين البلدين اللذين تربطهما علاقات قوية, اذ كانت مصر شريكا اقتصاديا مهما للبرازيل خلال فترة الخمسينيات والستينيات لكن الرئيس المخلوع وطد علاقات مصر بدول أخري تخدم مصالحه الشخصية, حيث اهتم بتوثيق علاقاته مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل علي غيرهما. وقالت صحيفة جلوبال بوست الأمريكية إن زيارة الرئيس مرسي إلي البرازيل قد تعيد العلاقات إلي نصابها الطبيعي ضمن سلسلة زيارات مرسي إلي روسيا والصين مما سيكون لها أثرها الايجابي علي شكل العلاقات مع تلك الدول في الفترة المقبلة, وقد تكون طوق النجاة للاقتصاد المصري الذي يعاني ركودا شديدا خاصة أن الرئيس في كل زياراته يركز علي جذب الاستثمارات وتنشيط التبادل التجاري والاقتصادي مع مصر. وتتمثل أهمية الزيارة بالنسبة لمصر في ان ابرام اتفاقيات تجارية واقتصادية مع دولة مثل البرازيل والتي اصبحت سادس أكبر اقتصاد علي مستوي العالم, قد يعود بالنفع علي الاقتصاد المصري, ويدفع المصريين للاقتداء بالتجربة البرازيلية التي نهضت بالاقتصاد في أقل من7 سنوات وجعلته يتقدم علي اقتصاديات دول عظمي كبريطانيا وغيرت شكل البرازيل وحولتها من دولة علي حافة الافلاس إلي دولة في قمة الازدهار الاقتصادي, وتبدلت حياة ملايين من البرازيليين الذين عاشوا لسنوات في فقر مدقع ثم انتقلوا إلي حياة الرفاهية والرخاء بفضل تخطيط قادتهم. وعلي الصعيد السياسي فإن زيارة الرئيس تعد انطلاقة جديدة للعلاقات بين البلدين وفرصة لإقامة علاقات بناءة مع صديق قديم اهمله النظام الديكتاتوري السابق. وتتميز سياسة القادة الجدد في مصر الجديدة بالسعي لتوطيد العلاقات مع الدول المختلفة يوما بعد يوم اذ ان المصريين لم يشهدوا ولو زيارة واحدة للمخلوع مبارك إلي الصين أو الهند أو البرازيل, اذ اهمل تلك البلدان رغم اهميتها الكبيرة للاقتصاد المصري. وتدل تلك الزيارات علي خروج مصر من عباءة مبارك الذي تعمد توجيه السياسات المصرية نحو الغرب وهو ما جعل مصر تعيش لسنوات طويلة خاضعة للاملاءات الأمريكية فيما يعد توجهها نحو الشرق بزيارة روسيا والصين والبرازيل تغييرا جوهريا مختلفة من التعاون, حيث عمدت إلي احياء برنامجها النووي بمساعدة روسيا وهو البرنامج الذي تعمد مبارك اهماله. وتعود هذه الزيارات بنفع كبير علي الاقتصاد المصري اذ ان حصلت مصر علي كثير من الامتيازات الاقتصادية عقب زيارة الرئيس للصين وكذلك روسيا التي عززت التعاون مع مصر في مجال البترول والغاز والطاقة النووية.