ولله ملك السماوات والأرض والله علي كل شيء قدير إن خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلي جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار( آل عمران:189 191) التفسير( الوسيط لسيد طنطاوي مختصرا) لله وحده سبحانه ملك السموات والأرض بما فيهما, فهو وحده صاحب السلطان القاهر في هذا العالم يتصرف فيه كيفما يشاء ويختار, وهو سبحانه علي كل شي قدير, لا يعجزه أمر, ولايدفع عقابه دافع, ولايمنع عقابه مانع, فعلي الناس أن يطيعوه وأن يحذروا غضبه ونقمته. ثم أشار سبحانه إلي ما في السماوات والأرض من عبر وعظات يعرف قدرها أصحاب العقول السليمة, والفطرة المستقيمة, فهي خلق بديع,فيها آيات عظيمة من كواكب وبحار وزروع وأشجار, يتعاقب فيها الليل والنهار, ويختلفان طولا وقصرا, وفي كل ذلك أمارات واضحة, وأدلة ساطعة, لأصحاب العقول السليمة علي وحدانية الله تعالي وعظيم قدرته, وباهر حكمته. وفي الأية دعوة للنظر في السماوات والأرض ومافيها, للاعتبار والتفكر في خلق الله, حتي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم, كان يبكي عندما يقرأها,ويقول: ويل لمن يقرأها ولم يتفكر فيها ثم وصف سبحانه أولي الألباب بصفات كريمة فقال: الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلي جنوبهم أي: يستحضرون عظمة الله في قلوبهم, ويكثرون من تسبيحه وتمجيده بألسنتهم ويداومون علي ذلك في جميع أحوالهم. فهم يذكرونه قائمين, قاعدين ويذكرونه وهم علي جنوبهم, ولايكتفون بالذكر بل يتدبرون ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ومافيهما من جمال الصنعة, وبديع المخلوقات, ليصلوا من رواء ذلك إلي الإيمان العميق, والاعتراف الكامل بوحدانية الله, فليجأون إليه معترفين مقرين, ويجأرون داعين: ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار بأن توفقنا للعمل بما يرضيك وأن تبعدنا عن عذاب النار, بفضلك ومنتك.