كغيرها من محافظات مصر تعاني الغربية من الانفلات الأمني الذي أعقب ثورة25 يناير, ومازالت آثاره مستمرة حتي الآن في صورة ارتفاع عدد الجرائم, وانتشار الأسلحة مع البلطجية, والخارجين عن القانون, بالإضافة لأزمة المرور وانتشار الباعة الجائلين في جميع الشوارع والميادين, لذا كان لنا هذا الحوار مع اللواء حاتم عثمان مدير أمن الغربية الذي أكد أن عقيدة رجل الشرطة اختلفت بعد الثورة وأن هدفها الأساسي حماية المواطن وتوفير الأمن والأمان له. كما أكد تحسن الحالة الأمنية بالمحافظة من خلال تنفيذ خطة متكاملة حيث تم القبض علي جميع الهاربين من سجون المحافظة خلال الثورة فيما عدا34 مسجونا, كما تم ضبط90 تشكيلا عصابيا العام الماضي, مشيرا إلي سعي الوزارة لتوفير أحدث الأسلحة لرجال الشرطة حتي يستطيعوا مواجهة البلطجية والخارجين عن القانون بما يملكون من أسلحة متطورة تم تهريبها إلي مصر عقب الثورة, وكذلك التطور الحادث في أسلوب وشكل الجريمة.. وإلي نص الحوار: * في البداية نريد الاطمئنان من سيادتكم علي الحالة الأمنية بمحافظة الغربية؟ ** أجاب المدير: أريد أن أؤكد بأننا نبذل قصاري جهدنا لإعادة الأمن والأمان لكل مواطن علي أرض المحافظة, ونستطيع ان نقول إن الأمن بدأ يستعيد عافيته بنسبة كبيرة وذلك ما تؤكده الأرقام حيث تم ضبط العديد من العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون في زمن قياسي جدا, هذا بالإضافة لضبط كميات كبيرة من الأسلحة النارية والبيضاء والتي تم تهريبها إلي الاراضي المصرية. وضرب مدير أمن الغربية مثالا عمليا علي ذلك حيث تم القبض علي جميع الهاربين من سجون الغربية خلال ثورة25 يناير ولم يتبق سوي34 مسجونا هاربا فقط جار العمل علي ضبطهم بعد تحديدهم كما تم القبض علي أكثر من90 تشكيلا عصابيا خلال عام2012 فقط كانوا قد تخصصوا في جرائم السرقة بالإكراه وترويع المواطنين وسرقة المنازل والمتاجر والمنشآت العامة, هذا بالاضافة لضبط عدد كبير من تجار المخدرات وكميات كبيرة من جميع أنواع المخدرات قبل ترويجها في المحافظة. * هذا يعني أننا نستطيع أن نقول إن الاستقرار الأمني عاد بشكل كبير الي محافظة الغربية؟ ** أعترف بكل صراحة أننا لا نستطيع ان نقول إن الاستقرار الأمني عاد بنسبة مائة في المائة لأنه مرتبط بشكل وثيق بحالة الاستقرار السياسي والاقتصادي في مصر وحجم وحالة الاحتقان التي ما تزال موجودة بالشارع المصري, ولكننا نعمل ونكثف جهودنا لإعادة الأمن والاستقرار كما كان رغم ظهور وجوه جديدة علي الساحة أخيرا بعد ان استهواها عالم الإجرام من أجل تحقيق مكاسب سريعة بطرق غير شرعية, ولم تكن معلومة لرجال الأمن من قبل, ولكننا نجحنا بنسبة كبيرة في رصدهم وتحديد شخصياتهم وهويتهم من خلال الجهود المبذولة علي مدار الساعة. * وماذا عن تنفيذ الأحكام الصادرة ضد مواطنين؟ ** لابد أن نشير إلي أنه بدون تنفيذ الأحكام الصادرة ضد المتهمين لايمكن ان تكون هناك هيبة لرجال الشرطة وأن تنفيذ الاحكام الصادرة ضد أي متهم وبشكل سريع هو جني لثمار جهود رجال الشرطة. وأضاف أن إجمالي الأحكام التي صدرت بالمحافظة خلال عام2012 بلغت227 ألف حكم قضائي مختلف ما بين احكام جنائية وجنح واحكام بالحبس والغرامة ومخالفات وقد تم تنفيذها جميعا حيث وصل المبلغ الذي تم تحصيله من الغرامات والمخالفات مليونا و490 الف جنيه خلال العام الماضي.2012 * بعد اختلاف شكل الجرائم التي تحدث حاليا من حيث الأسلوب هل هناك خطة لمواجهة ذلك ؟ ** بالفعل اختلف شكل الجريمة عن الماضي خاصة بعد دخول البلاد كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة والمتطورة عقب اندلاع ثورة يناير من خلال عمليات التهريب التي تمت بشكل موسع وكبير وهي أسلحة متطورة وحديثة للغاية تفوق الأسلحة التي يستخدمها رجال الشرطة بكثير. ولذلك تم وضع خطة جار تنفيذها حاليا لتزويد قوات الشرطة باسلحة حديثة ومتطورة لمواجهة الاسلحة الحديثة التي اصبح يمتلكها البلطجية والخارجون عن القانون والتي حصلوا عليها من خلال عمليات التهريب الواسعة النطاق. وخطة وزارة الداخلية لمواجهة ذلك تتم عبر عدة مراحل حتي يتم تغطية وتزويد جميع افراد وقوات الشرطة بالاسلحة الحديثة من خلال عملية احلال وتجديد شاملة للاسلحة القديمة التي كان يتم استخدامها وتزويد لجان الشرطة بالقمصان الواقية للرصاص والخوذ الخاصة بتغطية الرأس والأجهزة والمعدات الحديثة والمتطورة للكشف عن الجريمة في اسرع وقت ممكن. * هناك مشكلة لاتزال قائمة وهي عدم تأمين المستشفيات التي تتعرض للهجوم من البلطجية والخارجين عن القانون بشكل مستمر؟ ** أكد مدير الأمن انخفاض عدد البلاغات من المستشفيات والأطباء والممرضين عما كان يحدث في السابق بعد تأمين جميع المستشفيات بشكل كاف وإقامة نقاط أمنية ثابتة تضم رئيس للنقطة وعدد من رجال الأمن لحماية هذه المستشفيات من التعرض لأي أعمال بلطجة. * وماذا عن خطة المديرية لتأمين الشوارع والمنشآت العامة وغيرها؟ ** اكد المدير أن هناك دراسة تتم حاليا تمهيدا لتنفيذها خلال الأيام القادمة بشأن إعادة الدوريات الليلية المتنقلة والثابتة بداية من المدن بعد تقسيمها بنظام المناطق والمربعات مع إقامة أكشاك أمنية يوجد بها أمين شرطة وأربعة أفراد نظاميين من قوات الأمن مزودين بالأجهزة اللاسلكية للابلاغ عن أي خروج عن الشرعية والانتهاكات لسرعة التصدي لها هذا بالاضافة لجمع معلومات وتحريات حول المنطقة الموجودين بها وهو ما يسهل كثيرا من مهام رجال المباحث. * ما هي استعدادات مديرية أمن الغربية لمواجهة تظاهرات الاحتفال بذكري ثورة25 يناير الثانية؟ ** أكد مدير أمن الغربية أن هناك سياسة واحدة لمديرية الأمن بالغربية تتبعها مع جميع الأطراف خاصة أن جميعهم في النهاية مصريون ويقتصر دورها الأمني علي التدخل لفض أي اشتباكات, وفي حالة التجاوز والخروج عن النص نضطر لاستخدام قنابل الغازات المسيلة للدموع فقط للسيطرة علي الموقف ولا نستخدم أي أسلحة أخري بخلاف ذلك. * هل هناك اختلاف بين الحاضر والماضي في معاملة رجل الشرطة للمواطنين؟ ** أكد اللواء حاتم عثمان أن جميع التوجيهات الحالية لوزارة الداخلية هدفها هو تحقيق الأمن والأمان لجميع المواطنين علي أرض مصر وملاحقة أي عناصر إجرامية والقضاء عليها وهذه ثوابت داخل الوزارة واعتقد ان عقيدة رجل الشرطة الأمنية قد تغيرت تماما بعد ثورة25 يناير بعد أن اصبح دوره يقتصر علي تحقيق الأمن والأمان للمواطنين. *ماذا عن دور مديرية الأمن لمواجهة استمرار التعديات علي الأراضي الزراعية؟ **هناك برنامج يومي يتم تنفيذه لإزالة جميع التعديات المخالفة علي الأراضي الزراعية ولا يتوقف هذا البرنامج في حالة انشغال الأمن بأي ظروف سياسية طارئة تحدث في المحافظة. * وما هو الموقف بالنسبة لانتشار الباعة الجائلين في معظم الشوارع والميادين الرئيسية التي أصبحت تعوق الحركة المرورية هذا بالإضافة لفوضي المواقف العشوائية للسيارات؟ **هناك جهود كبيرة بذلت في الأيام الماضية لإزالة الاشغالات والباعة الجائلين من العديد من الشوارع والميادين الرئيسية بعد أن تم توفير أماكن بديلة لهم مثل ما حدث في شوارع منطقة الخان وستوتة والجيش والحكمة والمحطة والمسجد الأحمدي بطنطا. أما بالنسبة لمدينة المحلة الكبري, فهناك تنسيق مع رئاسة المدينة لسرعة توفير أماكن بديلة لنقلهم إليها وفي حالة توفير هذه الأماكن سيتم إزالتهم ونقلهم إليها فورا. أما بخصوص المواقف العشوائية للسيارات, فإننا نبذل كل الجهود لتنظيم هذه المواقف حتي يتم تنفيذ إنشاء المواقف الجديدة خارج الكتلة السكنية, وهو ما يخفف كثيرا من هذه الأزمة. * وزارة الداخلية أصيبت بارتباك بتغير خمسة وزراء خلال عامين فما هو تعليق سيادتكم؟ ** أكد مدير الأمن أننا لانزال في مرحلة انتقالية وقد تغيرت أكثر من حكومة تغير معها اكثر من وزير وليست وزارة الداخلية فقط, ولكن في حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي سوف تستقر الأمور كثيرا وتعود الحياة والأوضاع إلي طبيعتها.