استغلت محافظة أسوان الفرصة لتهذيب الصخور المتاخمة لمساكن قري مركز أسوان والتي تعرضت في يناير الماضي للسيول وعملت بمبدأ الوقاية خير من العلاج حيث قامت ولأول مرة بتنفيذ مشروع ضخم يدخل بهذه المساكن إلي حيز الأمان خاصة وأن طبيعة التربة الطفلية لصخور الحجر الرملي من الممكن أن تعرض هذه المناطق إلي خطورة شديدة. والحقيقة أن المحافظة قد فكرت في إزالة هذه الصخور في يوليو من العام الماضي بعدما قررت اللجنة المشكلة برئاسة الدكتور كمال محمد حافظ ضرورة إزالة الكتل المفتته كما أوصي أساتذة كلية الهندسة وقسم الجيولوجيا بكلية العلوم بأسوان بتحديد حرم آمن لايقل عن50 مترا يحظر خلاله إقامة أية أعمال بناء. وأكد محافظ أسوان أن حماية أرواح وممتلكات المواطنين لها الأولوية الأولي في اهتمامات المحافظة ولذلك كانت المبادرة بإخلاء المنازل الواقعه أسفل الصخور الجبلية في4 قطاعات هي نجوع الخلاصاب والشديدة والعجبات والنجع الجديد بطول5 كم بتكلفة1,5 مليون جنيه وأوضح أن هذا المشروع قد تم الإعداد له بعد حادث الدويقة الأليم وقبل وقوع أزمة السيول الأخيرة حيث تم إخلاء250 منزلا تقيم فيها327 أسرة كما تم صرف1200 جنيه لكل أسرة كمقابل نقدي لإيجار4 أشهر حرصا من المحافظة علي توفير المعيشة المناسبة لهذه الأسر التي تم أخذ تعهدات كتابية منها بعدم الاقتراب من منازلها أثناء التنفيذ حرصا علي حياتهم وأشاد المحافظ بالمشاركة المجتمعية من القيادات الشعبية والطبيعية التي ساهمت في تنفيذ نحو80% من المشروع في وقت قياسي. وقال الدكتور سيد عبده أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم بأسوان ورئيس اللجنة المعملية المشتركة ما بين الكلية وكلية الهندسة بأن120 فنيا متخصصا قد أشرفوا علي تكسير وتفتيت الصخورالشديدة الخطورة والتي تقع علي المنحدرات الجبلية اعلي المساكن حيث تم إنجاز20 الف م2 من هذه الصخور من إجمالي25 ألف م2 مستهدف تفتيتها من خلال وسائل علمية متقدمة وحديثة. وإلي هناك أنتقلت الأرض الطيبة لرصد ما يحدث علي الطبيعة من ملحمة حقيقية للتعامل مع طبيعة قاسية من حيث الصخور الجرانيتية والحجر الرملي وحرارة طقس مرتفعة ورصدت أيضا فرحة الأهالي بهذا المشروع الكبير الذي اعتبروه دليلا قاطعا علي اهتمام المحافظة بهم بعد أن ظلوا فترات طويلة في طي النسيان.. وقال عبد الله خميس عضو المجلس المحلي للمحافظة وأحد ابناء المركز إن التفكير في هذا الموضوع قد بدأ بعد وقوع حادث الدويقة مباشرة وقبل أن تجتاح السيول قري المركز حماية لأرواح المواطنين وممتلكاتهم وأشار ضياء خيري من ابناء المركز إلي أن ما حدث إنجاز كبير توخت فيه المحافظة بقيادة اللواء مصطفي السيد محافظ الإقليم كل الحذر تجنبا لوقوع كارثة مستقبلية خاصة وأن الشواهد كانت تشير إلي إمكانية تأثر هذه الكتل الصخرية الضخمة بالسيول وتهديدها للمواطنين خاصة وأنه سبق انهيار كتلة صخرية كبيرة في النجع الجديد وتدخل القدر ولم تحدث خسائر بشرية. وأعربت فادية حسين أحمد ربة منزل بالنجع الجديد عن عميق تقديرها لجهود الدولة ومحافظة أسوان لحماية الأرواح والتحرك قبل وقوع الكارثة وقالت أنها الآن قد أصبحت مطمئنة علي أسرتها التي كانت مهددة بالموت في أي لحظة وحول اختيار هذه المواقع الخطرة لبناء المساكن رغم أنها تهدد حياة المواطنين قالت أين نذهب ونحن نرتبط بأرض زراعية وقد عشنا سنوات طويلة نبحث عن سكن مناسب ولم نجد. وقال أسامة محمد أحمد محام بنجع العجبات أنه ولأول مرة تتحرك الحكومة من منطلق سياسة الفعل وليس رد الفعل بعد أن تعودنا علي ذلك من قبل وأضاف قائلا لم نتردد لحظة واحدة في إخلاء المساكن فور الإعلان عن هذا المشروع الهام والذي لم يحدث منذ ظهور قري مركز أسوان عبر سنوات طويلة. وأشاد محروس محمد أحمد إلي أن هذه الصخور كانت بمثابة كابوس مخيف للأسر والأطفال وكبار السن وجاء تدخل المحافظة في الوقت المناسب قبل أن تقع كارثة يذهب خلالها ضحايا كثيرون ولذلك فإننا الآن نشعر بالأمان علي حياتنا وحياة أسرنا بعد أن كانت مهددة.