تعتبر قرية بدهل بمركز سمسطا جنوب محافظة بني سويف والتي تعد أكبر قرية علي مستوي الجمهورية في زراعة النباتات الطبية والعطرية ويعتمد أكثر من80% من سكانها علي هذه الزراعة وتصدر منتجاتها الي معظم دول أوروبا ولكن تتعرض النباتات بعد الحصاد للتلوث بالأتربة والرطوبة بسبب عدم موافقة الزراعة علي بناء مخازن للتشوين وإعداد تلك النباتات للتصدير داخلها للحفاظ علي تلك الثروة بالرغم من ملكية المزارعين للأراضي القائمة علي تلك الزراعات. في البداية, يقول عصام صابر عباس صاحب شركة تصدير للنباتات الطبية والعطرية للاتحاد الأوروبي إنني امارس هذا النشاط منذ25 عاما كتاجر محلي لمكاتب التصدير في القاهرة والإسكندرية, بعد ذلك انشأت شركة عام2000 م وبدأت بزراعة خمسة أفدنة كانت ملكا لوالدي وحاليا أقوم بزراعة خمسين فدانا واتعاقد مع المزارعين علي مساحة تتراوح ما بين(300 و400) فدان وينتج الفدان3 أطنان سنويا معدة للتصدير وأقوم بتصدير700 طن سنويا من نباتات( الريحان النعناع البقدونس الشبت الشمر الكسبرة الينسون) والفدان يبيع60 طنا سنويا نباتا أخضر تصل بعد جفافها وتصفيتها من الشوائب إلي3 أطنان معدة للتصدير, وفي بعض الأحيان نقوم بمعالجته بالمعالج الذري في معهد الطاقة الذرية بناء علي طلب العميل من حيث الرطوبة والبكتريا والفطريات ويمكن الاستغناء عن المعالجة لو تمت العناية بالنباتات والمحافظة عليها من الرطوبة والأتربة وتتعرض النباتات للتلوث بالأتربة والرطوبة بسبب عدم موافقة الزراعة علي بناء مخازن لهذه النباتات علما بأن وزير الزراعة أصدر قرارا بشأن إقامة مخازن ومشروعات تخدم الأرض الزراعية تحت رقم985 لسنة2007 ولم ينفذ في محافظة بني سويف خاصة وأن صناعة وزراعة النباتات الطبية هي أمل بني سويف في خلق فرص عمل لأبناء المحافظة, وبسبب البيروقراطية القاتلة تتم اعاقة هذه الصناعة في المحافظة مشيرا إلي أن الأوروبيين يسمون مصدري مصر باسم( ببا) نظرا لمركز ببا وقربه من منطقة زراعة النباتات الطبية والعطرية كقرية بدهل التابعة لمركز سمسطا, وقرية بدهل تعتبر أكبر قرية علي مستوي الجمهورية في زراعة النباتات الطبية والعطرية منذ عام1952 م و بدهل تزرع مايقرب من98% من أرضها الزراعية بالنباتات الطبية والعطرية وأصبح لدي مزارعيها خبرة طويلة في زراعة النباتات الطبية والعطرية, وأصبح مصدرا للرزق لأغلب عائلات وأبناء وشباب القرية وتوابعها وهي زراعة تدر ربحا كبيرا لأن البقدونس والشبت والنعناع في الحشة الواحدة تدر دخلا يعادل دخل فدان القمح في الموسم والحشة كل شهر مما أدي الي لجوء المزارعين إلي التوسع في زراعتها وترك المحاصيل التقليدية واللجوء إلي النباتات الطبية علي الرغم من أنها تحتاج إلي رعاية خاصة, والفلاح حاليا لايريد بذل مجهود في الأماكن الأخري بالمحافظة. وأوضح جابر عاشور فلاح أن منشأة أبو مليح التابعة لقرية بدهل تشتهر بزراعة النعناع والبقدونس والشيح بالإضافة إلي أن قري بني حلة وبدهل عموما متخصصة في هذه الزراعة ولكن يعاني اصحاب مصانع النباتات العطرية بالقرية من عدم وجود أماكن يتم فيها غربلة النباتات المجففة بسبب تعنت حماية الأراضي معنا, ومنعنا من عمل مناشر لتجفيف المنتجات بحجة عدم تبوير الأرض, وأعطونا الموافقة علي مساحة113 مترا فقط لمخزن يخدم7 أفدنة!! واشار عصام صابر مرة أخري قائلا أنه تم توقيع اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي منذ عام2000 م لمنع استخدام المبيدات الحشرية واستخدام المبيدات العضوية بدعم من الاتحاد الأوروبي, وللأسف لم يتم تنفيذ هذه الاتفاقية, وأثر ذلك علي عمليات التصدير لرفض دول الاتحاد الأوروبي قبول الصادرات الزراعية المستخدم فيها المبيدات الحشرية, ونقوم حاليا بتصدير أعشاب جافة غير معاملة بالمبيدات. وبعد التعرف علي معوقات زراعة وصناعة النباتات العطرية كان لابد من معرفة خطوات زراعة وصناعة تلك النباتات العطرية التي تتميز بها محافظة بني سويف يقول حنا غبور27 سنة مزارع إنني ازرع الشيح منذ زمن طويل ويدر الفدان عائدا قدره7 آلاف جنيه في العام وايجار الفدان ألفا جنيه, ومراحل الزراعة تتم بعد حرث الأرض وتجهيزها وزراعتها بالنبات ومعاملتها بالسماد حتي النضوج ثم مرحلة حش أو قطف النبات ثم مرحلة التجفيف ثم البيع للمصانع للتجفيف بالمناشر.