علي الرغم من أن محافظة الدقهلية تعد في المقام الأول محافظة زراعية, فإن الصناعات الصغيرة انتشرت أخيرا لتغزو المراكز والقري, خاصة بعد تراجع الإنتاج الزراعي, وقلة الدعم للفلاحين, فاتجه الفلاح إلي الصناعات. ففي مركز ميت غمر الأكبر عددا من حيث عدد السكان, كان اقتراح إنشاء المنطقة الصناعية هناك والذي توقف عقب الثورة برغم تخصيص قطعة أرض هناك كانت ملك لمصنع العغزل والنسيج علي الطريق الزراعي المؤدي إلي القاهرة, وقام وزير الاستثمار السابق قبل الثورة بافتتاحه. وتعد ميت غمر معقل صناعة الألومنيوم في دلتا مصر, فهي تضم أكثر من70 مسبكا لصهر ودرفلة المواد الخام و800 ورشة لتشكيل هذا المعدن وإنتاج أدوات المائدة, وإنتاجها يصل إلي50 ألف طن سنويا في صورة أدوات طهي ومائدة, يتم توزيعها علي معظم أنحاء الجمهورية, ويعمل بهذا المجال أكثر من40 ألف عامل. وكالعادة.. فالعشوائية تحاصر هذه الصناعة, وذلك في ظل غياب الرقابة, فمن بين70 مسبكا يوجد6 منها فقط تحمل ترخيصا, كما تعمل600 ورشة من بين ال800 ورشة بدون أي سجلات رسمية, ولذلك فهي تنتشر وسط الكتل السكنية بشكل كبير, وتقام علي مساحات واسعة, فمساحة المسبك أو الورشة الواحدة تتجاوز300 متر مربع. ولأنها صناعة مربحة, فإن أصحابها لا يهتمون بأي محاضر تحرر ضدهم من إدارات البيئة أو الأمن الصناعي, علاوة علي استخدامهم لمواد خام في صناعتهم عبارة عن خردة رديئة, والتي تخرج بعد صهرها في صورة منتجات غاية في الخطورة علي صحة من يستخدمها. يقول محمد عبدالمقصود من سكان المدينة: إن سكان المنطقة التي نقيم بها يعانون الأمرين, فالدور الأرضي للعقار يوجد مسبك لصهر الألومنيوم وكان سابقا جراجا للسيارات والذي يضم فرن نار, ليتحول العقار إلي كتلة من اللهب تهدد بانفجار المنزل في أي وقت, ونعاني بشكل مستمر الضوضاء التي تصدر عنه, علاوة علي رائحة المازوت الكريهة وعشرات السيارات التي تنقل الخردة والمنتجات من وإلي المسبك, والتي تغلق الشارع ومدخل المنزل, وقد تقدمنا بالعديد من الشكاوي وللمسئولين, ولكن دون جدوي. فيما أكد اللواء صلاح المعداوي محافظ الدقهلية علي وضع خطوات النهوض بمنطقة ميت غمر الصناعية وسرعة بدء النشاط الاستثماري بها علي مساحة74 ألف متر مربع علي أرض شركة ميت غمر للغزل والنسيج مما يتيح فرص عمل الي ما يقرب من3 آلاف فرصة تشمل الصناعات التعدينية والاخشاب. وأوضح المعداوي أنه يجري التنسيق مع الهيئة العامة للاستثمار لتذليل المعوقات أمام المستثمرين لتدفق الاستثمارات وتعاون جميع الأجهزة المعنية وضم مدير عام الاستثمار ورئيس مركز ميت غمر لمجلس إدارة المنطقة.