هل ستحقق زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي إسرائيل النتائج المرجوة؟ سؤال طرحته صحيفة... فاينانشيال تايمز البريطانيةمشيرة إلي تصريح واشنطن أمس بأن زيارة أوباما إلي إسرائيل تهدف إلي منعها من توجيه ضربة إلي إيران, مما يربك حسابات تل أبيب التي تري أن الوقت ينفد امام ردع إيران عن تصنيع قنبلتها النووية. ويقوم أوباما في20 مارس المقبل بجولة إلي الشرق الأوسط يزور فيها الأردن ورام الله وإسرائيل, لمناقشة الملف الإيراني الذي يشكل نقطة خلاف بين إسرائيل التي ترغب في توجيه ضربة إلي طهران بأسرع وقت, وواشنطن التي تؤجل فكرة الهجوم حتي إجراء مفاوضات مع الجانب الإيراني, قد تسفر عن نتائج ترضي الطرفين. ويعتمد أوباما خلال زيارته إلي إسرائيل علي سياسة العصا والجزرة حيث من المتوقع أن يقترح علي نتنياهو تكثيف الضغوط علي إيران وتضييق الخناق عليها مقابل التفاوض مع الفلسطينيين, مستغل ضعف نتنياهو بعد انتخابات الكنيست الأخيرة التي أثبتت ضعف شعبيته. وتأتي زيارة أوباما إلي تحريك المياه الراكدة في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد أكثر من5 سنوات من الجمود, وهو ما اتضح في تصريحات تل أبيب التي أكدت أنها تبحث وقف بناء المستوطنات لأن ذلك يثير الخلافات مع حلفائها, كما أن هناك تسريبات عن مصادر مرموقة بإسرائيل تؤكد نية نتنياهو التوصل إلي حلول وسط مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن. وبرغم أن إسرائيل تري أن زيارة أوباما جاءت للضغط علي قياداتها للتواصل إلي حلول مع السلطة التي تعاني وضعا اقتصاديا هشا إلا أن الزيارة جاءت لتؤكد للجانب الإسرائيلي أنه برغم سياسة المراوغة التي تتبعها مع الفلسطينيين إلا أن الإدارة الأمريكية لن تتخلي عن إسرائيل أو أمنها. وتري صحيفة هاآرتس أن زيارة أوباما جاءت كرسالة طمأنة إلي إسرائيل بعد حالة التوتر التي طرأت أخيرا بين أوباما ونتنياهو الذي اتهمه بالتراخي في الدفاع عن أمن إسرائيل, وبعد تعيين تشاك هاجل وزيرا للدفاع, وهو ما آثار حالة من السخط داخل المجتمع الإسرائيلي الذي رأي في ذلك تخليا من واشنطن عن مصالحه, خاصة ان هاجل معروف بموقفه الرافض لشن حرب علي إيران. وتأتي زيارة أوباما إلي رام الله ليبعث رسالة ايضا إلي إسرائيل مفادها أن أوباما يقف جوار المطالب الفلسطينية التي تفضل الحلول الدبلوماسية. ولم تأت موافقة إسرائيل بالوقف المؤقت للاستيطان كخطوة حكيمة منها للتوصل إلي حل وسط, بل لانها تخشي لجوء الفلسطينيين إلي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لادانة الجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين.