يعاني النادي الإسماعيلي التدني في موارده المالية التي تتيح له امتلاك نجوم سوبر لأطول فترة ممكنة.. لكن الأخطر من ذلك معاناته من غياب الحماية القانونية من مسئولي الكرة المصرية. ولا شك في أن الإسماعيلي يواجه ظاهرة الموت البطيء منذ أن توج بطلا للدوري الممتاز موسم(2002/2001) بجيل فذ من اللاعبين منهم من لايزال يقدم العطاء الضخم في الملاعب لكن في أندية أخري. الإسماعيلي منذ ذلك التاريخ ضحية أطماع الأخرين في لاعبيه.. ولم يعد قادرا منذ تتويجه علي احراز لقب واحد وصعب عليه الاحتفاظ بنجم يلمع في صفوفه.. أو التصدي لملاحقة الآخرين للاعبيه وخطفهم ومازال أسيرا للمسلسل الدائرة فصوله سنويا الآن. هو نزيف متواصل من فقدان اللاعبين تحت مسمي الاحتراف في وجود سوء إدارة بالمنظومة الكروية. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا لا يحصل الإسماعيلي علي الحماية المشروعة بعد أن تحول الي معمل لتفريخ اللاعبين لأندية أخري. ولماذا لم ينل المساندة المالية التي تتيح له الصمود أمام اغراءات الكبار في الأهلي والزمالك؟. ولماذا يضطر النادي للتفريط في حقوقه مجبرا تحت مسمي زمن الاحتراف. الإسماعيلي في الوقت الحالي مهدد بفقدان نجم كبير يرتبط معه بعقد ساري المفعول لموسم قادم هو حسني عبدربه المعار الي أهلي دبي الإماراتي. الإسماعيلي لم يجد حماية من المسئولين عندما اعترف اللاعب في تصريحات تليفزيونية بتلقيه عرضين للانتقال الي أي من الأهلي والزمالك في الموسم المقبل. ولم يحقق اتحاد الكرة مع اللاعب في واقعة التفاوض معه رغم عدم دخوله الفترة القانونية.. ولم يحاول معاقبة من خالف اللوائح الصادرة من الاتحاد الدولي فيفا بالتفاوض مع لاعب عقده ساري المفعول.. وجري ذلك في الوقت الذي تخشي فيه إدارة الإسماعيلي من عودته رغم قيمته الهائلة فنيا وبدنيا في ظل نص عقده علي حصوله علي5 ملايين جنيه سنويا.. وهو رقم لا تملكه خزينة النادي في ذات الوقت.. بل وبات الأمل في حصول اللاعب علي عقد احتراف أوروبي مغر ماليا يرفع الحرج عن إدارة النادي. وعصام الحضري يعد نموذجا خالصا لهذه الظاهرة والبطل الذي فجر الملف بظهوره إعلاميا يعتذر لجماهير الأهلي ويطالب حسن حمدي رئيس النادي بإعادته مرة أخري الي الفريق. ما قاله الحضري جريمة في حق ناديه الحالي الإسماعيلي بكل المقاييس.. فهو يرتبط بعقد رسمي مع الإسماعيلي بدأ في الموسم الحالي يجني من خلاله الحارس مكاسب بالجملة. وبداية المكاسب كانت حصوله علي أعلي مقابل مالي بين حراس المرمي في مصر وتقدير من جانب إدارة الإسماعيلي لوضعه كأفضل حارس مرمي في مصر وإفريقيا وهو عقد ينال من خلاله الحضري نحو مليوني جنيه سنويا بخلاف نصيب آخر من الإعلانات التي أكد نصر أبوالحسن رئيس النادي أحقية حارسه في الحصول عليها من خزينة الإسماعيلي ما لم يتم توفير إعلانات له قبل نهاية الموسم. وعلي الصعيد الفني أنقذ الإسماعيلي بتعاقده مع الحضري الأخير من البطالة ولا أحد ينسي أنه قبل بداية الموسم رفض الأهلي اعتذار للحارس المخضرم بعد تألقه في كأس العالم للقارات في جنوب إفريقيا طلب خلاله الحضري العودة.. ولا أحد ينسي تصريح حازم إمام بعد انتخابه عضوا بمجلس إدارة نادي الزمالك في مايو2009 عندما ترددت انباء حول رغبة ممدوح عباس رئيس النادي في التعاقد مع عصام الحضري كأحدي الصفقات السوبر المنتظرة لتدعيم صفوف الفريق الأبيض.. تناسي الحضري أن النادي الوحيد الذي استقبله بعد قراره إنهاء مشواره الاحترافي في سويسرا لخلافات له مع رئيس نادي سيون كان الإسماعيلي.. وتناسي أنه في قلعة الدراويش وجد الدعم الكامل من جانب الأجهزة الفنية الذين نصبوه حارسا أساسيا للفريق قبل أن يبدأ أول تدريب رسمي له في الإسماعيلي وتوفير الاجواء اللازمة له للتألق من أجل تجهيز نفسه لحراسة مرمي المنتخب الوطني. ومع ذلك تمرد ورفض المشاركة إلا بعد تسلم مستحقاته الخاصة بالإعلانات وتكرر عصيان عصام الحضري في مناسبات مختلفة ثبت خلالها عدم امتلاكه الحجة مثل تمرده بسبب الرغبة في الاحتراف بنادي بالميراس البرازيلي ومعايشة الوسط الكروي وهم انتقاله للاحتراف في الدوري البرازيلي. وعاش النادي أجواء عصيبة وفي أول مواسمه مع الحارس الأغلي في مصر والوطن العربي دون أن يجد مساندة علي الاطلاق من اتحاد الكرة لإيقاف مهزلة تتلاعب بمشاعر جماهير الإسماعيلي. وفي ذات توقيت انضمام عصام الحضري فقد الإسماعيلي جهود لاعب من ركائزه الأساسية هو شريف عبدالفضيل قلب الدفاع وصاحب الصراع الشرس بين الأهلي والزمالك لشرائه في فترة الانتقالات الصيفية. الصفقة تمت بصورة علنية ظهر فيها مجلس إدارة الإسماعيلي راضيا بسبب انتقال شريف عبدالفضيل الي الأهلي مقابل7,5 مليون جنيه بالاضافة الي استقدام الإسماعيلي لاعبا أهلاويا هو أحمد صديق لعلاج النقص العددي لديه في الجانب الأيمن وتمت الصفقة في اليوم التالي لتعثر مفاوضات عبدالفضيل مع الزمالك حول بنود عقده بعد أن كانت الأولوية في شراء اللاعب من نصيب الزمالك. وقبل أن يرحل عنه عبدالفضيل رحل هدافه الأول محمد فضل في المواسم الثلاثة الماضية عائدا الي الأهلي ناديه الأسبق بعد أن رفض تجديد تعاقده مع الفريق. ولمحمد فضل قصة مثيرة بعد أن كانت مفاوضات تجديد تعاقده في الموسم الماضي مثار جدل.. حيث وصل العرض المالي المعروض من جانب إدارة الإسماعيلي لإقناع فضل بالتجديد إلي1,5 مليون جنيه في الموسم الواحد لكن رفض المهاجم التجديد وعاد للأهلي بعقد مالي أقل مما عرض عليه في الإسماعيلي. محمد فضل نموذج حي للظاهرة.. لأنه انضم للإسماعيلي في صيف عام2006 قادما من المصري البورسعيدي.. وبعد أن تخلي عنه الأهلي في يناير2004 للاتحاد السكندري ولم يحصل علي الشهرة والنجومية رغم تألقه في الاتحاد والمصري وبات اسما كبيرا في الإسماعيلي ل3 مواسم كاملة لكنه تناسي ما منحه له الدراويش وأختار العودة الي الأهلي حيث مقاعد البدلاء لعماد متعب. وفي الموسم الماضي أعاد الإسماعيلي الي الملاعب اسما آخر كبيرا في الكرة المصرية بعد أن رفضه الأهلي وكذلك الزمالك بسبب الأزمات الضخمة التي فجرها مع المسئولين هناك خلال ارتدائه قميص الأهلي ثم الزمالك في الفترة بين عامي1997 و2007. وصاحب هذه السطور هو إبراهيم سعيد المدافع الأشهر في الكرة المصرية الذي ذهب اليه المسئولون وفي مقدمتهم علي أبوجريشة عضو اللجنة الفنية لاستقدامه ليكون عوضا عن رحيل هاني سعيد الي الزمالك. إبراهيم سعيد مع الإسماعيلي تألق بصورة لافتة للانظار في الدور الأول واستعاد الكثير من اسمه. إبراهيم سعيد قبل انتقاله الي قلعة الدراويش خاض تجربة احتراف مع انقرة جودجو التركي حافلة بالأزمات وغاب عن الملاعب.. ولم يستمر عطاء اللاعب لأكثر من4 أشهر في الإسماعيلي. ويظهر في الصورة نموذج آخر هو هاني سعيد مدافع الزمالك حاليا.. وبطل أشهر أزمات انتقال لاعب في مصر وجرت أحداثها في صيف عام2008 وبعد موسمين فقط من انتقاله الي الإسماعيلي. هاني سعيد قبل انضمامه الي الدراويش في صيف عام2006 لعب موسما واحدا مع المصري البورسعيدي2006/2005 لم يكن له خلاله نجاح.. ولم يجذب الأنظار اليه.. بل لم تلق فكرة ضمه الي الأهلي والزمالك اللذين كانا يبحثا عن ليبرو قبولا في ذلك التاريخ. وعند انتقاله الي الإسماعيلي كان هاني سعيد مستبعدا من المنتخب الوطني منذ مشاركته غير الناجحة في كأس الأمم الإفريقية بتونس مطلع عام2004. وبعد تألقه في كأس الأمم الإفريقية بغانا عام2008 عاد اللاعب الي الإسماعيلي بروح مختلفة وهي الرغبة في الرحيل بأي ثمن.. ورفض تمديد تعاقده الذي كان ينتهي بنهاية موسم2009/2008 وتفاوض مع الزمالك ثم الأهلي.. وتوالت أزماته الداخلية سعيا وراء الرحيل ووضعه شروطا مالية ضخمة للتجديد ليضطر الإسماعيلي للاستغناء عنه الي الزمالك في صيف عام2008 مقابل7,5 مليون جنيه وهو رقم كبير كان السبب الأول في الوصول اليه دخول الأهلي في سباق شرس لضم اللاعب مع الزمالك. في نفس الوقت أجبر الإسماعيلي علي التنازل عن لاعبه سيد معوض الظهير الايسر الدولي لطرابزون سبورت التركي مقابل1,1 مليون دولار. رحل سيد معوض الي الأهلي بإرادته بداعي رغبته في الحصول علي الألقاب والبطولات.. رحل الي النادي الذي رفض التعاقد معه عندما كان لاعبا صغيرا وهو في العشرين من عمره بناء علي توصية فنية من الألماني راينر تسوبيل المدير الفني للأهلي عام1999 والتقطه طه إسماعيل المدير الفني للإسماعيلي وقتها وضمه الي صفوف الدراويش ليتحول الي نجم كبير هناك سيد معوض كان هو آخر لاعبي الجيل الذهبي الذي حقق مع الإسماعيلي لقبي الدوري الممتاز موسم2002/2001 وكأس مصر موسم2000/1999 رحيلا عن الفريق. قبله رحلت مجموعة الرموز تباعا الي الأهلي والزمالك وضمت محمد بركات وعماد النحاس الي الأهلي عبر احتراف خليجي في صيف عام2004.. وانضم اليهما في ذلك التوقيت إسلام الشاطر الظهير الأيمن قادما من الزمالك مباشرة عبر شرط جزائي. الإسماعيلي تنازل عن إسلام الشاطر للزمالك في يناير2004 مجبرا بعد أن رفض اللاعب تجديد تعاقده وهو نفس السيناريو الذي تكرر في حالة عماد النحاس الذي رحل في ذلك التاريخ الي النصر السعودي ليعودا معا للعب في الأهلي. وكان الأهلي أكبر المستفيدين من جيل2002 الذهبي وضم الي صفوفه فيما بعد محمد عبدالله لموسم ونصف الموسم بدأ في صيف عام2005.. ثم أحمد فتحي بعد احترافه المتعثر في شيفيلد يونايتد الانجليزي بين يناير الي سبتمبر العام2007.. وكان أحمد فتحي هو أصغر لاعبي الجيل الذهبي في الإسماعيلي ولم يكن يزيد عمره علي18 عاما عند احراز اللقب. وحاول الزمالك كمنافس قوي التعاقد مع نجوم الدراويش امثال أحمد فتحي وسيد معوض.. وفاز بهاني سعيد وحده في صيف عام2008. وبحسبة بسيطة نجد أن الإسماعيلي فقد كل من تألق بصفوفه في الأعوام الثمانية ولم يحتفظ سوي بعدد محدود للغاية ولا يزيد الآن علي3 لاعبين هم محمد حمص وعبدالله السعيد وعمر جمال فيما تخطي عدد النجوم الذين رحلوا عن صفوفه في نفس الفترة حاجز ال15 لاعبا وفي الطريق اليهم عصام الحضري وحسني عبدربه.