من صغره تحتشد في فكره ووجدانه جيوش تناقضات, وأساطير أسئلة دون إجابة تلقائية أو جرأة علي طرحها.. ينقب حتي الثمالة في عقله الفتي عن معني الأبوة الضالة والتضحية المتجسدة فيها. تعاطف معها وكره خنوعها/ كره وتمني قتله. حانية.. جميلة وشهية بحظ مقامر/ قاس.. دميم وخائن في عالم ذكوري. جفت زخات دموعها في مقلتها الجامدة من طول اشتباكاتها غير المتكافئة.. بحقد دفين له وشذر نظرات متوثبة مقابل صفعات وركلات هادرة لا يستحقها وحيده.. متوحدين كرفقاء.. غرباء/ منعزلين عن الأهل والجيران والأصدقاء. يتوسده/ يتسيده الحزن وقد اكتسي وجهها بلون أصفر شاحب بعد أن اتشحت بالسواد حزنا علي حالها. أحس بالدفء في أحضانها.. تغمره قبلات الأم الثكلي, وفي صدرها بركان من الحمم أكثر سخونة من قرص الشمس تحمل كل كره وبغض العالم لشخص واحد فقط وسط حديثه البارد كالثلج في كلماته بينما يجرعهما وجبات انتقام باردة وسط ضبابية دخان سيجارته الذي ينفثه بقوة لتغطي ملامحهما عن وجه.. يبصم في الروح ألف أه ودمعة بإشارات حمراء لا يهادنها ولايكسرها... بل كتلة من صراخ لا يسمعها, إلا انه لا يستطيع أن يصم أذنيه عنها.. تدفعه لميادين الجنون دون إن تتخلق في رحمه أجنة أحلام قابلة للتحقيق.. لا يقتلها الحرمان ولا يخطفها ناب القهر الهادر في زمن يمر شاذ الخطوات عكس عقارب الساعة. قيود الواقع المرير صدر الذهول إلي عقله ليجعله ضحية سؤال كبير لا جواب له: لماذا؟. يطلقه علي عقله كرصاصة لاتقبل الرحمة أو التراجع, وحمله مسئولية صياغة الأجوبة.. والأن تعاطف معه وكرهه/ بغضها وتمني قتلها والانتحار.. وأدرك الأزمنة السحيقه المضي لدموع العين حين تزور أحداق الرجال ويجف قلبه.. بعد أجادته القراءة والفهم لذلك البرواز بجوار صورته الوحيدة فقط في الصالة لشهادة طبية بعقمه. مدير جمعية الأدب والفنون المسرحية