خرجت أسوان عن بكرة أبيها لتودع واحدا من خيرة ابنائها من ضباط الشرطة الشهيد النقيب محمد أبو النصر مشالي معاون مباحث مركز شرطة أسوان, الذي لقي وجه ربه عن عمر يناهز السابعة والعشرين بمستشفي القوات المسلحة بالمعادي, بعد تلقيه رصاصة غدر أثناء قيامه بتأمين مراسم دفن شاب توفي في مشاجرة بين عائلتين بنجع الشيخ علي بمركز أسوان الاسبوع الماضي وفي جنازة عسكرية مهيبة تقدمها اللواء مهندس محمد مصطفي السكرتير العام للمحافظة والسفير الدكتور أيمن زكريا سلامة القنصل العام لجمهورية السودان واللواء جمال الفولي نائب مدير الأمن والمستشار العسكري للمحافظة وقيادات الشرطة, احتشد نحو10 ألاف مواطن أسواني أمام المسجد الجامع لوداع الضابط الشهيد الذي كان مثالا في الأخلاق والتفاني في العمل,لتخرج الجنازة لدفن الجثمان بقرية الرمادي جنوب مدينة إدفو مساء أمس. ووسط حالة من الحزن الشديد تعرض عدد كبير من زملاء الشهيد إلي حالة من الانهيار التام وسقط بعضهم مغشيا عليه فور وصول الجثمان إلي مطار أسوان الدولي, بينما هتف الآلاف وهم يحملون الشهيد ملفوفا بعلم مصر لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله وسط صرخات اصدقائه الذين كانوا في حالة من الذهول التام. وكان النقيب الراحل محمد مشالي قد تعرض للإصابة بعيار ناري أعلي الركبة أثناء قيامه بتأمين جنازة الشاب إسلام محمد محمود السقعان, الذي توفي متأثرا بجراحه إثر مشاجرة نشبت بين عائلتين متجاورتين بنجع الشخ علي بمركز أسوان,الأولي تنتمي إلي جزيرة راجح بإسنا, والثانية للمنصورة بمحافظة الدقهلية, حيث قامت الأولي بالاعتداء علي الثانية التي سقط منها الشاب القتيل, وأثناء إجراء مراسم الدفن فوجئ المشيعون بوابل من الرصاص ينهمر عليهم من بعض أهالي جزيرة راجح بحجة أن هناك شبابا قام بإلقاء الطوب عليهم مما أدي لإصابة علي عاشور22 عام, وفي الوقت الذي سارع فيه الشهيد لإنقاذه صارخا في المعتدين بوقف إطلاق النار استقر عيار ناري في قدمه اليمني أعلي الفخذ, وتم نقله إلي مستشفي أسوان الجامعي لوقف النزيف الشديد الذي تعرض له, وعلي الفور قرر اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية نقله إلي مستشفي القوات المسلحة بالمعادي بالإسعاف الطائر,حيث اضطر الأطباء لبتر القدم بعد تعرضها للتسمم, وظل يصارع الموت حتي توفي مساء أمس الأول وحسب قول ابن عمه المرافق له محمد فتح الله مشالي فإن حالته قد شهدت تحسنا ملحوظا في اليوم الأخير قبل وفاته, بعد أن زاره عدد من زملائه الضباط, كما زاره اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان المستقيل, ولكن للأسف تعرض لتدهور مفاجيء وكأنه تحسن لكي يودعنا أما شقيقه أحمد الذي كان في حالة ذهول وصدمة وغير مدرك تماما بأن شقيقه وتوءم روحه قد فقده إلي الأبد, فقد جاءت الكلمات من فمه ثقيلة ولم تخرج سوي عن ترديدحسبنا الله ونعم الوكيل أما صالح مشالي ابن عم الشهيد وعضو مجلس الشوري السابق فقال انا لاأصدق أن محمد قد مات وظل يصرخ كثيرا والدموع تنهار من عينيه ليتمالك نفسه ويصف الشهيد بأنه كان مثالا في الأخلاق وقدوة للشباب بحسن خلقه واحترامه للصغير والكبير وقال لم نشأ أن نخبر والده اللواء أبوالنصر مشالي بالخبر المشئوم بسبب كبرسنه وهو حتي الأن لايعلم شيئا وقال جيرانه حسن عبد الكريم ومصطفي عبد الرؤوف أن مشالي لم يكن ضابطا بالمعني المفهوم عن الضباط بل كان وعلي الرغم من صغر سنه شيخ عرب يحرص علي أداء الواجب الاجتماعي, حيث اكتسب ذلك من عادات عائلته العريقه عائلة مشالي ومن والده اللواء أبو النصر مشالي قائد السجن الحربي السابق في عهد الرئيس جمال عبد الناصر أما الرائد محمد سمير مرغني والنقيب محمد المغربي فقالا إن جهاز الشرطة فقد شخصيةمحترمة ومهذبة قلما تتكرر, فقد كان كما يقولون ابن موت من فرط مايحرص عليه من محبة وحسن في التعامل ولعل جنازته المهيبة والحزن الشديد للأفراد والأمناء وانهيارهم أبلغ دليل علي طيبته وحسن أخلاقه