فشلت سلطات محافظة الأقصر في إزالة التعديات الواقعة علي حرم نهر النيل بالمحافظة بعد أن وضعت الإدارة العامة لشرطة المسطحات المائية استعجالات المحافظة بشأن إزالة تلك التعديات التي بلغت27 تعديا إدراج مسئوليها تحت دعاوي أن طلب تنفيذ قرارات إزالة تلك التعديات قيد الدراسة الأمنية, ويدور جدل واسع بين أهالي الشارع الاقصري حول أسباب تأخر إزلة تلك التعديات التي يعود تاريخ بعضها إلي عام2005, قبل7 سنوات كاملة حيث يرجع الكثيرون الأسباب الحقيقية لوقف إزالة التعديات هي النفوذ الكبير للقائمين بالتعدي علي حرم نهر النيل في الأقصر, وتواطؤ بعض المسئولين في عدم تنفيذ القرارات حبيسة الأدراج, فيما يرجعه آخرون إلي حالة الانفلات الأمني التي تشهدها مصر بعد ثورة يناير. ويمثل أحد الفنادق العالمية واحدا من هذه المخالفات بإقامة مقصورة حديدية داخل نهر النيل بطول نحو30 مترا بقصد استعمالها كمرسي لليخت الذي كان يقل الرئيس السابق مبارك من مبيته بالفندق إلي البر الغربي, وتحول بعدها إلي مطعم عائم لعدم لفت الأنظار إليهوقد أدي ذلك البناء الحديدي إلي إعاقة عملية شفط المياه من مأخذ المحطة الرئيسية للأقصر, وزيادة الطمي أمام مأخذ المحطة, مما يؤدي إلي القطع المتكرر للمياه بالأقصر وبذلك تتسبب في خلل في أغلب المنشآت الخدميةكالمخابز والمدارس والفنادق السياحية. و صدر قرار بإزالتة رقم15 لسنة2005, يليه فندق الميريديان سابقا و شتايجن برجر حاليا والمحرر لأحد كبار مسئوليه ويدعي ج. ز.6 قرارات إزالة لتعديات بالردم والبناء بالحجارة والأسمنت فوق حرم نهر النيل حيث حمل أول قرار رقم4 لسنة2007 وآخر قرار حمل الرقم31 لسنة2008 بجانب عشرين تعديا آخر أغلبها في جزيرة الموز ومنطقتي العوامية والبياضية بالأقصر. فيما كشف مصدر بإدارة التعديات بالمحافظة بأنهم يقومون بمخاطبة الإدارة العامة لشرطة المسطحات المائية لتنفيذ قرارات الإزالة للتعديات الواقعة علي حرم نهر النيل لكنها ترد علي الدوام بأنها في انتظار الانتهاء من الدراسات الأمنية الخاصة بقرارات بإزالة تلك التعديات. وقد نجحت سلطات محافظة الأقصر أخيرا في إحباط محاولة أحد كبار رجال الأعمال في المحافظة بالتعدي علي نهر النيل وردم مساحات واسعة من مياهه, والتصدي لجهود اللجنة ومنعهم من أداء عملهم بإزالة التعدي, إلا أن الأجهزة التنفيذية بقيادة اللواء خالد ممدوح مدير أمن الاقصر واللواء عصام الحملي مدير المباحث الجنائية قد نجحت في إيقاف أعمال التعدي وإزالته علي نفقة المتعدي وأحالت رجل الأعمال المخالف إلي النيابة. وقد أثارت تلك الواقعة ردود أفعال واسعة في الشارع الأقصري والقوي الشعبية والوطنية والأحزاب التي طالبت بتشكيل لجان للمرور الدوري علي شواطئ النيل وإحالة المتورطين في مثل تلك الأعمال إلي النيابة العامة مهما كان نفوذهم وحجم استثماراتهم وإلغاء التراخيص الممنوحة لهم. وفي جولة ل الأهرام المسائي للوقوف علي المشكلات التي تسببها حالات التعدي علي النيل بالأقصر, أكد النوبي حسنصاحب شركة سياحية بأنه يجب التصدي للمحاولات المستمرة للتعدي علي حرم النيل وتلويثه من قبل البواخر السياحية والفنادق العائمة لتجنب تلوث مياه الشرب لافتا الي أنه يجب الحفاظ علي نهر النيل واستغلالةفي المصلحة العامة التي تخدم المواطن الأقصري وليس رجال الأعمال. وأضاف حسن عبد الرحمن صاحب مطعم أن عدم تنفيذ المخالفات يمثل تحديا من قبل المسئولين بالمحافظة والأجهزة التنفيذية التي لم تحرك طرفا في إزالة التعديات وهو ما يعود بنا إلي الوراء. وأرجع حجاج الجهلان مرشد سياحي عدم قدرة تنفيذ إزالة حالة التعدي إلي تواطؤ بعض المسئولينووضع القرارات حبيسة الإدراج مشيرا إلي أن الإنفلات الأمني التي تشهده مصر عقب الثورة حتي الآن أحال دون تنفيذ تلك القرارات. وكشف مصدر مسئول بمديرية الري بالأقصر عن قيام البواخر والفنادق العائمة العاملة بين الأقصر وأسوان بإلقاء9 آلاف متر مكعب من مخلفاتها يوميا في مياه النيل بجانب ألف لتر يوميا من الزيوت والشحوم, وطالب بالإسراع في تنفيذ مشروع مرس الفنادق العائمة الجديد شمال الأقصر وتنفيذ مراسي سياحية مماثلة في كل من إسنا وإدفو وكوم امبو وأسوان لتمكين البواخر السياحية والفنادق العائمة من تفريغ مخلفاتها من الصرف الصحي والزيوت والشحوم بدلا من إلقائها في مياه النيل. يذكر أن مخلفات كل باخرة سياحية تبلغ30 مترا مكعبايوميا بجانب5 لترات من الزيوت والشحوم وأن عدد الفنادق العائمة والبواخر السياحية العاملة بين الأقصر وأسوان تبلغ280 فندقا عائما وباخرة سياحية تصل مخلفاتها من الصرف الصحي والزيوت والشحوم إلي قرابة عشرة آلاف متر مكعب, وشدد علي ضرورة وجود محطات رسو لتفريغ مخلفات تلك البواخر والفنادق بطول خط سير الرحلة بين محافظتي الأقصر وأسوان. ومن جانبه أكد الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر للأهرام المسائي أنه لانفوذ في الأقصر سوي لسيادة القانون وأن المحافظة نجحت بالفعل من إزالة أكبر تعدي علي نهر النيل من أحد كبار رجال الأعمال والذي استغل حالة الانفلات الأمني التي كانت سائدة حتي قبل أسابيع قليلة في التعدي بردم مساحات كبيرة من حرم نهر النيل, وقام المحافظ علي الفور بتشكيل لجنة برئاسة اللواء علاء الهراس السكرتير العام للمحافظة بمشاركة الإدارة العامة لحماية النيل والبيئة وشرطة المسطحات والملاحة النهرية وحي جنوب لاتخاذ الإجراءات الفورية وإيقاف حالة التعدي. وأشار المحافظ إلي أنه يجري التنسيق لإزالة التعديات الواقعة علي حرم نهر النيل وتطبيق القانون علي الجميع بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية. رابط دائم :