برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج, كما ازداد معدل الطلاق في أول سنة زواج للبعض منهم, وعندما تسأل شابا أو فتاة, لماذا لم تتزوج حتي الآن؟ يجيب قائلا: وهل أنا مجنون؟ وتجيب الفتاة بإجابة مماثلة. وفي هذا التحقيق نتعرف علي سبب عزوف الشباب والشابات عن الزواج, وهل هناك عادات ومظاهر وسلوكيات يرفضها كل طرف منهما في الطرف الآخر؟ وما هي تلك العادات والمظاهرات؟ وما رأي المتخصصين في هذه الظاهرة أو كيف يمكننا التخلص من تلك العادات أو الحد منها؟ بداية تقول سمية خميس( موظفة): هناك عادات تزرعها الأسرة وتربيها في الأبناء منذ الصغر سواء عن قصد أو غير قصد ولها أثرها السيئ في الكبر حيث ينشأ الشاب علي أسلوب حياة وطريقة معيشة تجعله يرفض الزواج حتي لا يفقد تلك العادة, وعلي سبيل المثال عدم تحمل المسئولية فالأب يتحمل كل تكاليف الزواج لابنه مما يجعله لا يشعر بأي مسئولية تجاه من سيتزوجها, وتفاجأ الفتاة بعد الزواج بأن الزوج لا يقدر علي تحمل مسئولية المنزل وإدارته, بل إنه ينتظر والده أحيانا حتي يأتي من سفره إن كان مسافرا ليشتري له احتياجات المنزل, بالاضافة إلي عدم قدرته علي تحمل مسئولية الأبناء عندما يرزق بالأطفال, ومن هنا تنشأ المشكلة وقد تنتهي بالطلاق. كما تشير إلي عادة غلاء المهور, فهي عادة لا يريد الأهل التخلي عنها مما يدفع الشاب إلي الزواج من جنسية أخري ترضي بأقل القليل, والفتاة للأسف حاليا تهتم بالمظهرية والمظاهر الكاذبة وتطلب أشياء كثيرة فوق كاهل الشاب بسبب غرورها ورغبتها في المباهاة أمام الجميع والمظهرية. ويري أحمد سعيد( موظف): إن غلاء المعيشة في مصر جعل الزواج أمرا صعبا, فأنا متخرج منذ سنوات وعلي كاهلي مسئولية تربية أخواتي الصغار, وكلما تقدمت للزواج من أي فتاة, فإن أهلها يطلبون التزامات مكلفة, ومرتبي يكفي بالكاد, فمن أين لي هذه المتطلبات, وليس أمامي سوي القروض والتي سأظل أدفع فوائدها عدة سنوات. أما هدي( طالبة جامعية) فتري اننا نربي الأبناء علي عادات وتقاليد لا تتناسب مع عصرنا الحالي وعصر الفضائيات والشات, وأنا شخصيا سأرفض الزواج من أي شاب غير عصري وغير قابل للتغيير ومواكبة العصر, فأنا أرفض الشاب الذي يتحكم في كل تصرفاتي وكل أفكاري فيطلب مني أن أكون له جارية بل أنا انسانة لي كياني وأحلامي وأريد أن أحققها طالما انني لا أفعل شيئا خطأ وملتزمة في ملابسي وتصرفاتي مع الآخرين. أما مروة فهي ترفض الزواج بالمرة وذلك لانها نشأت في أسرة كبيرة العدد وهي لا تستطيع الدراسة والمذاكرة بسبب ضجيج إخوتها ولذلك قررت ألا تتزوج إلا عندما تنتهي من دراستها, وتقول: يبدو أن والدتي من أنصار أغلبيه بالعيال طريقة جدتي, انجبي له الكثير كي لا يتزوج بأخري, لذلك فنحن ثمانية أبناء وفي زماننا الحالي تربية الأبناء صعبة وأعباء المنزل, فأمي تعبت بسبب كثرة الإنجاب ونحن نقوم بكل شئون المنزل من طبخ وتنظيف حتي رعاية إخوتي الصغار ولذلك فلن أتزوج بالمرة. أما سيد سعيد( محاسب) فذكر: صراحة أنا أرغب في الزواج وقد خطبت ثلاث مرات, ولكنني في كل مرة أجد في الفتاة عيبا يجعلني أخشي من استمراري معها, فمرة أجدها لا تهتم سوي بمظهرها وجمالها, أي مغرورة بجمالها, والثانية كانت دلوعة جدا وغير مسئولة بالمرة وتهوي المظاهر وتريد مثل صديقتها فلانة وعلانة, والثالثة مغرورة بعلمها, ولانني أقل من مستواها التعليمي فإنها تتباهي علي لأنها متعلمة. لذلك عزفت عن الزواج, وإن كنت أتمني أن أجد الفتاة المناسبة للزواج, وللأسف فالأسرة هي السبب لأنها تربي بناتها علي عادات غير مناسبة للظروف الحالية بالمرة, فالجمال والغرور لن يؤدي إلي بناء بيت في نهاية المطاف, بل يجب أن نربي فيهن تحمل المسئولية, فالزواج ليس مجرد نزهة وسفر وملابس فاخرة وسيارة, بل هناك منزل وزوج وأبناء, وعلي الفتاة أن تعرف ذلك لتقف مع زوجها في بداية مشوار الحياة. وترفض نائلة( مدرسة), عادة سيئة في زوج المستقبل ألا وهي العصبية, فعصبية الزوج تدمر كل شيء وتدمر الحياة الزوجية أصلا, وتري أن والدها كان دوما عصبيا لذلك كان البيت دوما مشتعلا كما أن عصبيته تجعله كثيرا ما يضرب والدتها بل يتعدي ذلك إلي ضرب إخوتها وللأسف فعصبية الوالد انعكست علي الأبناء الأولاد مما جعلهم يقلدونه أيضا فأخوها عصبي جدا ولذلك فشلت حياته الأسرية إذ تركت له زوجته المنزل. ويعلق شهاب أحمد الريس( أخصائي أمراض نفسية), قائلا: إن هناك عادات وتقاليد من الآباء والأجداد يتوارثها الأبناء والأجيال بمختلف أوجه الحياة الاجتماعية وتكون المشكلة في نمو بعض العادات الدخيلة فعاداتنا من أهم صفاتها الكرم والشهامة وحب الجماعة, علي أن هناك إصرارا في التوافق بين النواحي المعنوية والنواحي المادية, وللأسف فإن الشاب المقدم علي الزواج فإنه يقوم بفتح ميزانية لكي تصب في المهور الغالية وما تليها من حفلات ليالي الزواج من شراء مستلزمات الفرح والمظاهر وشهر العسل.. الخ, دون دراسة للموضوع علي مصير الأسرة السعيدة من قبل طرف عائلتي العروسين حيث انصب اهتمامهم في كيفية إرضاء الناس في مظاهرهم. فمنذ اليوم التالي للزواج نري الحياة المستقبلية لهذه الأسرة من ديون البنوك والتي تطرق أبواب هذه الأسرة وتكون متلازمة طوال حياته, مما يسبب التأخير في بعض المشاريع الأسرية والمخططة من قبل الزوجين أثناء فترة الخطوبة الجميلة. آلاء جمال الدين