الارتجاف الأذيني هو أحد أمراض كهرباء القلب.. و يحدث نتيجة خلل في انتشار الإشارات الكهربية في الأذين فيفقد الأذين النظم الطبيعي للانقباض ودفع الدم إلي البطين و المسئول عن حوالي25% من حجم الدم المتدفق من القلب لأجهزة الجسم المختلفة.. فيتحول الأذين إلي عضو مرتجف بدلا من عضو منقبض مما يؤدي إلي حالة من الركود الدموي داخله.. هذا الركود الدموي يؤدي إلي ترسبات للصفائح الدموية ينتج عنه تكوين جلطة. هذه الجلطة قد تتحرك من الأذين إلي البطين ثم إلي أي عضو من أعضاء الجسم أكثرها تعرضا هو المخ فتحدث السكتة الدماغية التي قد ينتج عنها شلل نصفي أو فقدان للبصر أو الكلام. و ينتشر الارتجاف الأذيني في0.4% من عامة الناس و4% ممن يزيد عمرهم عن الخمس و الستين.. و هو مسئول عن15% من إجمالي الإصابات بالسكتة الدماغية..23% من هؤلاء تحدث لديهم الوفاة و43% يصابون بالإعاقة المزمنة, و تزداد نسبة حدوث المرض مع تقدم السن..و تحدث الوفاة في مرضي الارتجاف الأذيني ليس فقط بسبب السكتات الدماغية و لكن أيضا بسبب هبوط عضلة القلب الناتج عن المرض نفسه و الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي قد يتعاطاها المريض دون متابعة مع الأطباء المتخصصين. ويشعر مريض الارتجاف الأذيني بسرعة وعدم انتظام في ضربات القلب تأتي في البداية علي هيئة نوبات ثم يزداد عدد النوبات مع مرور الوقت إلي أن يصبح المرض مزمنا ويصعب عندئذ علاجه. و قد يتسبب في شعور بالإعياء والإرهاق و نوبات من فقدان الوعي المتكرر. و من أهم أسباب الارتجاف الأذيني ارتفاع ضغط الدم و أمراض الصمامات الروماتيزمية( خاصة الصمام الميترالي) وقصور الشرايين التاجية وأمراض عضلة القلب و أمراض الغدة الدرقية.. علاوة علي أمراض الصدر والتدخين.. و تعاطي مشروبات الطاقة والكحوليات( لذا يسمونه في بلاد الغرب امرض عطلة نهاية الأسبوعب). و يرتكز علاج الارتجاف الأذيني علي عدة محاور: أولا إعادة نظم الأذين إلي حالته الطبيعية سواء بواسطة الصدمة الكهربائية أو العقاقير المنظمة لكهرباء القلب مع علاج الأمراض المؤدية للارتجاف الأذيني.. فإذا لم تنفع هذه الوسائل فيتم إجراء الكي عن طريق القسطرة القلبية و التي تصل نسبة نجاحها إلي80% في المراحل المبكرة للمرض.. ثانيا التقليل من سرعة ضربات القلب عند حدوث النوبات بواسطة الأدوية.. ثالثا و هو الأهم منع حدوث الجلطات و السكتات الدماغية عن طريق زيادة سيولة الدم بواسطة الأدوية. ويتحتم علي مريض الارتجاف الأذيني المتابعة المستمرة مع المتخصصين في هذا المجال للسيطرة علي المرض و منع مضاعفاته.