* رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلي جانب قصر, قلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر, فذكرت غيرتك, فوليت مدبرا فبكي سيدنا عمر بعد سماع هذه الرؤية من النبي, وقال أمنك أغار يارسول الله؟ كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثير البكاء رغم ظاهر شدته حتي أنه يقع مغشيا عليه إذا نزلت آيات البطش والعذاب كما يبكيه بكاء طفل جائع.. * وفي الوقت الذي رفضت خطبته أم أبان بنت عتبة بن ربيعة وهو أمير المؤمنين وقالت عنه: إنه رجل أذهله أمر آخرته عن أمر دنياه كأنه ينظر إلي ربه بعينه.. إلا إنه كان في بيته نموذجا للتحمل والتسامح 00 فعندما ذهب إليه رجل يشكو سوء طباع زوجته سمع صوت زوجة سيدنا عمر أمير المؤمنين يعلو عليه فانصرف.. فلمحه سيدنا عمر فجري خلفه خشية أن يكون قد جاء لأمر يهم المسلمين.. فقال له الرجل أتيت أشكو سوء طباع زوجتي فسمعت صوت زوجتك يعلو عليك دون أن تغضب فانصرفت.. فقال له سيدنا عمر رضي الله عنه يا أخي انهن أمهات أولادنا والقائمات علي شئون بيوتنا ومأكلنا وملبسنا وهن سكن لنا ويجب علينا تحملهن.. وعندما ذهب إليه جابر بن عبدالله يشكو ما يلقي من النساء, قال سيدنا عمر: إنا لنجد ذلك حتي إني لأريد الحاجة فتقول لي: ما تذهب إلي فتيات بني فلان تنظر إليهن, فقال له عبدالله بن مسعود: أما بلغك أن إبراهيم عليه السلام شكا إلي الله خلق سارة, فقيل له: إنها خلقت من ضلع فألبسها علي ما كان فيها مالم تر عليها خربة( ضياع) في دينها. وصاح سيدنا عمر يوما علي زوجته فردته وراجعته في قوله فأنكر أن تراجعه.. فقالت له: ولم تنكر أن اراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلي الله عليه وسلم ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره اليوم حتي الليل. * وكانت من نسائه عاتكة بنت زيد وهي علي درجة كبيرة من الجمال والفصاحة ولأنها علي علم بمظهره ومخبره فكادت تفقد صوابها حين علمت بمقتله وبكته في قصائد ومراث عديدة منها: عصمة الناس والمعين علي الدهر وغيث المنتاب والمجروب رءوف علي الأدني غليظ علي العدا أخي ثقة في النائبات منيب * جاءته امرأة تشكو من سوء شكل زوجها الذي يهمل في نظافته فنهره وقال له: إن النساء يحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم. وقال لرجل هم بطلاق امرأته لأنه لا يحبها: أو كل البيوت بني علي الحب؟ فأين الرعاية والتذمم( العهد)؟ وعندما نهي في أحدي خطبه وهو أمير المؤمنين عن زيادة المهور علي أربعين أوقية.. صاحت به امرأة من صفوف النساء وقالت له كيف تمنعنا حقا اعطاناه الله وقرأت عليه قوله تعالي: ..وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتاخذونه بهتانا وإثما مبينا فلم يتحرج أن يعلن علي المنبر: أصابت امرأة وأخطأ عمر. وجمعت الشفاء بنت عبدالله بعض صفاته ببلاغة فقالت: إنه إذا تكلم أسمع, وإذا مشي أسرع, وإذا ضرب أوجع, وهو الناسك حقا * طلق سيدنا عمر إحدي زوجاته وأسمها جميلة بنت ثابت وله منها ولد صغير رآه يوما يلعب مع صبية فحمله بين يديه فأدركته جدته الشموس بنت أبي عامر وجعلت تنازعه إياه حتي انتهيا إلي سيدنا أبي بكر رضي الله عنه وهو خليفه فقال له: خل بينه وبينها فهي حاضنته, فرده إليها ولم يعقب بكلمة. * لم تكن رحمة سيدنا عمر بن الخطاب بالنساء والأطفال فقط بل امتدت أيضا إلي الحيوان وهو الذي قال قولته الشهيرة: والله لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها يوم القيامة لم لم تصلح لها الطريق يا عمر. واشتاق يوما إلي السمك فذهب عامله علي بغلة إلي مكان بعيد ليحضره له وعندما وصل غسل البغلة.. فشعر سيدنا عمر بأنه اجهد البغلة فقال له: انطلق حتي انظر الراحلة, وقال له: نسيت أن تغسل هذا العرق الذي تحت أذنيها.. عذبت بهيمة في شهوة عمر؟ لا والله لا يذوق عمر( السمك). * كان محرما علي الناس في بداية الامر بصوم رمضان في بداية الإسلام الطعام والشراب والنساء بعد صلاة العشاء حتي مغرب اليوم التالي.. وغلب التعب الصحابي صرمة بن قيس فلم يفطر وأغمي عليه في اليوم التالي وهو يجمع الحطب.. وجاء سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلي النبي صلي الله عليه وسلم وهو يبكي ويلوم نفسه فقال: يا رسول الله أعتذر إلي الله وإليك من هذه الخطيئة إني رجعت إلي أهلي بعدما صليت العشاء فوجدت رائحة طيبة فسولت لي نفسي فجامعت أهلي.. فقال النبي صلي الله عليه وسلم: ما كنت بذلك جديرا يا عمر فقام رجال واعترفوا بمثل ذلك فكانوا سببا في نزول رحمة الله تعالي بإباحة الطعام والشراب والجماع من المغرب حتي الفجر في قوله تعالي: أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر صدق الله العظيم