نبذ العنف القضية والهدف الذي يجب أن يوحد الثوار الآن فالكل مستهدف فتوي القتل التي صدرت ضد رموز جبهة الانقاذ ستفتح الباب أمام فتاوي دموية تستهدف آخرين واليوم قتل مدعم بالفتوي وغدا القتل علي الهوي وبلافتاوي والدم بالدم والبادي أظلم. تونس التي كانت المحطة الأولي لانطلاق ثورات الربيع العربي جاء منها نذير الاغتيالات والتصفية الجسدية بقتل المعارض السياسي شكري بلعيد وسبق اغتياله حملة كراهية وتحريض استخدمت الفتاوي ومواقع التواصل الاجتماعي. مايثير المخاوف أن الاجواء التي سبقت اغتيال المعارض التونسي هي نفس الاجواء التي نعيشها الان وهو ما يتطلب موقفا اكثر حسما من فتاوي القتل التي يمكن ان يتلقاها شباب وينفذها ولو تمت تصفية معارض واغتياله بفتوي سيظهر غيره آلاف المعارضين ولن يتوقف سيل الدماء. بيان رئاسة الجمهورية الذي استنكر الفتوي لم يشر لأي اجراء يمكن اتخاذه مع صاحب الفتوي, اما تصريحات د. هشام قنديل رئيس الوزراء فقد أشارت إلي بحث الإجراءات القانونية التي يمكن اتخاذها ضد من يصدر اويلوح لفتاوي تدعو الي العنف. وفي اجتماع مجمع البحوث الاسلامية قال د. احمد الطيب- شيخ الأزهر- ان الفتوي لاتعبر عن رأي الأزهر وأن الأزهر يدرس احالة د. محمود شعبان- صاحب الفتوي والاستاذ بجامعة الازهر- الي مجلس تأديب وقد ينتهي المجلس لإحالته للنيابة. وقد بدأ النائب العام في التحقيق في البلاغ المقدم ضد صاحب الفتوي وحتي وقت كتابة هذه السطور ظهر الجمعة لم يصدر اي تعليق من دار الافتاء ومن فضيلة المفتي الفتوي تسيء للإسلام الذي يتابع العالم كله اداء من يمثلونه بعد ان وصلوا للحكم الادانة والاستنكار لاتكفي, كما امر النائب العام بضبط واحضار اعضاء البلاك بلوك مطلوب وعلي وجه السرعة ضبط واحضار المحرضين علي القتل بالفتوي. اسلامنا جميل يدعو للحوار بالتي هي أحسن ويدعونا لاحترام المختلفين معنا في الرأي ويحرم إراقة الدماء. إدارة الخلاف السياسي يجب ان يكون بأدوات سياسية الحوار ثم الحوار والاحتكام لرأي الناس واحترام اختياراتهم والسعي للتغيير بآليات ديمقراطية. الضمير الوطني بمبادرة من عدد من الشخصيات الوطنية تأسست جبهة الضمير الوطني بهدف الدفاع عن القيم العليا للثورة المصرية وتوفير البيئة السياسية والاجتماعية لتحقيقها واستكمالها بسواعد المصريين. الجبهة التي يشارك فيها ممثلون عن أحزاب سياسية وشخصيات عامة ترفع شعار ضد الدم وضد العنف وتدعو لادارة الصراع السياسي بأدوات سياسية متحضرة وفقا للقانون وقواعد محترمة تسهم في تقديم ارادة البقاءعلي نزعات الفناء. تدافع الجبهة عن استمرار الثورة وعن حق المصريين في العدالة والحرية والكرامة والحفاظ علي الدم المصري والدفاع عنه ضد دعوات اهداره, وستناهض الجبهة محاولات استثماردماء المصريين من أجل مكاسب حزبية أو شخصية ضيقة, وحسب ماتضمنه بيان تأسيسها ستحتج في وجه السلطة اذا رأت منها انحرافا عن أهداف الثورة وخروجا عن المسار الذي يريده المصريون. المبادرة وراؤها مجموعة من الشخصيات استشعرت حالة القلق التي يعيشها المصريون ووصلت بالبعض الي الكفر بالثورة وتبدو انها تمثل التيار الثالث بين النظام الحاكم وجبهة الانقاذ التي لم تتخذ موقفا صريحا وواضحا من العنف واستخدام المولوتوف والاسلحة في التظاهرات التي تبدأ بشعار سلمية وتنتهي دموية أخطر مايهدد الثورة ان يكفر المصريون بها بسبب مايتابعونه من أيام الرعب والعنف, وان يصل الناس خصوصا البسطاء منهم الي الحنين لأيام مبارك رغم إقرارهم بحجم الفساد الذي ساد في سنوات حكمه لكنه الاحتياج للامن والاستقرار الذي يسبق احتياجات اخري. لانريد أن نعود إلي الاختيار بين الأمن والحرية نستحق الأمن والحرية معا وهذا لايتحقق إلا برفض العنف ايا يكن مصدره وايا تكن ادواته زجاجة مولوتوف أو فتاوي مولوتوف من انزعج من فتوي الشيخ محمود شعبان التي تحرض علي قتل رموز جبهة الانقاذ عليهم ان ينزعجوا بنفس الدرجة من جميع اشكال العنف.