أكد الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية ورئيس لجنة السياسات النقدية والمالية أهمية اعداد وتنفيذ جيل ثان من السياسات المالية المشتركة تتضافر من ناحية لدعم الانسحاب. التدريجي لحزم الانفاق العام الاستثنائية التي نفذتها دول العالم في مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية, وتقوم من ناحية أخري بخدمة أهداف النمو الاقتصادي العالمي وايجاد فرص عمل, وأن العديد من دول العالم تواجه تحديات مالية كبيرة نظرا لتضخم عجز الموازنة وارتفاع معدلات الدين العام مما سوف يحد من نطاق تنفيذ السياسات المالية الموجهة لدعم النمو الاقتصادي. ويحتاج تنفيذ السياسات المالية المحفزة للنمو إلي موارد مالية ضخمة, وإلي وضع الأطر الرقابية المتبادلة بين الدول. جاء ذلك خلال الاجتماع المشترك للجنة السياسات المالية لصندوق النقد ومجموعة العشرين, برئاسة مشتركة بين د.بطرس غالي رئيس اللجنة والسيد يونج يوون وزير مالية كوريا ورئيس مجموعة العشرين وذلك في تقليد جديد لضمان عدم ازدواج وتنسيق جهود اصلاح السياسات المالية العالمية بين المجموعتين الأمر الذي من شأنه زيادة فاعلية الاجتماعات وكفاءتها. وقال د.غالي ان كثيرا من الدول يقع عليها عبء اصلاح القطاع المالي بها لتوفير السيولة والائتمان الكافي لتمويل استثمارات القطاع الخاص من أجل رفع معدلات النمو طويل الأجل وايجاد فرص العمل الكافيين والمستديمة. وسوف يحتاج عدد كبير من الدول إلي التمويل الميسر من أجل تنفيذ السياسات المالية اللازمة لتحفيز النمو في إطار من السياسات الكلية المستديمة. من ناحية أخري بدأت الاجتماعات نصف السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين والتي يشارك فيها د.غالي حيث ستركز الاجتماعات علي عدة موضوعات شائكة مازالت محل خلاف بين أعضاء صندوق النقد وهي حوكمة الصندوق, وإعادة توزيع نصيب الدول المتقدمة من حصص الأصوات لصالح الدول النامية الأمر الذي يمكنها من لعب دور أكبر في السياسات المالية العالمية, واختيار رئيس الصندوق, وتخفيض المقاعد الأوروبية في لجنة السياسات النقدية والمالية.ومن جانبه أكد روبرت زوليك, رئيس مجموعة البنك الدولي أن اجتماعات الربيع هذا العام تمثل نقطة تحول بالنسبة للبنك الدولي, ولقد قدمنا ارتباطات بلغت حتي الآن105 مليارات دولار منذ يوليو عام2008 عندما بدأت الأزمة تكشر عن انيابها. وحطمنا بذلك جميع الأرقام القياسية, وأثبتت الأزمة أيضا ان الافتراضات القديمة لم تعد تتناسب مع الواقع, فإذا كان عام1989 قد شهد نهاية العالم الثاني بانهيار الشيوعية, فان عام2009 هو الذي رأي مشهد النهاية لما كان يعرف بالعالم الثالث. وأشار خلال المؤتمر الصحفي الخاص باجتماعات الربيع لكل من صندوق النقد والبنك الدوليين إلي أننا نعيش الآن في اقتصاد عالمي جديد متعدد الأقطاب وماض في التطور بوتيرة سريعة. فالصفائح التكتونية الاقتصادية والسياسية مستمرة في التحرك, ويمكننا أن نتحرك معها, أو بإمكاننا الاستمرار في رؤية عالم جديد من منظور العالم القديم. وعلينا أن نعلم أن البلدان النامية هي الآن مصادر رئيسية للطلب المحقق لهذا التعافي والانتعاش, وفي مقدورها أن تصبح بمرور الوقت من الأقطاب المتعددة للنمو الاقتصادي. يجب علينا إدراك هذه الوقائع والحقائق الجديدة, ويتعين علينا التصرف والعمل بمقتضاها, ان عوامل الجغرافيا السياسية من المنظور المعتاد لم تعد تجدي نفعا, ولم يعد ممكنا أن تستمر المؤسسات الدولية في إنجاز أعمالها بالطرق المعتادة, لقد آن الأوان ان يتغير البنك الدولي, ولهذا السبب سوف تقوم البلدان المساهمة الأعضاء البالغ عددها186 بلدا ببحث أربع قضايا رئيسية في تلك الاجتماعات.