أدت الأحداث السياسية الساخنة التي تمر بها مصر في الوقت الحالي الي تأجيل افتتاح الدورة35 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي يوما واحدا حيث يفتتحها وزير الثقافة د.محمد صابر عرب في السادسة مساء غد الأربعاء بدار الأوبرا المصرية, بينما كان من المقرر افتتاحها اليوم الثلاثاء, كما تقرر إلغاء كافة المظاهر الاحتفالية مراعاة لما تعيشه مصر من اضطرابات. ويرجع ذلك الي تزامن موعد الافتتاح الأصلي مع مليونية اليوم التي دعت لها القوي والأحزاب السياسية في ميدان التحرير علي بعد أمتار قليلة من دار الأوبرا المقرر عقد المهرجان بها, وقالت وزارة الثقافة في بيانيها عن ترحيل برنامج المهرجان يأتي حرص وزارة الثقافة علي إقامة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في موعده السنوي علي الرغم من الظروف الصعبة المحيطة لتظل صورة مصر في المحافل الدولية بما يليق بمكانتها, وتأكيدا لدورها الريادي وحفاظا علي استمرار قوتها الناعمة, ونظرا لسخونة الأحداث الراهنة التي تمر بها البلاد والتي نأمل أن يتراجع فيها الخاص لحساب العام ويضع الجميع مصلحة مصر فوق كل اعتبار فقد تقرر ترحيل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يوما واحدا. يشارك في المهرجان175 فيلما من64 دولة بينما وتبدأ عروض الأفلام صباح الخميس, ويشهد حفل الافتتاح تكريم نيللي ولبلبة ومهندس الديكور انس ابو سيف, وتقديم لجان تحكيم المسابقات, حيث يتولي رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية المنتج الإيطالي السويسري ماركو مولر مدير مهرجان روما, ويرأس لجنة تحكيم المسابقة العربية الفنان محمود عبد العزيز وترأس لجنة تحكيم مسابقة حقوق الإنسان غادة شهبندر, بالإضافة الي لجنة تحكيم فيبريسي اتحاد الصحافة السينمائية الدولية برئاسة كلاوس أيدر من ألمانيا, وكذلك لجنة ملتقي مهرجان القاهرة السينمائي. وفي سياق متصل يواجه المهرجان قبل افتتاحه بأيام قليلة أزمة بسبب المشاركة السورية في مسابقات المهرجان حيث اعترضت المخرجة السورية هالة العبد الله علي مشاركة المخرج عبد اللطيف عبد الحميد في المهرجان بفيلم من إنتاج وزارة الثقافة ممثلة في المؤسسة العامة للسينما التابعة لنظام بشار الأسد. وكانت المخرجة السورية قد أعلنت في بيان علي صفحتها علي موقع الفيس بوك عن سحب فيلمها كما لو أننا نمسك كوبرا من مسابقة حقوق الإنسان ورفضت عرضه في مهرجان القاهرة وكذلك مهرجان دبي المقرر عقده قريبا, وأضافت أنها اتخذت هذا القرار بناء علي رد فعل القائمين علي إدارة المهرجان أنهم يعتبرون السينما مستقلة عن السياسة وهذا ما يبرر لهم استقبال وعرض أفلام لمخرجين من سوريا يساندون النظام السوري حتي اليوم, في حين أن هذا النظام السوري لا يري أن السينما مستقلة عن السياسة حين يعتقل السينمائيين ويقتل المصورين والمخرجين. وأضافت إن المخرجين المدافعين عن هذا النظام بصمتهم أو بمساندتهم الصريحة له يعطونه الحق, شاؤوا أم أبوا, بطرده لزملائهم من مؤسسة السينما بسبب مواقفهم التضامنية مع ثورة شعبهم, وكانوا قد اعتبروهم في بيان سابق لهم أنهم خونة ويستحقون العقاب, كما أنهم بمواقفهم هذه يعطوه الحق بقتل المصورين والمخرجين الوثائقيين واعتقال الفنانين والمبدعين. وتضامن معها عدد من الفنانين الداعمين للثورة السورية وأعلنوا رفضهم لمشاركة فيلم العاشق للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد في مسابقة المهرجان باسم سوريا لأنه لايمت للحالة الراهنة في سوريا بصلة ولا يعبر عن المجتمع السوري حتي يحمل اسمها رغم انه أنتج بعد اندلاع الثورة بأشهر قليلة, بالإضافة إلي الانحياز التام من المؤسسة العامة للسينما تجاه نظام بشار الأسد. بينما أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قبل يومين من افتتاحه عن استبعاد فيلم العاشق من مسابقات المهرجان لتأييد مخرجه للنظام السوري.