تختتم اليوم فعاليات القمة الإسلامية الثانية عشرة بالقاهرة, التي بدأت امس برئاسة مصر وسط برنامج عمل مكثف تم خلاله مناقشة مستفيضة للقضايا المدرجة علي جدول الأعمال. وقد دعا الرئيس الدكتور محمد مرسي في كلمته الافتتاحية أمام القمة الإسلامية الثانية عشرة أمس التي تسلمت مصر رئاستها من السنغال قادة الدول المشاركة في القمة الإسلامية الثانية عشرة إلي الاتفاق علي تأسيس آلية ذاتية فعالة لفض النزاعات بالطرق السلمية, والتعامل مع كافة الأزمات التي تواجه الدول الإسلامية. وقال الرئيس إن هذه الآلية ستحقق مصالح الدول الإسلامية وترعي حقوق شعوبها وتحفظ استقلال قراراتنا الكبري وتؤدي إلي تقلص التدخل الأجنبي المباشر وغير المباشر في أحوالنا الداخلية والبينية, كما تسهم في دعم السلم والأمن العالمي خاصة بعد تزايد المخاطر جراء تفجر الأزمات والصراعات هنا وهناك.موضحا أن هذه الآلية تأتي في إطار مواجهة الأزمات السياسية للدول الإسلامية وتحديات التدخلات الخارجية وعدم عدالة موازين الآليات الدولية. وطالب مرسي بضرورة تكاتف الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في السعي لإصلاح المؤسسات العالمية والتأسيس لنظام حوكمة رشيد له آليات ديمقراطية حقيقية تمثل فيها دول العالم علي قدم المساواة وتساهم في تحقيق السلم والأمن العالمي بما يؤدي إلي نظام عالمي يدعم قيم العدل والحق والشراكة الإنسانية. وشدد رئيس القمة الاسلامية عل ضرورة اسراع المعارضة السورية في اتخاذ الخطوات اللازمة لتكون مستعدة لتحمل المسئولية السياسية بكافة جوانبها حتي إتمام عملية التغيير السياسي المنشود بإرادة الشعب السوري وحده. كما دعا الرئيس المصري كافة أطياف المعارضة الي التنسيق مع الائتلاف الوطني ومؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة لعملية البناء الديمقراطي لسوريا الجديدة. وقال علي النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ و يعي درسه الخالد وهو أن الشعوب هي الباقية وإن من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة. وحث الرئيس مرسي جميع الدول الأعضاء لمساندة جهود مصر المستمرة والتي بدأتها بإطلاق المبادرة الرباعية في قمة مكةالمكرمة لإنهاء معاناة الشعب السوري و دعم الخطوات الهامة التي يتخذها السوريون من اجل توحيد صفوفهم مشيرا الي ان القاهرة تقدم للائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية والذي أصبح مقره القاهرة كل الدعم اللازم ليقوم بمهامه علي الوجه الأكمل. وقال: إن الأمة الإسلامية العظيمة تعقد علينا الآمال الكبار للتغلب علي التحديات التي تواجهها وتدعونا لتعظيم الاستفادة من الموارد والإمكانات التي تزخر بها بلادنا ومن ثم فقد آثرنا أن يكون موضوع قمتنا اليوم والعالم الإسلامي تحديات جديدة وفرص متنامية. كما دعا الرئيس مرسي في كلمته الافتتاحية دول العالم ومؤسساته الدولية إلي اتخاذ الإجراءات وإصدار التشريعات اللازمة... لمواجهة كل محاولات إثارة الكراهية ضد الاسلام والاساءة له والتمييز والعنف ضد الأشخاص بسبب خلفياتهم العرقية أو العقائدية. واكد الرئيس ضرورة الاستجابة السريعة للجهود الدولية لحماية مسلمي الروهينجيا ومنع أي تمييز ضدهم وضمان حصولهم علي كامل حقوقهم المشروعة كمواطنين كاملي المواطنة وطالب حكومة ميانمار بتحمل مسئولياتها إزاء الأوضاع المتردية في ولاية راكين. وأوضح الرئيس مرسي ان القضية الفلسطينية علي رأس التحديات الاسلامية و حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم أجمع. وقال الرئيس مرسي إن مصر الثورة وتاريخها الذي يشهد أنها كانت في كل العصور درع الأمة وأمانها ملتزمة بكل ثبات ووضوح بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتي ينال حريته في وطنه المستقل... ومن منطلق هذا الالتزام الثابت سعت مصر لدعم إخواننا المحاصرين في قطاع غزة ووقف الاعتداء الغاشم الذي تعرضوا له وهو ما وفقنا الله إليه بفضله حقنا لدمائهم الطاهرة. كما تطرق الرئيس في كلمته الي الوضع في الصومال مؤكدا علي ضرورة دعم جهود إعادة إعمار الصومال وتعزيز الأنشطة التنموية والخدمية في مجالات بناء مؤسسات الدولة وتطوير القدرات البشرية لمواطنيه. من جانبه أعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمته أمام القمة والتي ألقاها نيابة عن المجموعة العربية عن أمله في أن تنهض الشعوب والدول الإسلامية, مشيرا إلي أن العالم الإسلامي يشهد ظروفا غاية في الخطورة وهو ما يعني أن البلدان الإسلامية أمام تحديات مهمة تتطلب حلولا عاجلة شجاعة. وشدد المالكي علي ضرورة توحيد الجهود إزاء الأزمات سواء التي تحدث بتحركات داخلية أو أجندات خارجية, مؤكدا أهمية طرح الإسلام الوسطي المعتدل الذي أمر بحقوق الإنسان.. ومؤكدا ضرورة توحيد جهود أعضاء منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي يهدد مستقبل البلدان الإسلامية ويعطي صورة بائسة عن الإسلام. وطالب بضرورة تفعيل أسس التضامن بين الأمة الإسلامية التي تملك كل هذه القدرات والتي تحتاج إلي استراتيجية فعل وعمل يتواصل من خلالها الأشقاء ونيابة عن المجموعة الإفريقية أمام القمة القمة الإسلامية الثانية عشرة, ألقي الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان كلمة دعا فيها منظمة التعاون الإسلامي إلي المساندة والعمل علي إنجاح تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم2580 الخاص بمالي والذي يتيح نشر قوات هناك للتصدي للجماعات الإرهابية. ومن جهته توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته بالشكر إلي الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي ساندت حصول فلسطين علي صفة دولة مراقب في الأممالمتحدة. وقال الرئيس الفلسطيني إن بلاده تعاني من ويلات الاحتلال منذ عام1967 م, وتسعي الآن إلي إيجاد منهجية جديدة تستند لمرجعية مختلفة بما يؤدي إلي إنهاء الاحتلال وإعلان دولة فلسطين علي حدود67 وعاصمتها القدس الشريف. وأكد أنه إذا استمرت إسرائيل في توسيع دائرة الاستيطان فسنلجأ إلي جميع المحافل الدولية بما في ذلك مجلس الأمن معربا عن تقديره لمجلس حقوق الإنسان الدولي علي خلفية إدانته للجرائم والانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين. ودعا المجتمع الدولي بصورة عامة والدول الإسلامية بصورة خاصة إلي العمل من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية علي الشعب الفلسطيني الأعزل, لافتا إلي أن السلطة ماضية في إنجاز المصالحة الفلسطينية. ** .. وعلي هامش أعمالها قنديل يلتقي رؤساء وزراء الأردن والمغرب والعراق لبحث التعاون وتنشيط العلاقات التجارية التقي الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء عددا من رؤساء الوزراء العرب وذلك علي هامش القمة الإسلامية التي بدأت فعالياتها امس حيث بحث معهم العلاقات الثنائية وسبل تنشيط العلاقات التجارية. أكد السفير الدكتور علاء الحديدي المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء ان الدكتور قنديل التقي الدكتور عبد الله النسور رئيس الوزراء الاردني, حيث بحث معه العلاقات الثنائية ومتابعة نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها الي عمان خلال الفترة الماضية. كما التقي د. قنديل بالسيد عبد الاله بن كيران رئيس الوزراء المغربي, حيث تم الاتفاق علي تفعيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين و التي كان آخر انعقاد لها في عام2006, وذلك بهدف تنشيط العلاقات في كافة المجالات حيث سيتم ارسال وفد مصري الي المغرب لبحث كافة الملفات المعلقة بين البلدين و الاعداد لعقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين. وعلي صعيد متصل التقي الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي, حيث ناقش الجانبان كيفية تنشيط العلاقات التجارية و الاقتصادية بين البلدين حيث وتم الاتفاق علي قيام الدكتور هشام قنديل بزيارة الي العراق وعقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين. ** أوغلو ل للقمة: المنظمة وديعتكم.. تحيا بدعمكم وتعلو بتضامنكم دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو, الدول الأعضاء بالمنظمة إلي عقد مؤتمر مانحين خاص بمدينة القدس الشريف علي أساس الخطة الإستراتيجية لتنمية القطاعات الحيوية. وحث أوغلو في كلمته أمام القمة الإسلامية الثانية عشرة إلي ضرورة تشكيل شبكة أمان مالية إسلامية لتلبية الاحتياجات الرئيسية للشعب الفلسطيني في أعقاب تصعيد إسرائيل لإجراءاتها وحجز أموال الضرائب الفلسطينية. وعن الإصلاحات والإنجازات التي شهدتها المنظمة, قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إنه يقدم للدول الأعضاء منظمة متجددة تقف علي دعائم قوية, وأكثر قدرة علي تلبية تطلعات شعوبها, وتحفيز الأمل لديها, مبينا أن المنظمة أضحت اليوم أداة فاعلة يعول عليها الجميع, ويترقب العالم تحركاتها, ليرتفع سقف الطموحات المنتظرة منها متوازيا مع نجاحاتها, ويصبح المرجو منها أعظم, ومسئولياتها أكبر. وأضاف أن المنظمة لم تحصر نفسها في طابعها الحكومي, ولم تقف عند حدود تقاليدها المتوارثة, بل وسعت تحركاتها, لتدنو من نبض الشارع المسلم, عبر إنشاء الهيئة الدائمة والمستقلة لحقوق الإنسان, لافتا إلي القفزة النوعية التي حققتها في مجال تمكين المرأة في العالم الإسلامي, فضلا عن نجاحاتها في خلق مفاوضات مكثفة مع الغرب للتغلب علي ظاهرة الإسلاموفوبيا. وفيما يتعلق بالشأن السوري, أفاد اوغلو أنه ناشد شخصيا القيادة السورية لوضع المصلحة العليا لبلدها ووحدة شعبه فوق كل اعتبار والتضحية, باعتبار أن الحكومات يجب أن تكون في خدمة الشعوب وأن تستجيب لمطالبها وتطلعاتها, لا أن تكون الشعوب في خدمة الحكومات, معربا عن استياء شعوب الأمة الإسلامية من عجز مجلس الأمن الدولي. رابط دائم :