منذ بداية ولاية أوباما الأولي وهو يبدد أي فرصة ثمينة للتأثير علي مجري الأحداث في الشرق الأوسط حيث لم يكن هناك أي إستراتيجية للاستفادة من فرصة التحول للديمقراطية في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي حتي إنه سافر إلي ميانيمار لم يزر أي بلد عربي واحد قامت فيه ثورة ولا حتي سوريا التي تشهد مذابح. وأوضحت صحيفة إنترناشيونال هيرالد تريبيون, أن أوباما يري سوريا باعتبارها أزمة إنسانية مأساوية دون تداعيات إستراتيجية واضحة للولايات المتحدة رغم أن مستقبل المنطقة معلق بنهاية الحالة المزرية للشعب السوري, وهو ما يشير إلي أن سياسة أوباما تؤكد عدم رغبة الإدارة الأمريكية في التأثير في أحداث الشرق الأوسط إذا لم تحاول واشنطن استخدام الروافع الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية للتأثير علي مجري الأحداث في سوريا وهو ما أدي إلي تصاعد التكلفة الإنسانية العظيمة. ووفقا للصحيفة فإن أمريكا لا يمكن ولا ينبغي أن تقرر مصير الشرق الأوسط, بل يجب أن يكون لها دور واضح ودفع الأحداث في الاتجاهات الأكثر إيجابية علي الأقل في الوقت الذي تواجه هذه المنطقة الحرجة خيارات شائكة, حيث إنه من المتوقع قتل عشرات الآلاف في الفترة المقبلة وأن يصل عدد اللاجئين إلي ثلاثة ملايين لاجئ بحلول نهاية العام. وأكدت الصحيفة أن اللامبالاة الأمريكية في مواجهة هذا الخراب يثير العداء ضد الولاياتالمتحدة, وكلما طال أمد الأزمة السورية ازداد الأمر صعوبة إذ قد تتحول إلي مستنقع خطير في قلب الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أنه حان الوقت لكي تنتهج الولاياتالمتحدة إستراتيجية دبلوماسية لدعم تسليح الثوار وفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا وذلك لإعاقة قدرة الرئيس السوري بشار الأسد القتالية, والسماح للاجئين بالبقاء داخل الحدود السورية, وبالتالي تقليل الضغط علي الدول المجاورة, كما يتعين عليها أيضا بناء علاقات مع الجيش السوري الحر لحرمان الجماعات المتطرفة من القدرة علي السيطرة علي المقاومة المسلحة والحد من نفوذ تلك المجموعات التي سوف تهيمن علي مستقبل سوريا, والمساعدة علي إنهاء إراقة الدماء في سوريا, وطبقا لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط أن الصراع الدائر في سوريا يضع المجتمع الدولي أمام تحديات خطيرة حيث أصبح ربع الشعب السوري من النازحين وهو ما يؤكد أن تدفق اللاجئين يمثل مصدر خطر متزايد علي الأردن ولبنان والعراق في الوقت الذي لا يمكن فيه لأي من هذه الدول استيعاب أعداد كبيرة من هؤلاء اللاجئين وحذر دينيس روس في مقاله بمعهد واشنطن للشرق الأوسط من أن تدفق اللاجئين ليس فقط يعرض دول الجوار والمنطقة للخطر, وكذلك تفكك الدولة السورية ما يعني أنه ستغيب عنها السيطرة المركزية علي الأسلحة الكيماوية, وحث روس الإدارة الأمريكية علي فرض حظر جوي علي المجال السوري للوقاية من الهجمات الجوية في حلب فضلا عن إضفاء المزيد من الحماية الحقيقية علي المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات المعارضة ولحماية المدنيين السوريين في نفس الوقت. رابط دائم :