وضعت قضية مذبحة بورسعيد مصر كلها في حالة ترقب وتوتر, وقلق, وان شئت قل حالة ذعر وكأن البلاد ستدخل يوم السبت المقبل حالة حرب عقب النطق بالحكم في هذه القضية التي راح ضحيتها أكثر من70 شابا بسكاكين الغدر في استاد بورسعيد في عملية اجرامية غير مسبوقة. فريقان مصريان في الدم واللحم والشحم يستعدان للنزال والاقتتال واراقة الدماء ودفع البلاد إلي احتمالات مزيد من العنف والفوضي, كل فريق بما لديه مصر علي النزال إذا لم يكن الحكم الصادر من القضاء شافيا لغليله,.. التراس الأهلي يريده وهم علي حق قصاصا عادلا باترا لليد الآثمة التي امتدت علي رقاب الشباب وقطعت زهورا يانعة كانت تتطلع إلي مستقبل جديد تتحقق فيه الأحلام وتتجدد فيه الآمال, بينما يري التراس المصري أن المتهمين ابرياء وأن العدل يقتضي خروجهم من الحبس, وان القتلة ليسوا هم, والغدر ليس من طباعهم والقتل ليس من صفاتهم وبين الفريقين تقف مصر باكية شاكية حزينة علي ابناء يقتلون ويتقاتلون, وعلي وطن يتمزق, ويتفتت بين أحزاب وتيارات, وائتلافات, أقباط ومسلمين, إخوان وسلفيين.. ليبراليين وعلمانيين, أغلبية وأقلية, وفلول. مصر سوف تنجرف إلي هاوية التفتيت والتقسيم بل إلي تفتيت المفتت وتقسيم المقسم ما لم تسرع إلي لملمة الجراح, وإعادة دولة القانون التي سقطت تحت اقدام العابثين والمتربصين والمتآمرين علي الوطن, لن تنجو مصر من دوامات العنف المتلاحقة ما لم يتحقق القصاص العادل في القتلة الذين اراقوا دماء الابرياء في بورسعيد ومحمد محمود, وماسبيرو, والاتحادية, وغيرها من الميادين التي سالت فيها الدماء الطاهرة غدرا ومكرا ولن تنجو في ظل إدارة مرتعشة بعيدة عن نبض الشارع وهموم الناس, تذكرت بالأمس فقط أن ضحايا استاد بورسعيد شهداء, سوف تخرج الناس إلي الشوارع احتجاجا وانتقاما أن لم تجد في العدل القصاص. نعم لابد أن نتفق ونتوافق علي مستقبل مصر التي تستصرخ فينا وطنية تتلاشي وانتماء يتهاوي, كفانا فوضي, وانفلاتا, وانقساما,.. كل القوي والتيارات مسئولة عن أمن البلاد ويخطئ من يعتقد أنه بمنأي عن أي خطر يصيب الوطن جراء فعل غير مسئول ولن يفلت أحد من النار التي يحاول البعض اشعالها.