تواصلت الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين لليوم الخامس علي التوالي بميدان سيمون بوليفار بوسط القاهرة واستمر المتظاهرون في رشق قوات الشرطة بالحجارة وزجاجات المولوتوف والزجاجات الفارغة, وردت عليهم القوات بالقنابل, المسيلة للدموع, لتسفر الاشتباكات عن وقوع عدد من المصابين من الطرفين. ولجأت قوات الشرطة المتمركزة بالشارع المواجه بمقر مجلس الشعب إلي حيلة في القبض علي أكبر عدد من المتظاهرين الذين يرشقونهم بالحجارة حيث تقوم باستدراجهم إلي المنطقة القريبة منها أثناء إلقائهم الطوب ثم تقوم مجموعة من المجندين بالقبض علي عدد منهم أثناء محاولة هروبهم من الكماشة التي تفرضها قوات الأمن عليهم وتحاصرهم في منطقتها. أوصدت الفنادق المطلة علي كورنيش النيل أبوابها الخلفية المطلة علي ميدان سيمون بوليفار عن طريق وضع بعض الحواجز والأبواب الحديدية والمتاريس لحمايتها ومنعا لأي اقتحام يمكن أن يحدث جراء الاشتباكات. وهجر أصحاب المحال التجارية أماكنهم وبدت المنطقة أشبه بمدينة الأشباح التي تغرق في ظلام دامس تتخللها أضواء خافتة لمدرعات الشرطة مع أصواتها التحذيرية المزعجة لحظة إطلاقها لقنابل الغاز. وقسم المتظاهرون أنفسهم3 فرق تتولي كل فرقة مهاما محددة حيث تعكف مجموعة من الصبية صغار السن علي تكسير الحوائط والأرصفة إلي حجارة صغيرة وتعبئتها في كراتين يتم نقلها من داخل الميدان إلي المتظاهرين في الصفوف الأمامية الذين يقومون بدورهم بإلقاء الحجارة علي رجال الأمن, بينما يعكف فريق ثالث علي توزيع الكمامات والمياه والخل علي المصابين منهم. فيما استمرت أعمال الكر والفر بين الطرفين حتي ساعات متأخرة من الليل حيث تهدأ الاشتباكات قليلا ويلتقط كل من الطرفين أنفساه, ثم يبدأ الاستفزاز من قبل المتظاهرين, وتتصدي لهم القوات بقنابل الغاز.