لم تعش مصر عاما مليئا بالحراك السياسي مثلما عاشت في عام2012 الذي أصبح رمزا لإنتصار ارادة شعب, واعلاء لشأن الديمقراطية. عام2012 الذي يسدل عنه الستار هو عام السياسة الاول في تاريخ مصر بفضل الاحداث المثيرة التي شهدتها البلاد ويعد انتخاب أول رئيس جمهورية مدني بالاقتراع المباشر وفي شفافية, وانتخابات نزيهه اهم حدث سياسي عرفته مصر علي الاطلاق في عام2012 بعد المعركة الانتخابية التي كتب عنها منصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية الشعب المصري يحدد الآن مصير الامة عندما اتجه اكثر من25 مليون مصري صوب صناديق الاقتراع لاختيار. رئيس الجمهورية, في اول انتخابات رئاسية تشهدها بلاد ثورات الربيع العربي وكان مايو2012 هو موعد اجراء الجولة الاولي التي شهدت سباقا عنيفا, وحسم خلاله الدكتور محمد مرسي المركز الاول ومن خلفه احمد شفيق آخر رئيس وزراء لمصر في عهد المخلوع مبارك, ومن بعدهما جاء الثلاثي حمدين صباحي وعبدالمنعم ابوالفتوح وعمرو موسي. وفي يونيو جرت جولة الاعادة بين مرسي وأحمد شفيق ليحسمها الاول والذي ادلي باليمين امام الشعب في ميدان التحرير قبل يوم واحد من توليه مهام منصبه رسميا. وبعد سويعات من توليه الرئاسة بل ظهرت له معارضة حقيقية. في الشارع المصري حيث اتجه منافسه في سباق الرئاسة لإنشاء احزاب وتكتلات سياسية معارضة فأسس حمدين صباحي التيار الشعبي, واسس عبدالمنعم ابوالفتوح حزب مصر القوية, وأسس عمرو موسي حزب التحالف المصري. وبرز في الصورة في صف المعارضة ايضا الدكتور محمد البرادعي الذي اكمل اجراءات تأسيس حزب الدستور والرباعي حاليا مع السيد البدوي رئيس حزب الوفد ليقيموا تحالفا بإسم جبهة الانقاذ لتصبح الكيان المعارض الاول لرئيس الجمهورية. وهناك من تصاعدت نجوميتهم بشدة في عام2012 واصبحوا حديث الساعة يتقدمهم الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية واول مدني ينتخب رئيسا في تاريخ مصر بعد معركة انتخابية شرسة. وكان الاسم الاول المطروح من جانب جماعة الاخوان المسلمين هو المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام ثم استبعدته اللجنة العليا للانتخابات ليتقدم محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة للسباق في اللحظات الاخيرة. والمثير انه رغم ضيق الوقت, الا ان مرسي ادار حملته الانتخابية بكفاءة واستطاع الحصول علي تأييد سريع, وفاجأ الجميع بتصدر سباق المرحلة الاولي من الانتخابات الرئاسية قبل ان يحسم جولة الاعادة لصالحه علي حساب احمد شفيق وخلال الاشهر الستة الاولي في ادارة شئون البلاد اعتبارا من الاول من يوليو الماضي كان مرسي حديث الساعة عندما ادار عملية ايقاف الحرب الاسرائيلية علي قطاع غزة وكتبت نهايات عام2012 ظهور أول جبهة معارضة حقيقية في تاريخ مصر, فيما تسمي بجبهة الانقاذ الوطني التي تضم3 مرشحين سابقين لرئاسة الجمهورية هم حمدين صباحي وعمرو موسي ومحمد البرادعي بالاضافة الي عدد من الاحزاب. وبرز في الحياة السياسية ايضا المستشار حسام الغرياني رئيس المجلس الاعلي للقضاء السابق والذي سطر اسمه في التاريخ بأحرف من الذهب بعد اقرار الشعب المصري للدستور الجديد بفضل عمله رئيسا للجمعية التأسيسية التي اعدت دستور البلاد ومن الاحداث السياسية المثيرة في عام2012 انتهاء مشوار العديد من الشخصيات العامة سواء ترك الخدمة رسميا والحصول علي التكريم, أو من خسروا معركة انتخابية في العقد السابع من العمر وباتت الاتهامات تلاحقهم حاليا أو من رحلوا عن الدنيا. وكتب عام2012 انتهاء رحلة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة السابق ووزير الدفاع والانتاج الحربي, بعد ان ترك منصبه في اغسطس الماضي. ولحق به الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة ورئيس الاركان ابان الثورة, وهو منصب شغله عنان في الفترة منذ عام.2005 خرج من المضمار السياسي ايضا الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء السابق ومستشار رئيس الجمهورية حاليا ونال التكريم في القصر الرئاسي وشهد عام2012 وفاة احد اهم رجال السياسة والدين معا في مصر وهو البابا شنودة بطريرك الكرازة المركسية وبابا الاسكندرية السابق.