تتيح مرافق وخدمات البنية الأساسية في قطاع النقل القدرة للناس علي الوصول الي أعمالهم,والي الأسواق, وأماكن الحصول علي خدمات الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأخري. ومن اهم تلك المرافق والخدمات هيئة سكك حديد مصر التي تعد من أقدم سكك حديد العالم فهي الثانية بعد انجلترا حيث بدأ أول خط حديدي بمصر عام1853 مابين القاهرة والإسكندرية بطول209 كيلو مترات ثم توالت بعد ذلك إقامة الخطوط الحديدية علي مستوي مصر كلها. ومن هنا فان المرارة والحسرة والغضب تتدافع إلي نفوسنا من سوء أداء هذا المرفق العريق وحوادثه وآخرها مأساة ازهاق أرواح الزهرات البريئة من اطفالنا في صعيد مصر الذي احس كصعيدي انه يأتي في نهاية أولويات أي وزارة للنقل قبل وبعد الثورة لم يختلف شيء! ومأساة قطار اسيوط تنحصر في كلمة واحدة هي المزلقانات الرديئة علي شبكة السكة الحديد والتي ظلت علي حالها منذ انشاء السكك الحديدية صحيح أنه زاد عددها ولكنها بقيت علي حالها اليدوي المعتمد علي يقظة او عدم يقظة عامل لا يحس بانتمائه في الغالب لانه يشعر انه مهمل وادي عمله ام لم يؤده لن تفرق مع وزير قابع في مدينة نصر لايحسن سوي التصريحات فوزير النقل في مصر هو وزير التصريحات بلا منازع. وهناك يقال بعد كل حادثة انه سيتم تحسين وتطوير نظام المزلقانات ولانجد الا البطء في تنفيذ مشروعات تطوير المزلقانات الذي لم ينجز سوي4 مزلقانات من بين اكثر من1200 مزلقان. أين التفتيش والمراقبة من أجل إعادة الانضباط وحسن الأداء وسرعة الانجاز. ومتي يتم كهربة المزلقانات وربطها بشبكة محكمة؟ إن المواطن غاضب وغير راض من خدمة القطارات, والواقع اننا مازلنا في حاجة الي جهود جبارة وقرارات حاسمة لتطوير البنية التحتية والفوقية والخدمية في السكة الحديد, وهناك الكثير من الخلل في الصيانة والنظافة واذا ركبت قطارات الصعيد ونظرت إلي جانبي طريق السكة الحديد ستجد إشغالات وأسواقا علي جانبي السكة فضلا عن اكوام المخلفات والقمامة. وبدلا من تطوير المرفق خرج علينا الوزير المستقيل أو المقال ليبشرنا بالقطار الرصاصة بين القاهرة والاسكندرية هذا هو اهتمامهم بالاغنياء وطرق تسهيل حياتهم ووقتهم والغالبية من الشعب ومتوسطي الدخل والفقراء ومنكوبو صعيد مصر اخر اهتماماتهم. لا ياسادة! مصر الثورة لايرضيها ذلك النهج الذي يتخذ من المواطن المصري ودماء أطفاله تتناثر حول قضبان السكة الحديد اداة وعنوانا لاهمال المواطن الذي فجر الثورة. القطارات السريعة مطلوبة ولكن في أي جانب من الأولويات: تحسين وتطوير المزلقانات أم القطار الرصاصة ؟ إن القطارات الطلقة او الرصاصة هو مجال اهتمام دول لديها وفرة مالية مثل الصين وقطار هارموني الذي تعتزم صناعته, ويقدر متوسط سرعته بنحو350 كيلو مترا في الساعة, قياسا الي سرعة القطارين الياباني والفرنسي القصوي, والتي لاتزيد علي300 كيلومتر في الساعة. أما في أمريكا فيلاحظ أن خدمات أميتراك أسيلا للنقل الحديدي السريع تستغرق حوالي ثلاث ساعات ونصف الساعة من الزحف البطيء بين مدينتي بوسطن ونيويورك مع العلم أنها مسافة لاتزيد علي300 كيلو متر! ان قطاع النقل يفتقر الي عدالة توزيع الاستثمارات وضعف القدرات التنافسية والتسويق بالاضافة الي عدم وجود استراتيجية طويلة المدي وغياب الشفافية وتأخر اساليب الادارة وسوء التخطيط والمتبع لايزال هو التخطيط التقليدي الذي لايحقق المطلوب حاليا ولا المتوقع مستقبلا. لا أقول هذا اعتباطا بل بحكم الارقام فكاتب هذه السطور قضي شبابه في العمل في هذا القطاع. خبير في الشئون الاستراتيجية