تباينت أراء الإعلاميين حول تغطية التليفزيون المصري والفضائيات للأحداث الأخيرة بمحيط قصر الاتحادية وميدان التحرير وأمام جامعة القاهرة حيث يري البعض أن سيطرة وزارة الإعلام كانت سببا في انحياز التليفزيون المصري لصالح تيار محدد, وان ثمة ضغوطا تمارس علي العاملين بالتليفزيون مما دعا رئيس التليفزيون للاستقالة, بينما يري البعض الآخر من الإعلاميين أن الإعلام الخاص كان سببا في حشد الناس للتظاهر لأنهم يناقشون القضايا السياسية بطريقة غير موضوعية.. الأهرام المسائي استطلع الأراء في الطريقة التي أدار بها الإعلام بشقيه الرسمي والخاص الأزمة الراهنة. تباينت آراء الإعلاميين حول تغطية التليفزيون المصري للأحداث الأخيرة بمحيط قصر الاتحادية, وميدان التحرير, وأمام جامعة القاهرة حيث رأي البعض أن سيطرة وزارة الإعلام كانت سببا في انحياز التليفزيون المصري لصالح تيار محدد علي باقي التيارات الأخري, وأن استقالة كل من عصام الأمير رئيس التليفزيون وعلي عبد الرحمن رئيس قطاع المتخصصة جاءت بسبب الضغوط التي تمارس علي العاملين بالتليفزيون لتحريك الأحداث لصالح تيار بعينه, بينما يري آخرون أن التليفزيون أصبح قادرا علي تقديم الرأي والرأي الآخر بحيادية وموضوعية شديدة علي عكس ما كان عليه خلال ثورة يناير.. الأهرام المسائي استطلعت آراء عدد من الإعلاميين حول التغطية الإعلاميين للتليفزيون. يقول الإعلامي طارق حبيب أنه لمح خلال تغطية التليفزيون حالة تخبط حيث نجد أحيانا حوارات بين الإعلامين والنقاد ينهالون فيها بالنقد بشكل صريح, وأحيانا أخري نجد الرقابة تتشدد فتمنع الكثير مما يحدث وما يمكن مشاهدته, مشيرا إلي أنه تعاطف مع موقف الزميلتين بثينة كامل وهالة فهمي, ولكنه في الوقت ذاته يختلف معهما حول مبدأ إبداء الرأي خلال تقديم الحلقة ويجب علي الإعلامي أن يكون محايدا بشكل واضح وصريح. وعن الاستقالات التي تقدم بها كل من رئيس التليفزيون عصام الأمير ورئيس قطاع القنوات المتخصصة علي عبد الرحمن قال لا أجد لها أي سبب إلا إذا كانا يعانيان من أزمة حقيقية داخل التليفزيون لإجبارهما علي أمر بعينه. أما الإعلامي محمود سلطان فيري أن التليفزيون تعامل مع الأزمة الأخيرة بحيادية شديدة حتي في استضافة الضيوف التي ضمت مختلف الشخصيات, ومن جميع الأطياف, والدليل علي ذلك أن التيار الإسلامي قد غضب بشدة وأتضح ذلك من شكواه المستمرة من تغطية الإعلام للأزمة الراهنة, حيث يبدو انهم كانوا بحاجة لانحياز وسائل الإعلام لصفهم, وهو ما جعل اثنين من قيادات التليفزيون يتقدمان باستقالاتهما رفضا لهذا المنطق. وأضاف قائلا يبدو أن التليفزيون المصري قد تعلم من درس ثورة25 يناير حيث بدا محايدا يقدم الرأي والرأي الآخر, وقد اتضح ذلك من تغطية قناة النيل للأخبار والقناة الأولي للحدث, وأعتقد أن الأحداث الحالية كانت فرصة للتليفزيون ليؤكد للجميع أنه قد تعلم الدرس جيدا خاصة في ظل الهجوم الشديد علي الإعلام في الفترة الأخيرة. بينما يقول د. سامي الشريف أن التليفزيون يمثل الدولة خاصة وأنه يتبع وزارة الأعلام التي تعبر عن الحزب الحاكم والنظام الحالي, وبالتالي من العبث أن نطلب منها الحيادية والموضوعية لأنها وسائل إعلام تابعة للنظام, ومن الطبيعي أن تأتي التغطية الإخبارية من وجهة نظر الحكومة, وليس مستغربا أن وسائل الإعلام التي لم تخرج من ميدان الديمقراطية بعد أن تخرج بهذا الشكل. وأضاف أن هناك بعض البرامج داخل التليفزيون المصري تعرض وجهة النظر الأخري, وهي حالات استثنائية, لان التغطية بشكل عام تتبع وجهة نظر النظام الحاكم بشكل بعيد عن الموضوعية والحيادية, لانها وسائل إعلام رسمية تعمل وفق خطة النظام الحاكم, ومن الصعب أن تطلب منهم أن يكونوا موضوعيين لانهم يتلقون التعليمات وينفذون الأوامر. فيما أكد الإعلامي حمدي الكنيسي أن التغطية اختلفت بشكل واضح, ولكني أعتقد أن أستقالة عصام الأمير وعلي عبد الرحمن تدل علي أن هناك أخطاء معينة في أداء التليفزيون بما يستدعي الاهتمام والتوقف أمام هذه الظاهرة لمحاولة المعالجة وإعادة التليفزيون, خاصة وأن رصيده قد اهتز أثناء الثورة, وقد توقعنا أن يستعيد التليفزيون توازنه بعد ان حققت الثورة نجاحها الميداني وإن كانت لم تحقق كل اهدافها بسبب أخطاء المرحلة الانتقالية. وأشار إلي أن وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود كان قد قال أنه سيخلع عباءة الأخوان وسيحرص أن يكون الإعلام الرسمي متوازنا يقدم الرأي والرأي الآخر, ولعله يعود إلي تصريحه هذا ليضع مع رئيس الاتحاد إسماعيل الششتاوي توجها جديدا لإنقاذ الإعلام الرسمي ليكون هناك طرح لكل وجهات النظر المختلفة.