قبل عشر سنوات بالتمام والكمال شد حسن شحاتة ومعه مجموعة من اللاعبين المغمورين الرحال إلي بوركينا فاسو لخوض بطولة الأمم الإفريقية للشباب وكانت بطاقات رحلة العودة لأرض الوطن محجوزة مسبقا بعد انتهاء فعاليات الدور الأول للبطولة باعتبار أن هذا المنتخب الذي لم يحظ بأي نوع من الاهتمام والدعم من المستحيل أن يتجاوز الدور الأول وكانت كل الأنظار وقتها منصبة علي المنتخب الوطني الأوليمبي الذي كان يقوده آنذاك شوقي غريب.. ومن مباراة لأخري تواصلت انتصارات شباب مصر الذين لم يكتفوا بإنجاز الصعود للمونديال وأحرزوا اللقب القاري عن جدارة واستحقاق وبعدها لمع هذا الجيل الذي كان يضم عماد متعب وأحمد فتحي وحسني عبد ربه والراحل محمد عبد الوهاب وعمرو زكي وغيرهم من النجوم الذين كتبوا المجد للكرة المصرية. دارت الأيام ومضت السنوات سريعا وشد ربيع ياسين الرحال إلي الجزائر يحمل حلم الفوز ببطاقة التأهل لمونديال تركيا وكل التوقعات كانت تصب في خانة العودة السريعة من الجزائر لأن الإعداد والاهتمام بهذا المنتخب لم يكن علي قدر الحدث وقوة المنتخبات المشاركة فيه وضرب ربيع وهذا الجيل الرائع من شباب اللاعبين الصاعدين الواعدين بكل التوقعات عرض الحائط وقدموا مباريات رائعة حققوا فيها الفوز عن جدارة واستحقاق علي غانا المرشح الأول للقب و الجزائر صاحب الأرض والجمهور وبنين واستحقوا الفوز بأول بطاقة لمونديال تركيا وتجاوزت الأحلام حدود المونديال وأصبح الهدف الآن اللقب القاري. وفي كثير من الإنجازات التي تحققت في الرياضة المصرية عامة وكرة القدم خاصة كانت التوقعات والترشيحات تصب في خانة الفشل وهو ما يؤكد أننا نتعامل مع الأحداث بمنظور بعيد كل البعد عن العلم والتخطيط كما هو الحال في أوروبا والدول المتقدمة التي نادرا ما تكون النتائج عكس التوقعات لأن كل شيء محسوب بالورقة والقلم.. فمثلا في أمم إفريقيا1998 التي كان يقود منتخبنا وقتها الراحل محمود الجوهري كانت المؤشرات والتوقعات تضع منتخبنا في ذيل قائمة الفرق المرشحة وعدنا بالكأس ونفس الأمر حدث مع حسن شحاتة في البطولات الثلاث التي أحرز لقبها2006 و2008 و2010 وعندما راهن الخبراء علي المنتخب للفوز ببطاقة مونديال جنوب إفريقيا حدث السقوط الصادم. الخلاصة هي أننا دولة تفتقر للعلم والتخطيط في كل مناحي الحياة ونترك أغلب أمورنا للصدفة والحظ وفي النهاية تطل رءوس المسئولين في الصورة الحلوة وقت تحقيق الإنجاز وكأنهم هم الذين خططوا واجتهدوا وسهروا الليالي. رابط دائم :