حالة من الرعب والهلع انتابت مزارعي أسيوط عقب انتشار حشرة سوسة النخيل الحمراء التي تهاجم النخيل وتقضي عليه حيث استغاث المزارعون بمسئولي الزراعة والدكتور يحيي كشك محافظ أسيوط لوقف الخسائر المادية التي يتعرضون لها من جراء اقتلاع النخيل المثمرة ودفنها في أعماق الأرض. يقول أحمد محمود( مزارع) أننا فوجئنا منذ شهر يناير الماضي بظهور حالات إصابة بسوسة النخيل الحمراء في النخيل المحيط بالأرض الزراعية وما هي إلا أيام معدودة حتي فوجئنا بسرعة انتقال المرض من نخلة إلي أخري وعند استفسارنا أكد لنا البعض أنه مرض خطير وليس له علاج سوي اقتلاع النخيل ودفنها في أعماق الأرض. ويضيف جابر عبد الله( مزارع) أننا نستغيث بالمسئولين بسرعة التدخل لوقف انتشار مرض سوسة النخيل الذي بدأ ينهش في قلب النخيل ولا يتركها إلا بعد أن يدمرها من الداخل وهو ما يضر بمصالحنا من حيث قطع تلك النخيل ودفنها. وفي تعقيب للدكتور يحيي كشك محافظ أسيوط أكد أن المحافظة أطلقت حملة إزالة فورية للنخيل المصاب بسوسة النخيل الحمراء ونقلها إلي المدافن الآمنة بعد إتباع الإجراءات اللازمة فضلا عن الرش الوقائي للأشجار السليمة بمناطق الإصابة وذلك بالمعدات الموصي بها, وانه عقد اجتماعا بحضور جمال آدم السكرتير العام للمحافظة و المهندس أحمد رفعت وكيل وزارة الزراعة والمهندس عاطف فؤاد مدير المكافحة البستانية ومديري ومسئولي الزر اعة بالمديرية والمراكز ورؤساء مراكز الفتح وابنوب والبداري وساحل سليم وهي المراكز التي ظهر بها المرض وطالبت بوضع برنامج فوري محدد التوقيت للتعامل مع المرض وتوفير كافة المبالغ اللازمة لذلك خاصة وأن مواجهة هذا المرض تحتاج لتكاليف كبيرة إلا أنه بالغ الخطورة وسريع الانتشار. وأوضح المهندس أحمد رفعت وكيل وزارة الزراعة أنه تم تحديد خطة العمل المقترحة وتكاليفها المالية وآلية التنفيذ الدقيقة للقضاء النهائي علي المرض موضحا أنه تم تشكيل لجان متخصصة من مديرية الزراعة والإدارات الزراعية بالمراكز المعنية يكون اختصاصها تحديد بؤر الإصابة وحصر النخيل المصاب ومناطق الإصابة فضلا عن الرش الوقائي للأشجار السليمة بمناطق الأصابة بالمعدات الموصي بها وفي ذات الوقت إجراء ندوات إرشادية للمزارعين لشرح خطورة الحشرة علي أشجار النخيل. وقال المهندس عاطف فؤاد مدير المكافحة البستانية إن أعراض وصور الإصابة بسوسة النخيل الحمراء وطرق الوقاية والعلاج متعددة وتم تدريب العاملين عليها وكيفية التنفيذ علي أرض الطبيعة حيث يصنف النخيل إلي صنفين نخيل له قيمة اقتصادية وله أصحاب وهذا تم حصره من خلال الإدارات الزراعية ويقدر بنحو606 آلاف و400نخلة وتم تحديد عدد الإصابات الموجودة وتقدر بنحو544 نخلة عولج منها49 نخلة نظرا لأن إصاباتها خفيفة وتم قلع60 إصابة بالغة ولا يمكن علاجها أما الصنف الثاني وهو النخيل الموجود علي الترع والمصارف والتي ليس لها أصحاب ولا قيمة اقتصادية وهي كثيرة ولم يتم حصرها بالرغم من أنها بها إصابات ونلجأ لاقتلاعها ودفنها. وبين فؤاد أن حشرة النخيل خطيرة جدا وتتنقل من نخلة لنخلة وأنها تضع نحو250 بيضة في دورة حياتها وان الصعوبة في المرض أنه مرض داخلي ولا يمكن معرفته إلا بعد ظهور أعراضه علي النخل ويكون ذلك بعد تدمير جزء كبير من النخلة. وعن معوقات وسائل المكافحة أوضح فؤاد ارتفاع طول النخلة والذي قد يصل إلي15 مترا وفور اكتشاف المرض يتم رش النخيل المحيط بالمصابة وأخطر ما يواجه النخيل في أسيوط هو إصابته في القمة النامية للنخلة والتي تعتبر بمثابة مخ الإنسان. وقال المهندس أحمد رفعت إن مرض سوسة النخيل ظهر في أسيوط للمرة الأولي عام2004 وتمت مكافحته حينها, ثم عاود الظهور عام2008 وتم القضاء عليه بنجاح أيضا, حتي ظهر أخيرا في نهاية شهر يناير الماضي في بعض مراكز المحافظة ذات الكثافة العالية في النخيل, وهو ما يتطلب سرعة عمل اللجان القائمة بالكشف عن المرض وقطع الأشجار المصابة ودفنها علي عمق كبير مع وضع بعض المواد اللازمة كالبنزين والسولار لمنع خروج وباء المرض وان خطة المكافحة التي أعدتها مديرية أسيوط في حال نجاحها تعد نموذجا يحتذي ويمكن تعميمه علي الجمهورية. ومن جانبه قرر محافظ أسيوط عدم دخول أي شتلات نخيل للمحافظة إلا بعد مرورها علي الزراعة لفحصها.