نجحت الأجهزة الأمنية بمحافظة القليوبية, في حل لغز مقتل مدير عام سابق بوزارة التربية والتعليم وزوجته داخل شقتهما بمدينة بنها.. فقد اتضح أن خادمتهما السابقة نفذت الجريمة بمساعدة أحد أصدقائها بقصد الانتقام لتسببهما في حبسها شهرين بعد اتهامهما لها في واقعة سرقة.. تم ضبط الخادمة وصديقها وإعادة المصوغات والأموال التي استوليا عليها بعد تخلصهما من المجني عليهما. وبإخطار اللواء محمد الفخراني مدير الأمن أصدر تعليماته بتحرير محضر بأقوالهما وإحالتهما إلي النيابة لمباشرة التحقيقات معهما. كان اللواء محمود يسري مدير مباحث القليوبية قد تلقي بلاغا يوم الثلاثاء الماضي بمقتل وهيب صادق زكي(80 سنة) مدير عام بالتربية والتعليم علي المعاش وزوجته رجاء سيدروس(75 سنة) وبمناظرة الجثتين بمعرفة الطب الشرعي تبين إصابتهما بطعنات غائرة بالرقبة والصدر.. وقد تأكد رجال المباحث من أن الجريمة جري ارتكابها بدافع الانتقام لسببين أساسيين: أولهما كم الطعنات الهائل بجسدي القتيلين والذي بلغ نحو عشر طعنات رغم تقدم الزوجين في السن, وبالتالي كانت طعنة واحدة تكفي لإزهاق روح كل منهما. ثانيا: العثور علي الزوجين مقيدين من اليدين والساقين, مع وجود شريط لاصق علي فميهما.. صحيح أنه تم العثور علي بعثرة لمحتويات الشقة, مع اختفاء بعض الأموال والمشغولات الذهبية, لكن هذا لم يؤثر علي التصورات والترجيحات المبدئية لمدير المباحث. وللتحقق من صحة الفرضية المذكورة وكشف مرتكبي الجريمة, قاد العميد د. أشرف عبد القادر رئيس مباحث القليوبية فريق بحث علي أعلي مستوي شارك فيه العقيد أسامة عايش والمقدمان عماد حمدي وعبد الحفيظ الخولي والنقيب أمير الكومي وبفحص علاقات الزوجين القتيلين بالأقارب والجيران والأصدقاء والمعارف.. تجمعت بعض الخيوط التي ساعدت علي حل لغز الجريمة وكشف النقاب عن جميع تفاصيلها. فقد أشارت التحريات التي أجراها فريق البحث إلي أن خادمة تدعي صفاء أيوب بشارة ميخائيل(35 سنة) كانت تعمل لدي المجني عليهما منذ نحو عام وقد قام بطردها لاكتشافهما سرقتها خاتما ذهبيا من الشقة, وعقب ذلك أحيلت للمحاكمة وصدر ضدها حكم نهائي بالحبس لمدة شهرين. تفجر بركان الغضب في صدر صفاء فبيتت النية وعقدت العزم علي الانتقام من مخدوميها.. بمجرد الإفراج عنها عقب تمضيتها مدة العقوبة. اتفقت مع صديق لها يدعي( أيمن زكريا)32 سنة عاطل علي شفاء غليلها وتحقيق رغبتها العدوانية في الانتقام. رصد ضباط المباحث تحركات صفاء وصديقها وفي الموعد المناسب ألقوا القبض عليهما.. وبمواجهتهما وتضييق الخناق عليهما, أقرا بمسئوليتهما عن الجريمة حيث قالت صفاء إنها احست بمدي جبروت مخدوميها عندما زجا بها في السجن وتسببا في انهيار حياتها من أجل خاتم لذلك أصرت علي محوهما من الوجود, ولانجاز غرضها, رتبت كل شيء بعناية مع صديقها أيمن وفي نحو الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء الماضي توجها إلي شقة الزوجين.. قامت هي بطرق الباب, وعندما فتحت لها الزوجة رجاء دفعتها بكل قوتها وخلفها أيمن لتسقط بأرض الصالة.. تولي أيمن كتم انفاسها وتسديد طعنات إلي صدرها.. ثم اتجه إلي الحمام ومعه صديقته ليقتادا الزوج وهيب إلي جوار زوجته. أسرع المتهمان بتقييدهما بالحبال ووضعا شريطا لاصقا علي فم كل منهما, ثم ذبحاهما من الرقبة بوابل من الطعنات من مطواة وسكين.. وحينما ايقنا بمقتلهما استوليا علي مبلغ مالي وبعض المشغولات الذهبية وفرا هاربين.