صدر حديثا عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع كتاب سرحات فلسطينية.. لمحات من مشهد مآله الزوال وهي ترجمة للنسخة الإنجليزيةPalestinianwalks الحائز علي جائزة أورويل البريطانية للكتابة السياسية عام2008 للكاتب والمحامي الفلسطيني رجا شحادة وترجمة د. ليلي كريستينا, وأحمد فؤاد. ويستعرض شحادة في كتابه عبر200 صفحة تقريبا من القطع المتوسط ست نزهات قام بها منذ عام1978 وحتي عام2007 قام بها في رام الله واريحا في الضفة الغربية, وقدم فيها وصفا تفصيليا للتلال المحيطة برام الله ووديان برية القدس, ويروي أيضا التغيرات التي احدثها الاحتلال في الاراضي الفلسطينية من الناحية الطبيعية والجغرافية والمعيشية والقانونية والمعالم التي جري محوها من خلال تجواله في المناطق السالف ذكرها. اذ يطرح ماهو سياسي بشكل ادبي متميز, ويذكر شحادة في المقدمة عن كتابه لا مناص في سياق هذا النوع من الأدب من أن أكتب روايتي الخاصة عن هذا البلد وثقافة الخوف والدمار المعاصرة والتي تلطخ جماله ويوضح الكاتب أثناء تأليفي هذا الكتاب أدركت أن الكتابة ذاتها كانت الرحلة السابعة, فلم أكن ادرك وجهتي في رحلتي هذه أو خاتمتها. ويبدأ الكتاب بخريطة توضح أماكن فلسطينية وإسرائيلية ذكرت فيه, ويتكون الكتاب من ست سرحات عبر الزمان والمكان والتي تقع أحداثها علي عدة تلال فلسطينية الأولي هي حارس التلال الغائب والحاضر وهي سرحة من رام الله إلي حراشة يروي به الكاتب ذكريات الطفولة وبداية علاقته بالتلال أوبلغتها التي جاءت في المحاكم القضائية فكان يرافق والده الذي كان خبيرا في قانون الأراضي, ويذكر أن التلال كانت في وقت من الأوقات ملاذا للهروب من القيود في المجتمع الفلسطيني فيؤكد علي ذلك بقوله: كنت اتنزه فيها التماسا للفرار وتجديدا للشباب ويستكمل أيضا حديثه عن النزهات الأولي في التلال مستغرقا في وصفها, ويتضح تعلق شحادة بوالده أمين من خلال حضوره طوال السرحة الأولي لنكتشف في النهاية أنه حارس التلال الغائب الحاضر. وفي السرحة الثانية قضية ألبانيا من رام الله إلي عين قينيا وكانت خلال أول عقدين من الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والذي يؤكد فيه الكاتب قدرته علي التنزه رغم العدد الكبير للمستوطنات. وكانت البوابات الوهمية قمران والبحر الميت ووداي الدراج هي السرحة الثالثة الذي يشير فيها إلي الحواجز التي أقيمت بين القري وإلي جهل القادمين الجدد بالتاريخ الطبيعي لهذه الأرض حتي سنوات قليلة ماضية لم تكن هناك حواجز بين رام اللهوالقدس, اللتين كانتا آنذاك تكادان تكونان هناك مدينة واحدة ومن خلال رحلة بالسيارة يسترجع شحادة تاريخ رام اللهوالقدس وأريحامرورا بالمستوطنات الجديدة حتي استقرت الرحلة إلي التلال أسفل موقع خربة قمران التي تطل علي البحر الأزرق. والسرحة الرابعة كانت عن أديرة في البيداء من وادي القلط أريحا ويصف الكاتب وادي القلط وصفا تفصيليا البداية الفضلي لنزهة وادي القلط, ذلك الوادي المبهر الذي يمتد حتي أريحا من التلال الشرقية للقدس, فهي عين الفارغة, إحدي العيون الرئيسية التي تصب في الوادي. وجاءت السرحة الخامسة كيف تغلبت علي محنتك؟ عن الجانية ورأس كركر ودير عمار ويوضح شحادة من المنظور طويل الأجل أتيح لي أن أفصل هذه الفترة عن الزمن ككل, وأن أفكر في أن ما تقوم عليه فلسطين وإسرائيل اليوم لن, يظل قائما للأبد بالضرورة, فحياتي علي وجه هذه الأرض الجميلة قصيرة نسبيا, وبعد انقضاء أجلي سوف تستمر الحياة بغض النظر عن وجهات نظري وميولي ومخاوفي. سرحة في خيالي وادي دلب والذي يسرد فيها الكاتب لقاءه مع شاب اسرائيلي والنقاش الذي دار بينهما حول الأرض ومن مستحقيها لتنتهي السرحة بهذه الفقرة علي لسان شحادة كنت مدركا تمام الإدراك المأساة الموشكة والحرب التي كانت تلوح في الأفق لكلينا, العربي الفلسطيني واليهودي الإسرائيلي, أما في ذلك الوقت, فكنا نجلس معا في فترة تأجيل, ندخن معا, يجمعنا مؤقتا حبنا المشترك للأرض, وسمعنا طلقات نار عن بعد, مما جعلنا نرتعد وسألته( من جانبكم أم جانبنا) ولكن أني لنا أن نحدد, واتفقنا علي أن نتجاهل الآن, ولفترة كان الصوت الوحيد الذي سمعناه هو صوت قرقرة النرجيلة وخرير المياه الغالية التي تترقرق بين الصخور. يذكر أن رجا شحادة احد مؤسسي مؤسسة الحق للدفاع عن حقوق الانسان المرتبطة باللجنة الدولية للقانونيين عام1979, والتي تكافح ضد مصادرة الأراضي الفلسطينية من قبل السلطات الاسرائيلية, نشر له من قبل كتاب عن القانون الدولي وحقوق الانسان في الشرق الأوسط إضافة لكتابين أدبيين هما: عندما توقف البلبل عن الغناء والذي تم تحويله إلي مسرحية وغرباءفي المنزل وصدرت النسخة الأولي لكتاب سرحات فلسطينية بالإنجليزية عن دار بروفايل بوكس البريطانية عام.2007